حين يصبح الرجال …. صيصان؟!
قد ينتقد البعض هذه المقالات المتسلسلة التي سننشرها تباعا فيقول كيف يمكن لشيخ عامل في مجال الدعوة إلى الله تعالى أن يسطر قلمه مثل هذا الكلام..
لذلك وقبل أن يلوم أحد أوضح أنني ما كتبت هذه الكلمات إلا بعد أن تأكدت من غياب كبير لمفهوم الرجولة عند الكثيرين، وأنا حين كتبت فقد انطلقت من المقصود القرآني للرجولة الذي يرى في الرجل مجمعاً للأخلاق والصفات النبيلة التي تجعل منه في نهاية الأمر قادراً على القيادة المجتمعات وبنائها البناء الصحيح والواعي الذي يصل بها إلى الخيرية المطلوبة…
أما لماذا الاستعانة باللغة العامية..؟!
فلأنها وبصراحة كبيرة الأنسب للمعنيين بهذا الكتاب والأقرب إلى عقولهم والأكثر تأثيرا فيهم وفي نفوسهم، فأنا أردت الوصول إليهم بلغتهم لعلني أستطيع بتوفيق الله تعالى بعد ذلك أن أرتقي بهم إلى لغة الرجال الحقيقيين..؟!
إن هذه المقالات ليست مقالات دعوية بالمفهوم الرسمي أو التقليدي للكتب الدعوية، ولكنها كلمات أشبه ما تكون بجلسة تحاور مع بعض ضعاف النفوس الذين أصبحوا وللأسف الشديد كثراً في مجتمعاتنا….
ولكن دعونا نسأل….
هل يمكن أن يصبح الرجل فعلا صوصاً (أو كما يقول الأخوة في مصر… كتكوت)..؟!؟
وهل تتحول معالمه وسلوكه وتصرفاته بل وحتى تفكيره لنراه فجأة يسير في معترك الحياة بلا أية ملامح تدل على الرجولة..؟!
سؤال إجابته باتت صعبة في زمن يتسابق فيه الجميع لـ(الصوصنة)..؟!؟
وتساؤل لا نستطيع مناقشته في كلمات بسيطة أو إجابات سطحية وإنما يحتاج إلى دراسة معمقة مستمدة من الواقع الذي يحيط بنا ويمتلئ بنماذج بشرية ذكورية تدعي الرجولة بينما كل الدلائل والمعطيات تنفيها وبصورة قطعية وحاسمة..
فالرجولة التي كانت هدفا يسعى إلى تحقيقه الجميع انقلب حالها اليوم حتى أصبحت ما يشبه التهمة يبادر الكل إلى نفيها والتخلص منها.. والطريق لإثبات ذلك.. (الصوصنة) إن صح التعبير..؟!؟
ولذلك كان لا بد لنا أن نسعى لرصد الحالات التي نعيشها في المجتمع والتي تعبر تعبيرا صريحا ومباشرا عن رجال أصبحوا (صيصان)…
ومن هنا نقول…
أيها القارئ الكريم.. إن كنت ممن يبحثون عن (الصوصنة) فهذه المقالات لن تثير اعجابك بل على العكس قد تشعرك بالملل والضجر.. وأحيانا بالحقيقة التي تحاول سترها..
أما إن كنت رجلا بكل ما للكلمة من معنى… فنحن نطالبك ألا تكتفي بالقراءة أوالضحك أو هزّ الرأس تصديقاً لما تقرأ..
وإنما تفضل ومارس بعضاً من مهام الرجولة وحاول أن تخرج البعض من حظيرة الصيصان إلى ميدان الرجولة لعلك تنال أجراً افتقد لذته الكثيرون..؟!؟
وللحديث بقية….
الشيخ بهاء الدين سلام
الشيخ بهاء الدين عبد الرحمن سلام…
باحث ومحاضر في مجال تنمية الفكر، حاصل على إجازة في اللغة العربية وماجستير في الدراسات الإسلامية ويتابع حاليا شهادة الدكتوراه في الإعلام الإسلامي.
عمل مديرا للمركز الإسلامي للإنماء والإعلام – بيروت، وكاتبا في عدد من الصحف العربية وهو حاليا رئيس القسم الإسلامي في جريدة اللواء اللبنانية.
له برامج إعلامية متعددة تصب كلها في مجال تنمية الفكر البشري من خلال التعاليم الإسلامية، منها برنامج خير الكلام على تلفزيون المستقبل وبك أصبحنا على إذاعة القرآن الكريم إضافة إلى برامج إذاعية متنوعة في مختلف الإذاعات اللبنانية.
كما له العديد من المؤلفات والمقالات والأبحاث والمحاضرات والندوات التي ألقاها في عدة مناسبات في لبنان وخارجه.