جنت الحرب زهرة شبابها، سحقتها فتبخر اريجها و اختفى عسلها، صاحتت يا ويلتي ايتلاشى صباي و يخطف القتل شبان اترابي و يهجر زينتهم عبر القارات، حيث امال العيش الرغيد و انا قابعة ابحث عن كسرة رغيف لم تحرقها حمم البراكين.
تشاطرني مثيلات و مثيلات حيث انتهت بنا رحلة البحث الى حيث ضاعت بهجة الاحلام و توارت معها دروب يرسمها شريك حياة فشكلنا جيلا تخطى عقود الصبا و الشباب و خطت وجوهنا اخاديد الحزن و الانكسار.
صرخة مدوية اطلقها صدرها و الانين لا غيره من رفيق: ” حسن العمر يركض و لابد لجمال روحنا الثابتة ان يزهو و يكبر فينا و ينشر عبقه على من حولنا، فلنله مع اشراقة كل صباح بين سنابل الحقول و نقطف مخمل الورود و نجذب نحونا كل ما هو غداء للروح”
صدقا فلنبحث عن بصمات ملكات هذه الروح انها في صروحنا العلمية و الطبية و اروقتنا الثقافية و معارضنا الفنية و في جمعياتنا الخيرية و انشطتنا التطوعية… نعم تحية و الف تحية اجلال و تقدير الى كل الشامخات اللواتي لم يقف عطاؤهن عند حاجز”لا رفيق درب يكسر جليد الوحدة و تزهر معه الحياة”، وقفن بصلابة و انطلقن نحو اصرار تلو الاصرار و انقذن الاصدقاء و ذوي القربى واليتامى و المساكين و ابناء السبيل.
تضحياتهن و اسهاماتهن باقية في عيون و قلوب اجيال نيرّة تنحني لهن اجلالا و حبا و لا يسعنا الا ان نقول ان التيجان المرصعة بالعطاء ايضا تليق بمن سرن وحيدات بدروب الحياة فوق اشواك ادمت الاقدام.
ويبقى جمال الروح خير رفيق و مبلسم للجروح يحول كل ما هو شائك الى حرائر تثري كل من قدر و احترم.
نبال نخال -كاتبة وصحافية