قراءة في مضمون كتاب “النهضة الصناعية والإقتصادية والتجارية في بيروت المحروسة 1840-1914” لكاتبيه القنصل خالد الداعوق والدكتور حسان حلاق

خاص – nextlb
وقع القنصل خالد الداعوق والدكتور حسان حلاق كتابهما “النهضة الصناعية والإقتصادية والتجارية في بيروت المحروسة (1840 ـ 1914)”، مؤخراً خلال حفل أنيق في “بيت الداعوق” ميناء الحصن وسط بيروت ، في حضور شخصيات سياسية وثقافية وإجتماعية ، إضافة إلى عدد من ممثلي وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية والمسموعة والإلكترونية. وللمناسبة يشرح الدكتور حلاق مؤرخ بيروت المحروسة عن مضمون الكتاب فيقول :
” يؤكد مضمون هذا الكتاب خطأ الإعتقاد بأن الحكم العثماني كان لايهتم بتطور بيروت المحروسة والولايات العربية العثمانية ، كما يؤكد الكتاب بأن “البيارتة” لم يكونوا مزارعين أو حرفيين يعملون في المهن التقليدية فحسب ، بل أثبتت الوثائق العثمانية والبيروتية ، بما فيها وثائق بلدية بيروت وسجلات المحكمة الشرعية ووثائق آل الداعوق وآل بيهم وآلاف الوثائق الأخرى ، أنهم عملوا في الصناعات المتطورة وبالتجارة المحلية مع الدولة العثمانية والدول الأوروبية والأميركية وتاجروا مع اليابان والصين وروسيا “.
حقائق تنشر للمرة الأولى
ويضيف الدكتور حلاق ” تضمن الكتاب الصادر حديثاً هذه الحقائق التي تنشر للمرة الأولى بعد أن ثبت بأن البيارتة بين أعوام 1840-1914 كانوا رواداً في الصناعة والمهن والحرف الحديثة بالإضافة الى الحرف التقليدية والزراعة أيضاً ، ويأتي في مقدمتهم الرواد آل الداعوق وبيهم و عرداتي وسلام وغيرهم ، فقد أسس محمد أبو عمر الداعوق وشريكه محمد عرداتي مصانع للحديد والفونت وعدة مصانع أخرى لصناعة القرميد والثلج والموبيليا ، وأول ترامواي يسير بواسطة العجلات والدواب على خط السكة في رأس بيروت قبل إنشاء الترامواي الحديث ، وكذلك أسسا مدرسة للصنائع لتدريب الفتيان والفتيات والشباب والرجال والنساء من كل الطوائف مجاناً وعلى نفقتهما الخاصة ، وقد خصص لهذا المشروع مبلغ يوازي 9800 ليرة إنكليزية ذهبية ، وذلك قبل إنشاء مدرسة الصنائع الشهيرة في عام 1907 “.
ويتابع قائلاً : ” لم يكتف محمد عمر الداعوق بذلك ، بل عمل في تجارة الساعات السويسرية زينيت zenith وتجارة المجوهرات ، و في تجارة آلات ومعدات بلاكستون التي تعمل على البخار لتشغيل المطاحن والنواعير والمعامل ، كما شهدت بيروت المحروسة في العهد العثماني تأسيس نادي بيروت والكازينو العثماني وشركة الصناعة والتجارة البيروتية وفي ما يختص بتجارة بيروت المحروسة فإنها تتمثل بالعديد من تجار بيروت ويأتي في طليعتهم أمبراطورية آل بيهم التجارية “.


صناعات متطورة
وعلى عكس ما هو سائد يوضح الدكتور حلاق : “إن من يطلع على فصول الكتاب سيدرك تماماً بأن بيروت المحروسة شهدت نهضة صناعية وإقتصادية وتجارية فضلاً عن النهضة الزراعية ، وتطور العديد من الصناعات منها على سبيل المثال وليس الحصر ومنها : الأدوية والمجوهرات والسفن والمستشفيات والبارود والأسلحة والحرير والمعادن والصخر والزجاج والألبسة والحديد والذهب والموبيليا والثريات والماس ومصانع الثلج والمياه الغازية واللقاحات ضد السكري ، وصناعة الفحم الحجري ومعامل الورق والمنسوجات والخيوط والقماش والملاحات ومعامل الأفران والحلويات الشرقية والإفرنجية والمياه المعدنية وصناعة الحروف العربية والأجنبية للمطابع وللصحف والكتب “.
أما على صعيد الإنشاءات والبناء فيكشف الدكتور حلاق ” أن تلك الحقبة شهدت بناء أرقى القصور والدور والمساجد والكنائس والمدارس والجامعات والسرايات والخستخانات “المستشفيات” العسكرية والمدنية ، وبناء معامل تعمل بطاقة البخار وسواها من صناعات ومصانع وتجارات ، مع إقتصاد متطور على غاية الأهمية ، تشهد بذلك الحركة الصناعية والتجارية والإقتصادية ممثلة في البنوك ومرفأ بيروت المحروسة والسكة الحديدية ومختلف طرق المواصلات “.
ويختم الدكتور حلاق بالقول :” الحديث يطول عن الكتاب لأنه يحمل في طياته المستندات والوثائق والسجلات التي أثمرت نتائج جديدة لتصحيح تاريخ بيروت المحروسة الإقتصادي والتجاري والصناعي بشكل غير مسبوق ” .
[email protected]

لمشاركة الرابط: