أي شيء في العيد أهدي اليكَ ؟

فكرت كثيراً بهدية هذا العام ، زرت محلات الورود ، بحثت هنا وهناك ، فلم أجد أجمل من هذا المنبر أهديه اليكً في ذكرى مولدك رفيق الحريري .
إعتدت في الحقيقة أن أكتب عنك وأكتب إليك وفي كل المناسبات . أكتب عن ضيوفك ، عن محبيك ، عن اللبنانيين الذين غرقوا في الحزن واليتم بعد غيابك ، عن الأرامل واليتامى ، عن رفاق لم يكلّوا يوماً من ذكراك ، ولا عن الحديث عن بصماتك ، عن جيلٍ لقّن الحروف الأبجدية في مدارسك ، عن خريجي مؤسساتك الذين حلّقوا عالياً في بلاد الاغتراب رافعين شعارك .
إعتدت أن أخطّ حروفي بحبر ملوّن بلون زهور ضريحك ، كنت أخط العنوان بالجوري الأحمر و أرسم السطور بالزنبق الأبيض ، وكنت أصوغها بعبارات ممزوجة بأريج البخور والعنبرالذي كان يخيّم على أجواء ضريحك طيلة سنوات الغياب ، لأروي للعالم وعلى مدار السنوات الإحدى عشرة عن رفيق الوطن الذي غاب و لم يغب إلا جسداً ..
فكرت كثيراً بهدية هذا العام ، فكرت أكثر من أي عامٍ مضى، ربما لأنني افتقدتك هذا العام تحديداً أكثر من غيري من اللبنانيين المحبين ، و أكثر من اي وقتٍ مضى.
بحثت بين أقلامي تلك التي تسيل حبراً بحبك من دون إستئذاني ،أقلامي التي سُرِقَت منّي على عجل ، فأوجعني حبرها الجاف ، المتعطش للكتابة عنك ، خلتها تخاطبني ، تومىء اليّ من مخبئها طارحة أمامي ألف فكرة وفكرة جديدة.
ربما تكون تلك الأفكار اليوم هي هديتي اليك .
رفيق الحريري
إخترت هديتي نعم ، لكنها جاءت ممزوجة بأصعب الظروف التي عشتها في حياتي ،أوجع من غيابك ، فقررت أن اتمسك بها لتبقى محبرتي مملوءة بذكراك الطيبة ، التي قطعت عهداً على نفسي يوماً ما ، أن تكون عبراً ودروساً وكتباً وصفحات مفتوحة، تحكي مسيرتك للأجيال.
رفيق الحريري
نعم ..إخترت هديتي في ذكرى عيدك لتغدو ذكرى أيضاً لهذا المولود الإعلامي الجديد في كل عام وفي مثل هذا التاريخ .
هدية تحكي عن العلم والمعرفة ، عن كل رائد ورائدة في هذا الوطن العربي الذي احببت ، هدية تنقل من لبنان واليه قصصاً ورواياتٍ وحكايات ، عن بصمات أبطال وخطى أجيال ربما توصل الرسالة منها الى أجيال أخرى .
هذا المنبر هديتي لك في الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر، اليوم الذي ولدت فيه لتكون رسالة إلى لبنان و لنحتفل كل عام وفي اليوم نفسه بإشراقة أمل تساهم في الإضاءة على ذكراك .
رفيق الحريري..لنا في الرسائل بقية اليوم وكل يوم .
#خرب-شات
إكرام صعب

لمشاركة الرابط: