(بالصور) nextlbعند حدود مزارع شبعا اللبنانية المحتلة … عائلات تتشبث بأرضها على “الخط الأزرق”

خاص – nextlb – عاطف البعلبكي
الدخول الى الحدود اللبنانية – الإسرائيلية – السورية وعلى تخوم الجولان السوري المحتل ، رحلة لإكتشاف الكثير من الحقائق التي بقيت بعيدة عن الإعلام ، في منطقة توتر تسيطر عليها قوات الأمم المتحدة عند “الخط الأزرق “الذي يعتبر خط وقف القتال والفصل بين الأراضي اللبنانية المحررة ، وتلك التي لا زال يحتلها العدو الإسرائيلي ويعتبرها تابعة لأراضي الجولان السورية المحتلة والتي ضمتها “إسرائيل” الى أرضها في عام 2019 .
و”الخط الأزرق” خط اتفاق غير نهائي توصلت اليه الأمم المتحدة في شهر أيار مايو من عام 2000 ، وعاد مجلس الأمن الدولي ليطالب بإحترامه في القرار رقم 1701 في شهر آب أغسطس 2006، والذي قضى بوقف العمليات القتالية بين حزب الله و”إسرائيل” .

وللوصول الى تخوم المزارع يجب المرور عند نقاط قوات الأمم المتحدة ” اليونيفيل” التي تفصل بين الأراضي اللبنانية المحررة وتلك التي لا تزال تحت الإحتلال الإسرائيلي ، وقد وصلنا الى النقطة الحدودية الأخيرة بعد عبورنا بلدة كفرشوبا الحدودية بعدة كيلومترات لتمتد أمامنا الأراضي الفلسطينية المحتلة ومزارع الخضار والفاكهة في مربعات خضراء داخل الأراضي المحتلة في سهل الحولة ومرتفعات الجولان شرقاً … ونتقدم ببطء تحت أنظار عناصر قوات الأمم المتحدة الذين كانوا يراقبون سيارتنا بالمنظار حتى وصولنا الى أحد البيوت الحجرية القديمة التي بقي أهلها فيها ليهتموا بقطعان الماعز التي تؤمن معيشتهم من حليبها وصنع الأجبان وبيعها الى خارج مزرعة “بسطرة ” التي تقع أجزاء منها خارج سلطة الإحتلال الإسرائيلي ، إنه منزل مضيفنا المزارع قاسم زهرة  إبن بلدة شبعا الحدودية ، الذي يسكن مع عائلته الكبيرة في مزرعة “بسطرة” ولا يغادرها الا نادراً ، ويعتمد على معيشته من بيع لحوم وحليب الماعز وبيع ثمار الزيتون والزيت خلال فصل الخريف ، ويحصل على الماء من آبار تجميع المياه خلال فصل الشتاء ليقوم بإستعماله في الصيف لسقي المواشي ، وقد يؤمن الماء بواسطة صهريجه الخاص الموصول الى جراره الزراعي عند الحاجة .

المزارع زهرة يعتمد سياسة الإكتفاء الذاتي على ما يبدو ويقوم بزراعة الخضار حول مسكنه حيث استقبلنا بالترحاب مع عائلته ، وقال ل nextlb” لن أترك هذه الأرض التي ولدنا فيها ، لا أستطيع العيش خارجها وهي مصدر رزقي الوحيد ” .
ويستعمل زهرة في مزرعته التقنيات الحديثة والهاتف الخليوي ، وقد ثبت لاقطاً للتلفزيون على سطح منزله المبني من الحجارة القديمة بالقرب من مأوى لقطيعه الكبير من الماعز يستخدمه خلال فصل الشتاء كي لا ينفق قطيعه من البرد والثلج ،

 

وبعد تجاذب أطراف الحديث مع المزارع زهرة والشرح المسهب لطريقة عيشه مع عائلته وللوضع الأمني المحيط به وغطرسة العدو الإسرائيلي الذي يقوم بترهيب أصحاب الأرض الذين لم يغادروها خلال حروب عديدة منذ عام 1967 وحتى اليوم ، وبعد اعتداءات متكررة ، يقوم مضيفنا بواجب الضيافة وتدور القهوة العربية على الضيوف ثم يصطحبنا بجولة على أرضه يشرح لنا خلالها كيف دمر العدو الإسرائيلي العديد من الأبنية الأثرية في مزرعة بسطرة ، وفي كل المزارع التي لا زالت ترزح تحت الإحتلال ، ولا ينسى تحديد حدود مزرعة ” مشهد الطير” التاريخية نحو الشرق التي تضم مسجداً أثرياً يحمل اسم نبي الله سيدنا إبراهيم الخليل ، وهي ترجع بملكيتها الى الأوقاف الإسلامية وبالتالي يعود الإشراف عليها لدار الفتوى في الجمهورية اللبنانية (نظرياً) … !

ونودع مضيفنا قبل حلول الظلام ، ونعود أدراجنا على أمل العودة في يوم من الأيام الى كل مزارع شبعا الواقعة حالياً تحت سلطة الإحتلال الإسرائيلي.

 

النائب الخطيب : المزارع لبنانية وهي العمق الحيوي لبلدة شبعا
وللإضاءة على وضع مزارع شبعا قديماً وحديثاً التقت “nextlb” إبن بلدة شبعا وسليل عائلة الخطيب التي كانت لها إسهامات كبرى في الثورة العربية الكبرى على الفرنسيين في العشرينيات من القرن الماضي ، النائب السابق في البرلمان اللبناني منيف الخطيب الذي أوضح أن “مزارع شبعا أرض لبنانية وتعتبر من خراج بلدتنا شبعا ، وهي كانت أرض البلدة الزراعية لأن أرض شبعا في سفح جبل الشيخ وعرة ولا تكفي حاجة البلدة زراعياً، والمزارع تاريخياً كانت تتبع قضاء حاصبيا في محافظة الجنوب بإستثناء مزرعة مغر شبعا التي تم مسحها داخل الأراضي السورية ، وتتوزع ملكية معظم المزارع على عائلات البلدة ، وفي وسطها وقف “مشهد الطير الإبراهيمي” ، وهي غابة كبيرة من السنديان ويقع في وسطها مقام نبي الله إبراهيم ومسجد أثري ، يعتبر من الآثار التاريخية التي تحكي جزءاً من تاريخ بلدة شبعا ، وكان أهلها ينذرون النذور ويوفونها عند المقام ، ومزرعة بسطرة التي تقع بمعظمها خارج السيطرة الإسرائيلية حالياً لسبب جوهري هو أن موقعها ليس استراتيجياً بالنسبة للجيش الإسرائيلي ، وهو يسيطر على كل المرتفعات التي تطل عليها “.

 

بسطرة والمزارع بالأرقام
في شهر نيسان أبريل من عام1989 أنذرت قوات الإحتلال الإسرائيلي سكان مزرعة بسطرة، الذين سكنوها بعد الإحتلال الأول لمزارع شبعا في عام 67، وطلبت منهم الإبتعاد عن الحدود ، وحين رفضوا أقدمت قوات الإحتلال على إبعادهم بالقوة ، وهدمت منازلهم ، وضمتها إلى المزارع المحتلة في عام 1967 ، وبقيت معظم أطراف مزرعة بسطرة خارج “الخط الأزرق” وتحت سلطة الجيش اللبناني ، وبالتالي أمكن الوصول اليها حالياً واستثمارها من قبل أهالي بلدة شبعا الحدودية .

 

وتبلغ مساحة مزارع شبعا حوالى 200 كلم2، وتمتد أراضيها من جبل الشيخ الذي يفصل بين الأراضي السورية واللبنانية ، نزولاً إلى سهل الحولة، ومن بلدة كفرشوبا شمالاً حتى بلدة جباتا الزيت داخل أراضي الجولان السورية المحتلة .
وبقيت كل مزارع شبعا جنوب الخط الأزرق ( أي تحت السلطة الإسرائيلية) وهو الحدود المفترضة غير النهائية بين لبنان والأراضي المحتلة ، ولم يطبق عليها القرار 1701بإعتبارها أراض سورية بحسب زعم “إسرائيل” عند احتلالها في عام 1967 أنها كانت تحت السلطة العسكرية السورية ، ومع ضم الجولان السوري المحتل واعتماد خريطة إسرائيلية تظهر الجولان وقد ضمّ إليها في عام 2019 ، وموافقة الإدارة الأميركية في عهد الرئيس السابق ترامب على عملية الضم ، يخشى أن تكون مزارع شبعا اللبنانية مشمولة بقرار الضم بإعتبارها كذلك أراض سورية ، ولم تقدم سوريا بعد وثائق رسمية الى الأمم المتحدة تبين لبنانيتها حتى يطالب لبنان بإنسحاب إسرائيل منها تطبيقاً للقرارت الدولية 425 و1701 .

[email protected]
عدسة nextlb

لمشاركة الرابط: