من قال أن فيروس كورونا الدكتاتوري يميز بين الليل والنهار ؟ ومن يتحمل مسؤولية تنقل المواطنين اللبنانيين والمقيمين على الأراضي اللبنانية الذين استغلوا فرصة إعلان حظر التجول على كافة الأراضي اللبنانية فقط ما بين الخامسة مساء ولغاية الخامسة فجراً للتجول بحرية وقلة مسؤولية ؟
وماذا عن المواطن المسؤول الذي طبق مفهوم الحجر الصحي المنزلي بكامل وعيه وإرادته؟
وهل هناك تفسير لهذا القرار القاصر الذي جعل شوارع العاصمة بيروت وغير العاصمة بيروت تكتظ بالمارة والسيارات لا سيما سيارات الأجرة تحت ذريعة “أنت حر طيلة النهار”؟
هل يعي المسؤولون في الحكومة العتيدة ماذا فعلوا ؟
وكيف يمكن للبنان أن يسلم من إنتشار مثل هذا الوباء الذي عجزت عن الوقوف بوجهه كبريات دول العالم ، في وقت سمح للمواطن بالتنقل نهاراً في أصعب الأيام المقررة للحجر بشهادة الأطباء ومراكز الأبحاث الذين اطلعوا عن كثب على الأوقات الحرجة لإنتشار الوباء بدءاً من تاريخ الإصابة الأولى.
فبعد أن نعم المواطن بالمسؤولية الفردية وحجر نفسه في مواجهة جراء تراخي حكومة بلاده وبعد نشر سلسلة من الإرشادات التوعوية وبعد مرور الأسبوع الأول بنجاح ، ترانا اليوم نكسر حاجز الخوف في أكثر الأوقات صعوبة للحد من إنتشار الفيروس بين اللبنانيين .
بالأمس شهدت منطقة الكولا في العاصمة بيروت قبيل الساعة الرابعة ذروة الإزدحام حتى بدت شارات المرور مكتظة ، وقبل ذلك يستفيق اللبناني في العديد من المناطق ليبادر بنفسه لشراء حاجياته ، من جهة لأنه بدأ يشعر بالراحة في التجول ومن جهة أخرى بسبب الفوضى الكارثية في غلاء أسعار السلع إضافة الى أجرة توصيلها “ديليفري ” دون حسيب أو رقيب .
ففي الوقت الذي يتجمد اللبناني محجوراً متوقفاً عن الذهاب الى عمله منفذاً تعاليم العمل عن بعد والدرس عن بعد لا بد من مطالبة الحكومة العتيدة بإعادة النظر بما قامت به سواء بالطريقة المباشرة أو عن غير قصد ، وعليها أن تدرك خطورة ما قامت به في أصعب الأوقات وأن تتحمل كامل مسؤولياتها تجاه المواطنين الذين أصيبوا بالفيروس الذي لا يميز بين الليل والنهار نتيجة التلكؤ في اتخاذ قرار بوقف رحلات الطيران الآتية من البلاد التي شهدت تفشياً للوباء القاتل .
أعيدوا النظر في القرارات أو عودوا الى منازلكم معترفين بالخطأ الفادح الذي إرتكبتموه ، إما أن تكونوا على قدر المسؤولية الوطنية وإما على لبنان السلام .
إكرام صعب
[email protected]
عدسة nextlb صورة الغلاف اليوم السبت في منطقة الملعب البلدي بيروت