في وقت يعيش فيه المواطن اللبناني تحت وطأة الديون والأعباء المالية والبطالة ، وتتوقف المصانع عن العمل وتسرح عمالها ، وفيما تقفل الصحف اللبنانية أبوابها وتشرد موظفيها وتطفىء مصابيحها ، ويعيش كتّابها تحت وطأة الديون وتأخير الرواتب ، وفيما تجتاح النفايات أرصفة العاصمة بيروت ومعظم الطرق الدولية في لبنان ، وفيما يناشد مرضى السرطان الوزارات المعنية تأمين علاجهم المكلف ، وفيما يتوقف مصرف الإسكان عن تأمين القروض السكنية التي تسند شباب لبنان في تأمين بداية مريحة لحياتهم ، تطالعك خبرية تاج ملكة جمال لبنان وما يحويه من 1800 حبة الماس صافِ ، والذي يبلغ سعره 700 ألف دولار، ما يجبر ملكة الجمال أن تنتقل تحت حراسة مشددة من 3 حراس عندما تضعه على رأسها ، فتحارُ من أي مكان تبدأ بندب حظك !
فعلى الرغم من احترامنا للجمال ولملكاته وجميلاته ، يقف الإنسان مذهولا أمام هذا “البذخ الماسي” الذي يثقل رأس هذه الحسناء اللبنانية ، وما كتب عن كلفته في بلد يئن شعبه من الأهمال والفاقة والعوز الذي وصل الى مستويات قياسية .
فأي تاج يرصد له هذا المبلغ الكبير من المال ؟ والبلاد والعباد على شفير الهاوية لشدة الضائقة المالية التي تجتاح المؤسسات ، ومن قال أن الجمال الخارجي هو الهدف والغاية لدى نساء لبنان ، حتى تصرف عليه هذه الأموال الطائلة ؟
وماذا لو استبدلت قيمة ماسات التاج المذكور، بتأمين أدوية وعلاج لمرضى السرطان في لبنان، الذين بات عددهم يتصدر أعداد المرضى للمرض نفسه في الدول المجاورة ؟ أو لماذا لا يهدى التاج الى مراكز علاج الأطفال الذين يتزايد عددهم يوما بعد يوم نتيجة التلوث البيئي الذي يضرب لبنان ؟
هو ليس موقفاً ضد الجمال أو مسابقاته ، على الرغم من أن الحدث بحد ذاته استطاع أن يكسر الروتين في محطات التلفزيون والبلد ، في ظل هذا الجمود الإقتصادي والتصحر السياسي والثقافي .
هو فقط موقف من البذخ في بلد لم يعد فيه للكاتب من احترام ولا للطبيب أو المهندس ،هي صرخة لرفض اختزال جمال الأنثى بشكلها، دون معلوماتها وثقافتها فيما لو بقينا على هذا المنوال من المباريات .
هو مبلغ قيل أنه يقارب ال 700 الف دولار، لم يكن صداه سهلا على مسامع اللبنانيين بسبب الظروف الصعبة التي تخيم على سماء لبنان .
إكرام صعب
[email protected]
شو بخبرك عن بيت من لبنان !
يقول الفنان وديع الصافي في رائعة من أجمل أغانيه ” بيتي ما برضى يسيب بيتي أنا سلاحو .. ما بتركو للديب ولا بعير مفتاحو” من المؤسف القول أن بيوت العديد من اللبنانيين اليوم “تركت للديب” وضاعت مفاتيحها … وما أدراك ماذا فعل بها ” الديب” ؟ يعرف البيت اللبناني الأصيل ليس من حجارته المقصوبة فحسب
Read More