كورونا لبنان…”كورونيات”

مما لا شك فيه أن فيروس كورونا أعاد الدين إلى مكانه الصحيح، بعيداً عن العلم، بل أصبح الدين يستمع إلى العلم، مكتفياً بمكانته الروحانية الصافية، فما نلاحظه من إغلاق الكعبة الشريفة قبل أيام وتعليق العمرة ومنع صلاة الجمعة اليوم وربما الأسابيع المقبلة في بعض المدن في بلاد المسلمين، وما قام به البابا بإسم الكنيسة من إجراءات للحد من التجمهر ولو للصلاة لله. كل هذه الإجراءات الشجاعة تجعل المؤمن الصادق الذي لم يخرب عقله “الإسلام السياسي”، يتسمك بدينه في قلبه وينتظر أخبار المختبرات والعلماء.
ولكن..وفي وقت تسابق المختبرات العالمية الزمن بحثاً عن “سفينة نوح” لإنقاذ ما يمكن إنقاذه للإحتفاظ بالحياة على هذا الكوكب. يعيش المواطن اللبناني حالة متقدمة من القلق النفسي تفوق مختلف حالات شعوب العالم على الرغم من مشاركة العالم الهم نفسه والخوف نفسه .
ففي وقت لم تتحذ الحكومة اللبنانية العتيدة الإجراءات الإحترازية لحماية مواطنيها ، لا بل أفسحت المجال في الأجواء لنقل الركاب من البلاد الموبوءة دون أدنى احتياط أو وقاية ، يعيش المواطن اللبناني اليوم حالة “كورونية” خاصة عنوانها الهلع ، حالة لم يسبق له أن عاشها حتى في أشد أيام الحروب عليه .
وفي ظل عدم اهتمام الدولة المشغولة بنقل المرضى من بلاد فارس وإيطاليا قرر اللبنانيون المتروكون لرحمة الله ملازمة منازلهم تاركين مراكز عملهم ومقرات دراستهم وصفوف جامعاتهم ليختبئوا خوفاً من المجهول الذي يلف مصيرهم علهم يستطيعون لملمة ما قصرت به حكومتهم .
وبعد أن كان لبنان مركز الشرق الأوسط في الطبابة والإستشفاء ، تراه اليوم لا يستطيع أن يؤمن أدنى مستلزمات الشروط الصحية المطلوبة لحماية ابنائه وإمكانية علاجهم .
وإذا كان العالمان الأوروبي والأميركي بشكل عام يتعاملان مع هذه الظاهرة الوبائية بمقاربات علمية صارمة وبإستراتيجيات وقائية مدروسة ودقيقة، يظهر فيها الخوف على أرواح البشر، ففي لبنان ،وعلى الرغم من بعض التقدم المسجل في الوعي الشخصي والفردي لدى المواطن ، لا يزال التعامل مع مثل هذه الظواهر تعاملاً يعتمد على المناكفة السياسية وتعزيز الهيمنة الخارجية وفي بعض الحالات تفسير الأمر تفسيراً “قدرياً” وعلى أن ما حدث ويحدث هو “غضب من الله” على عباده الذين زاغوا عن سبيله.
لقد أعاد فيروس كورونا لبنان المخطوف الى الواجهة مجدداً فمن يحمي لبنان؟ ومن يحمي اللبناني الذي أنهكته السنوات العجاف !
وماذا بعد الحجر المنزلي ؟ وهل سيتخطى لبنان هذه العقبة وهو الذي يعاني من مرض خبيث يتربص في خاصرته ليذكره أنه واقف له دائماً بالمرصاد؟
كورونا لبنان لا تشبه كورونا العالم بأسره
المجد للبنان
الحياة لمواطنيه العزل..
القوة والصبر لمرضاه ..
أيتها اللبنانيات وأيها اللبنانيون ..
عيشوا فعين الله وحدها ترعاكم .
#خرب_شات
إكرام صعب
[email protected]

لمشاركة الرابط: