عشنا الحرب الأهلية اللبنانية بكل تفاصيلها وقسوتها وإختبرنا مع أهلنا الحياة في الملاجئ تحت الأرض وعلى أدراج المباني احتماء من القصف والموت
نشأت كغيري من أبناء جيلي في عز الحرب الأهلية وتركت آثارها في النفس من أثر المعارك والقصف ندوباً نفسية قاسية يصعب أن تندمل .
منذ أن اخترت الصحافة مهنة ، بتّ أعرف أكثر أن الأزمات التي تصيب هذا البلد الصغير متعدد الطوائف والانتماءات المتتالية هي من تداعيات تلك الحرب التي انتهت بقانون عفو من دون مصالحة حقيقية.
قتلت الحرب التي اندلعت في عام 1975 أكثر من 150 ألف شخص.
دُمّرت بيروت ، وكذلك مدينة طرابلس الفيحاء التي عشت فيها أصعب تفاصيل الحرب الأهلية .
كرّست خطوط تماس بين العائلات والجيران والأصدقاء، انتشر الخطف على الهوية وفق الانتماء الطائفي !
هاجر مئات آلاف اللبنانيين الذين أرادوا عيش حياة طبيعية ومستقبلاً آمناً لأولادهم وبقيت مع عائلتي في لبنان لأن والدي كان عسكرياً في الجيش اللبناني .
لكنني لم أكن لأتصور يوماً أنّني سأسمع ناجين من الحرب يقولون في زمن السلم، أنّ هناك ما هو أسوأ من تلك الحرب ، وأشد رعباً من دوي مدافعها ومشاهداتها التي لم تبارح الذاكرة طيلة هذه السنوات .
اليوم نعيش الخوف من الفقر والجوع والعوز في بلد يئنّ تحت وطأة أزمة اقتصادية خانقة غير مسبوقة بدأت منذ صيف عام 2019 .
كيف بدأت ولماذا ؟ ومن المسؤول؟ لسنا هنا لنتوه في الأسئلة الغريبة والغامضة !
ربما وصل اليوم الذي نسمع فيه تحسّر كبار السن الذين عايشوا الحرب على لبنان الستينيات، حين عرفت البلاد عصرها الذهبي، قبل أن تعصف بها أزمات متلاحقة.
على صفحتي على فيسبوك، كتب صديق هو من جيل عاش الحرب بتفاصيلها، أن اللبنانيين كانوا يعرفون أن الحرب ستنتهي ذات يوم لكن اليوم “ما في أمل”.
نحن اللبنانيون نموت كل يوم ألف موتة وموتة
نموت في حياة الغربة
نعشق لبنان دون أن نجد من يحمينا فيه
نموت على طرقه الموحشة من الظلام والحفر ، نموت من رائحة المازوت التي تلوث الهواء الذي نتنفسه ، من أمراض انتشرت دون علاج ، نموت على أبواب المستشفيات والصيدليات لنؤمن استمرارية علاج أدوية الإكتئاب التي سببتها الحرب
ونموت اليوم من هم كبير ومن جحيم رعب عودة حرب تموز سببه سيطرة حزب لبناني مسلح منفرداً على قرار الحرب والسلم دون الدولة اللبنانية ، ومخافة قصف ما تبقى لنا من بلد منهار لم يعد قادراً على الحياة .
نعم نحن الشعب الميت على قيد الحياة !!
إكرام صعب
[email protected]
شو بخبرك عن بيت من لبنان !
يقول الفنان وديع الصافي في رائعة من أجمل أغانيه ” بيتي ما برضى يسيب بيتي أنا سلاحو .. ما بتركو للديب ولا بعير مفتاحو” من المؤسف القول أن بيوت العديد من اللبنانيين اليوم “تركت للديب” وضاعت مفاتيحها … وما أدراك ماذا فعل بها ” الديب” ؟ يعرف البيت اللبناني الأصيل ليس من حجارته المقصوبة فحسب
Read More