خذني بقلبك وانقلني ..

هكذا .. باتت “عجقة” السير جزءاً من وجدان اللبناني تضاف الى هموم يومياته بعدما تحولت إرثاً تتناقله شوارع بيروت ولبنان عند هطول الامطار، الحفريات، حوادث السير، انعقاد جلسة ما لمجلس النواب في ساحة النجمة، اضافة الى موسم الاعياد. بدا ان “العجقة” التي تتسبب بها الاخيرة هي الاغرب. اذ لا تعرف لماذا بدأت زحمة السير؟ ولماذا انتهت؟ فخلال شهر كانون الاول تغص شوارع بيروت وبقية المناطق اللبنانية حتى الثمالة بسلسلة من الهياكل المعدنية التي تطوق المواطنين، لدرجة ان البعض يحتجزون في سياراتهم قرابة ثلاث ساعات يومياً خلال ساعات الذروة، والتي تستوي في بعض الاحيان مع غيرها من الاوقات. فهل “عجقات” السير هذه مقدمة للأعياد، أم انها اصبحت تقليداً لبنانياً يستعصي على الحل؟ –
زحمة السير ليست بجديدة على الساحة اللبنانية، ولكن الطارىء تحولها خلال فترة الأعياد الى “أزمة سير”، تضاف الى الكمّ الهائل من الأزمات اللبنانية مُعطلة أعمال المواطن وحياته اليومية.
من برج المر باتجاه برج الغزال وصولا الى الأشرفية، ومن جونيه باتجاه نهر الكلب فالدورة ومن صيدا الى الطيونة وفي الصياد وبشارة الخوري والبيال… مداخل العاصمة بيروت وشوارعها تئنّ، اذ تحولت مواقف للسيارات جحيما لآلاف المواطنين .
كيفما تلتفت من حولك يقع نظرك على عدد هائل من السيّارات يتجاوز الاف السيّارات ..
يُحرّم خروج من لا عمل ضروري له ما بين الساعة السابعة والتاسعة صباحا ثم ما بين الواحدة والثالثة من بعد الظهر وصولا الى المساء ما بين الساعة الخامسة والسابعة والنصف. فهذا ما يعرف لبنانيا بساعات الذروة التي تتحول خلالها الطرقات سلاسل من السيارات التي لا تنتهي.
فبين هذا وذاك ومن هنا وهناك وعلى وقع ارتال السيارات المتوقفة وسط الجادات يبقى جانح الطير المطلب الوحيد لدى العديد من اللبنانيين في ايام و ليالي الأعياد ..وتبقى ذكريات اغنية “عجقة سير ” الرابط المشترك والوحيد بين جميع العالقين ..فيما يبقى دفء القلوب الوحيد الذي يمكنه انقاذ أوجاع المواطنين لينقلهم الى بر الأمان دون إستثناء ..
إكرام صعب

لمشاركة الرابط: