حين بكتْ أمّي
انحنى العالم أجمع
صار الهواء أبطأ
وأخفى صوته
يا الله…
ما كان أثقل دمَعها!
ما أوجعَ اللحظة!
حين صار الكون كلّه وجعي
وكلّ الدعاء
صار طريقًا واحدًا إليها
دنوتُ
ليمسك قلبي يدها
صرتُ أكبر من عمري
أحمل وجعها في روحي
عاجزًا أمام “الدمعة الساخنة
التي سقطت على حبر الروح
وامتدّت مع رجفة القلب
إلى اشتعال الجرح”(1)
أمّاه،
كيف أستبدل حزنًا بحزن؟
وأفتح نافذةً للشفاء
في صدر الليل
وفي عين النهار؟
أمّي…
يا حضنَ العالم كلِّه حين تضيقُ بي الأرض
يا وجهَ الفجرِ حين ينطفئ في عينيّ النور
يا نبضًا يجمع شتاتي
بحنوٍّ لا يشبه إلّاكِ
أنتِ اللّفظ الذي يوقظ المعنى في الكلام
والندى الذي يشرح للعطش معنى الحياه
أنتِ العافيةُ التي تمشي على قدمين
وكلُّ ما تعجز عنه اللغةُ
ويَبكيه الحنين
حياتي بلا ظلّك… فراغ
يا سيّدةَ الخير
ويا بركةَ الأيام
يا أمّي…
الوليد 09/ 12/ 2025
(1) هذه العبارة للصديق جواد العقاد.
بقلم وليد الخطيب







