صخرة الروشة… تتحوّل إلى “صخرة حسن نصرالله” على Google Earth! من الذي عبث بذاكرة بيروت؟

إكرام صعب
بينما كنتُ أتنقّل ليلًا على موقع Google Earth أستكشف شوارع بيروت وساحلها، فوجئتُ باكتشاف غريب لم أصدّقه في البداية..موقع صخرة الروشة الشهير لم يعد يحمل اسمه التاريخي المعروف، بل صار يظهر تحت تسمية “صخرة حسن نصرالله”!
اعتقدت في اللحظة الأولى أن الأمر مجرّد خلل تقني أو صورة معدّلة، لكن التسمية كانت مثبتة رسميًا على الخريطة، ضمن قاعدة بيانات غوغل نفسها. هكذا، ببساطة، تحوّل أحد أشهر رموز العاصمة اللبنانية إلى عنوان سياسي، كأن البلاد ينقصها المزيد من الانقسام حتى في خرائط الإنترنت!
كيف حصل هذا العبث؟
الجواب وفق الخبراء يكمن في خاصية تتيحها غوغل لأي مستخدم لإضافة أو تعديل أسماء المواقع عبر ما يُعرف بـ“الاقتراحات المجتمعية”.
في العادة، يُفترض أن تمرّ هذه التعديلات بمراجعة دقيقة قبل اعتمادها. لكن يبدو أن أحدهم — عن قصد، أو “كمزحة ثقيلة” — قرّر أن يغيّر اسم الصخرة، فاعتمد النظام الاقتراح من دون تدقيق كافٍ.
ومنهم من عزا ذلك لاستخدام خاصية “انا هنا”
بكمية كبيرة اثناء التجمع
اياً كان السبب تبقى النتيجة؟ فضيحة رقمية جعلت صخرة الروشة — التي لطالما مثّلت صورة بيروت على البطاقات البريدية وأغلفة المجلات — تُقدَّم للعالم باسم لا يمتّ إليها بصلة.
رمز مدينة يُشَوَّه… وذاكرة تُمسَح بضغطة زر
الروشة ليست مجرد معلم طبيعي. إنها ذاكرة جغرافية وثقافية وسياحية تختصر لبنان برمته وبيروت كلها في مشهد واحد.
حين تُستبدل تسميتها بتسمية شخصية أو سياسية، يتحوّل الأمر من “غلطة تقنية” إلى مسٍّ بالهوية اللبنانية وتشويهٍ متعمّد لصورة العاصمة.
هي ليست مجرد صخرة في البحر، بل شاهد على ذاكرة مدينة قاومت الحروب والانفجارات، لتجد نفسها اليوم ضحية عبث رقمي على شاشة.
حين يختلط الذكاء الاصطناعي بالغباء البشري
يا للمفارقة! العالم يتقدّم بخطى الذكاء الاصطناعي، ونحن نغرق في “غباء الاستخدام”.
أن تُبدَّل تسمية معلم بهذه الأهمية دون مراجعة، فهذا لا يعبّر عن خطأ تقني فقط، بل عن فوضى رقمية لبنانية الطابع، حيث كل شيء قابل للتسييس… حتى الجغرافيا!
لذا ادعو من هنا من صفحات موقع nextlb الى حلول سريعة
الحلّ لا يحتاج إلى بيانات مطوّلة، بل إلى تحرّك رسمي سريع من وزارة السياحة وبلدية بيروت، عبر المراسلة المباشرة مع إدارة Google لتصحيح الاسم وإعادته إلى مكانه الطبيعي.
كما يُفترض بالجهات الإعلامية والثقافية أن ترفع الصوت دفاعًا عن هوية بيروت الرقمية، لأن السكوت هنا يعني القبول الضمني بأن معالمنا تُحرَّف “افتراضيًا” كما حُرِّفت واقعيًا.
قد يعبث البعض بالأسماء، لكنّ صخرة الروشة ستبقى كما هي، شاهدة على بيروت الحقيقية — بيروت التي لا تُختصر في أي اسم أو زعيم أو شعار.
ومع ذلك، فإن ما جرى ليس تفصيلاً عابرًا، بل ناقوس خطر يذكّرنا بأنّ الذاكرة الرقمية جزء من المعركة على الهوية والصورة، وأنّ من لا يدافع عن رموزه، سيستيقظ ذات يوم ليجدها قد سُرقت… حتى من على الخريطة
[email protected]
ملاحظة : جميع الحقوق محفوظة لموقع nextlb

لمشاركة الرابط: