أغلى هدية ..بقلم هناء حمزة

سألتني عن عطري المفضل فأخبرتها انني اعتمد
chance
من شانيال منذ قرابة العشر سنوات ..سألتني لماذا لا اشتري زجاجة جديدة الان وخاصة ان زجاجتي قاربت على الانتهاء.. فجاة عدت اما او ابا لا اعرف ،بعدما كنّا نمرح ونفرح معا في مركز التسوق كأصدقاء ونختار عطرا لها بعد ان انهت عطرها في اقل من شهر .. فجاة عقدت حاجبي وأطلقت على مسامع ابنتي الوحيدة محاضرة في المصروف انتهت بتحديد مصروف شهري للين لن يكسره طارىء ودرس كيف انني قررت حرمان نفسي من شراء زجاجة عطر لي من اجل ان تشتري هي عطر لها … لا اعرف ماذا يصيبنا نحن الأهل فجاة وكيف نتحول وفِي أوقات غير مناسبة الى واعظين فظين…المهم انتهى الدرس بميزانية خاصة للين عليها ان تحسن ادارتها وإلا ستتحمل مسؤولية انكسار المصروف الشهري للبيت و..و..وو.
اليوم التالي تختار لين التنقل بالمترو بدلا من التاكسي والسير بين محطة مترو والبيت بدلا من التاكسي توفيرا لمصروفها الذي تفضل ان تنفقه مع أصدقائها في الإجازة المدرسية الطويلة ..وفِي اليوم الذي يليه تحرص لين على تناول وجبة فطور متينة في المنزل قبل خروجها مع أصدقائها لتمضية النهار في المول .. أراقب لين بفرح وسعادة فشخصيا عانيت من سوء إدارة المصروف لسنين طويلة ووجدت فيما حصل فرصة جيدة للين لتتعلم من أخطائي وتحسن إدارة حياتها .. المهم ….ها هي لين تفكر مليون مرة قبل ان تصرف قرشا واحدا ، تحسب في القلم والورقة مصاريفها وما تحتاجه في الأيام القادمة .. وتفكر قبل ان تشتري وتفكر قبل ان تنفق .. اسألها عشية عيد الميلاد عن الهدية التي تريد وطبعا يكون لها ما تريد .. أضع هديتها تحت الشجرة وادخل المطبخ لأعد عشاء العيد ،تأتي لين وخلسة تضع شيىا ما تحت الشجرة .. صراحة لم انتبه للامر حتى نجلس وننتهي من العشاء لتسأل لين متى نفتح الهدايا فانهرها قائلة شو قصتك روقي … لم افهم انها تريدني ان افتح هدية وضعتها هي تحت الشجرة اعتقدت انها تفكر بنفسها وهديتها التي تعرفها واختارتها على ذوقها … بعد اصرار منها رضخت لأمرها وقلت يلا افتحي الهدايا … تركض في لحظة الى تحت الشجرة .. تنقض على علبة معينة وتاتي بها الي . ٤٥ عاما لم يهدني بابا نوبل غير حبة بون بون في المول … افتح العلبة انها زجاجة من عطري الخاص … حقا أتفاجأ لم أكن انتظر من لين هدية ولَم أكن انتظر منها ان تنفق ما تبقى معها لآخر الشهر على هدية لي … اغرورقت عيناها وهي تراقب فرحتي بالهدية … فرحتي بهدية انعمها الله علي.. نجحت في قمع دموعي السعيدة بروح لين الجميلة .. هي الهدية هي الروح وهي قطعة خرجت من الجسد وامتصت احلى ما فيه .. هي القلب وهي أغلى هدية .
هناء حمزة*
إعلامية لبنانية مقيمة في دبي

لمشاركة الرابط: