وداعًا نبيل أبو غانم … صوت المهنة وضمير البيئة

برحيل الزميل الأستاذ نبيل أبو غانم، نفتقد اليوم أكثر من صحافي مهني؛ نفتقد أخًا حقيقيًا عشنا معه عشرة عمر تخطّت التسعة عشر عامًا تحت سقف واحد، في مكاتب جريدة المستقبل، حيث اجتمعنا عائلةً واحدة، نحمل همّ الوطن بكل أطيافه وتنوعه، ونمضي على نهج الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي أراد صحافة تجمع ولا تفرّق، وتضم أبناء كل الطوائف والمناطق في بيت مهني واحد.
كانت السنوات الطويلة مع أبو غانم خليطًا من الجميل والصعب، من لحظات ضحك واندفاع، وأوقات تعب ومسؤولية. وبرغم اختلاف الرأي أحيانًا، إلا أنّ روح العائلة لم تتزعزع يومًا، وكان هو أحد أعمدتها.
تعلّمت منه شخصيًا درسًا مهنيًا وأخلاقيًا لا يزال يرافقني: عدم تغييب أحد في أي موضوع أكتبه، وإعطاء كل ذي حق حقه. كان أستاذًا وزميلًا وشقيقًا، يُتقن الإنصاف في الكلمة، والاحترام في الاختلاف.
وبعد توقف الجريدة، أكملنا زمالتنا على صفحات السوشيال ميديا، حيث بقي حضور نبيل هو نفسه: هادئًا، رصينًا، محبًا، وصاحب رأي لا يساوم. لكن ضيفًا ثقيلًا تسلّل إلى صدره وقلبه، فأقعده في المنزل، وهو الذي كان يبحر بلا كلل في عالم البيئة، حامِلًا همّ الطبيعة اللبنانية، وشجونها، ودائم السعي إلى أن يبقى لبنان الأجمل والأخضر.
رحل اليوم الأستاذ نبيل، ونحن لا نزال نعشق الصحافة التي أحبّها، ونكتب فيها وعنها، فيما كان هو يتابعنا بصمت، من خلف هاتفه، ومن فراش مرضه، بلهفته القديمة نفسها.
عمل ابو غانم في عدة مؤسسات وصحف لبنانية وكان آخرها رئاسة قسم المحليات غير السياسية في صحيفة المستقبل ومستشاراً خاصاً لوزارة البيئة في عهد صديقه الوزير السابق أكرم شهيب وترك بصمة في الصحافة وفي الزملاء الذين عاصروه وحتماً في البيئة خصوصاً البيئة البحرية في لبنان
إلى زوجته سهام التي أحبّها بعمق، وأكثر من الحديث عنها في كل مجلس.
إلى ابنتيه العزيزتين، اللواتي كان يفخر بهما كأنهما امتداد قلبه.
إلى زملاء جريدة المستقبل الذين عرفوا جيدًا معنى هذه الخسارة.
لهنّ ولهم جميعًا، نتقدّم بأحرّ التعازي القلبية.
أسرة موقع nextlb تتمنى للفقيد الرحمة، ولذويه الصبر والسلوان.
وداعًا يا “استاذ نبيل…” يا من جمعتَ بين الزمالة والأخوّة، وبين المبدأ والإنسان
[email protected]

لمشاركة الرابط: