ضربة في قلب لبنان.. هكذا كانت ضربة 14 شباط

إكرام صعب

رغم مرور 18 عاماً على اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري ، لا يزال اللبنانيون يتذكرون تفاصيل اليوم الذي غيّر مسار بلدهم.
ورغم أن أولويات اللبنانيين تغيرت وباتوا اليوم منشغلين بأوضاعهم الاقتصادية وأزماتهم المتتالية أكثر من أي وقت آخر، إلا أنهم ما زالوا يتذكرون اصداء ذلك الصوت المشؤوم
يوماً بعد يوم، يزداد اللبنانيون قناعة بأن التفجير الإجرامي الذي هز الكيان اللبناني في 14 شباط 2005 واستهدف موكب الرئيس رفيق الحريري ، لم يكن هدفه إغتيال رفيق الحريري وحسب، بل ضرب وطن بأكمله .
فرفيق الحريري الذي ما زال حادث اغتياله يحرك لبنان ، ذاك الرجل الذي أخذ على عاتقه مهمة إنقاذ لبنان محاولاً العبور به إلى بر الأمان ، راح لبنان معه وبعده!
18 عاماً ولبنان بلا رفيق الحريري!
ماذا بقي من وطن عجز كل رجالاته عن حمايته ؟
تطل علينا ذكرى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري مع نهاية عهد “نيرون ” الذي فعل كل ما بوسعه لتدمير لبنان وتهجير شبابه وحرمانهم من العيش في بلد آمن .
اليوم عرفنا لماذا اغتيل رفيق الحريري ، لا بل تأكدنا أكثر فأكثر أن لبنان كان المستهدف !
فحجم الضياع الذي تتخبط فيه البلاد التائهة في مهب الأزمات الموجعة اقتصادياً ، يرسم مرحلة قاتمة في بلد أقرب ما يكون الى شفير الإنهيار .
رفيق الحريري خسره لبنان أولاً..
وخسره أيضاً الإسلام المُتسامح والمُعتدل..
وخسره الوطن الذي ضاعت معالمه وهويته
وخسرته الطائفة التي أحبته في الصميم وصارت في لحظة بلا زعيم
وخسرته العروبة الحاضنة الأكبر لمجتمعات الإقليم، المُتعدّدة ثقافياً وحضارياً.
لبنان الذي عرفناه مع رفيق الحريري، لم يعد هو بعد سنوات من الإضطرابات والإنقسامات والصراعات والأزمات .
اليوم عرفنا ماذا يعني لبنان بلا رفيق الحريري
“ضربة في قلب لبنان” هكذا كانت ضربة 14 شباط 2005
ذاك اللبنان الذي كان يحلم الرئيس الشهيد ببنائه لم يعد موجوداً
لو بقي رفيق الحريري على قيد الحياة لكان لبنان في مكانٍ آخر
غاب رفيق الحريري في 14 شباط 2005 … فغاب الوطن !
[email protected]

لمشاركة الرابط: