من أخبركم أن البحرأكثر أماناً من الوطن ؟ ..أي جريمة هذه التي يرتكبها أرباب الأسر وهم ينقلون أطفالهم ونساءهم الحوامل على زورق متهالك يصارع الأمواج العاتية … يقبعون على سطحه في رعب بين براميل المازوت ليرموهم في أعماق البحر؟
عن أي جوع تتحدثون ؟ ولا زالت تربة لبنان وسهول عكار تجود بالخير، والشجر المثمر يوزع ثمره على الجميع .
من سيصدقكم ؟
أنتم الذين اقتنعتم بالهروب انتحاراً من قراكم ومدنكم ، واقتلعتم أطفالكم من أرضكم تاركين بيوتكم وكل ما تملكون من عقارات وحلّي مرهونة لدى عصابات سوقت لكم “سيناريو الجوع” ورمتكم في البحر غير آبهة بمصيركم وبحياة أولادكم .
تقدمون لحم أطفالكم طعماً للأسماك لماذا؟
تعودون الى الشاطىء أحياء بلا أطفال ونساء !
عن أي جوع تتحدثون وقد دفعتم مبالغ طائلة لعصابات الإتجار بالبشر، بعتم فيها فلذات أكبادكم لعصابات التهريب !
كفى يا أهلنا في الشمال الحزين … عودوا إلى رشدكم
أنتم أهل الكرم والشهامة والوفاء
من قال لكم أن إيطاليا وشواطئها ستفرش لكم الحرير؟
وكيف إقتنعتم بأن المانيا تنتظركم بالترحاب وتوفر المستقبل الزاهر لأطفالكم ؟
من صوّر لكم الموت نعيماً ليسرق أموالكم وأطفالكم من أحضانكم ؟
عودوا الى رشدكم ودياركم … إرفعوا أيديكم نحو السماء علّ الله يغفر لكم ما ترتكبونه بحق الطفولة والنساء .
عودوا…!
عندما “يموت اللبنانيون على قيد الحياة “!
عشنا الحرب الأهلية اللبنانية بكل تفاصيلها وقسوتها وإختبرنا مع أهلنا الحياة في الملاجئ تحت الأرض وعلى أدراج المباني احتماء من القصف والموت نشأت كغيري من أبناء جيلي في عز الحرب الأهلية وتركت آثارها في النفس من أثر المعارك والقصف ندوباً نفسية قاسية يصعب أن تندمل . منذ أن اخترت الصحافة مهنة ، بتّ أعرف أكثر
Read More