وقفَتْ والدمع في عينيها
تودّع يوسُفَها المقتول
بقميص عليه دم صادق
وقد ابيضّت عيناها من الحزن
على صغير لن تجد ريحَه
فجسمه الطري مزّقته الذئاب
واغتالت كلمة “ماما” من شفتيه
كانت أحبَّ إليها من روحها
ما عاد لفظها يسرّها
فقائلها تخلّف عن الحياة!
وأصوات الموتى باردة
يحطّمها الألم وتنطفئ كلّ حين
“فالموت لا يوجع الأموات بل يوجع الأحياء”
كان سندَها والآن تتّكئ على العدم
ما جدوى حبّ الأمّ
إن أضحت تنام وحيدةً خائفة؟
يداها ما عادت تجيدان الهدهدة
فتحمل ما خفّ من الذكريات
ليبقى طيفه ولا يرحل منها
ويصبح قوتًا لقلبها البارد حتى تلقاه
فما عاد في جعبتها متّسع للعمر
أيْ أمُّ، يا أمَّ غزّة وابنتها
عسى جُرحُك يزهرُ وطنًا
فليس لغزّة إلّاكِ
وليد حسين الخطيب
27/ 07/ 2024
حكايةُ قبر أُمّي..
كانت والدتي رحمها الله تقولُ لنا في سهراتنا الطويلة : ” إدفنوني بين أهلي لأنني آنَسُ بهم .. فَلَكَمْ أبصرتُ مقبرةَ قريتنا في شبعا بعدَ ذوبان ثلج حرمون تنقلبُ حديقةً غنّاءَ ، تَنْبُتُ في ثناياها أشجارُ الجوز والحور والبيلسان .. وزهر الياسمين . أوصتني أمي وأنا بعد صغيرة فقالت :” لا تدفنوني بعيداً عن أهلي
Read More