مرحبا بكم في جهنم..
تشرق فيها الشمس صباحاً ومعها يبدأ مشوار من البحث والتنقيب والتفتيش
تغادر منزلك مهرولاً على درج المبنى ربما تنتهي به الى سلم اولويات نهارك الجهنمي
تتجه نحو سيارتك ، تعيش لحظات رعب وحيرة ما اذا كانت تصل بك الى أقرب محطة للوقود أم لا ، قد تغامر وتفتح العنان للمحرك ليأخذ القرار غير آبه اين سيقف بك المسار .
ربما تستطيع الوصول الى محطة المحروقات لتنتظر خلف سيل من السيارات والحافلات عله يصلك الدور وربما يحالفك الحظ ويكون ولا يكون بين سائقي هذا الطابور من يحمل السلاح استعداداً للإعتراض على موقف ما.
ربما تنقذ حياتك الصدفة الإيجابية وتتمكن بعد ساعات طوال من تزويد سيارتك بالقليل من ليترات البنزين لتشعر انك تمكنت من الإنتصار وان طار نصف النهار في دوامة الإنتظار .
بعد ابتسامة لنفسك بالمرآة وتهنئة لصبرك تتوجه نحو أقرب الصيدليات فالإنتظار استنفذ طاقتك وحول رأسك الى كتلة من النار تكمل طريقك مبتسماً منتصراً لتزويد محرك سيارتك بالقليل من البنزين لتقع في فخ اكبر مما سبقه لا دواء لا لرأسك ولا لأي عضو من جسدك تهرب الى صيدلية أخرى والشرح يطول ، ويتكرر المشهد حتى ينتهي بك اللف والدوران عند أقرب محطة للمحروقات كي تتمكن من العودة الى منزلك والا تمضي ليلتك على قارعة الطريق .
واذا عدت الى المنزل.. تسمع صوت الجيران “يلعلع ” يقول احدهم امي لا تجد دواء للإكتئاب المصابة به منذ سنوات ويصرخ اخر هل لديكم القليل من عقاقير ضغط الدم ويبكي ثالث : أخي لم يعد بإمكانه التنفس فهو مصاب بأزمة ربو .
تعود مساء خجولاً من أهل المنزل لتروي لهم كيف أمضيت النهار فتسمع رواياتهم الأكثر مرارة من روايتك .
فتجد من كان يبحث عن علبة حليب لطفل أو ذاك الذي كان يبحث عن شموع خوفاً من انقطاع مادة المازوت وتوقف توليد الكهرباء غير الشرعية والتي تعيش محركاتها بين المنازل قنابل موقوتة !!
تلتقي بجارك الذي صرف من العمل لأنه لم يتمكن من الوصول الى مكتبه !! وابنه الأحمر الوجنتين لسيره مشياً على الاقدام متأبطاً حقيبته المدرسية تحت شمس أيار مسافة تزيد عن آلاف الأمتار !!
هو يوم جهنمي من أيام الأسبوع السبعة التي يعيشها كل لبناني خائفاً من توقف الأوكسيجين والهواء واحتكارها اعلانا للإباداة الجماعية …
هنا جهنم فأهلا بكم في عهد الجمهورية اللبنانية الجهنمي الذي سيكتبه التاريخ بدماء ودموع لبنانيين ابتلوا بالمرض وفقدوا العلاج.
[email protected]
إكرام صعب
شو بخبرك عن بيت من لبنان !
يقول الفنان وديع الصافي في رائعة من أجمل أغانيه ” بيتي ما برضى يسيب بيتي أنا سلاحو .. ما بتركو للديب ولا بعير مفتاحو” من المؤسف القول أن بيوت العديد من اللبنانيين اليوم “تركت للديب” وضاعت مفاتيحها … وما أدراك ماذا فعل بها ” الديب” ؟ يعرف البيت اللبناني الأصيل ليس من حجارته المقصوبة فحسب
Read More