… وكأن ذاكرة الصحيفة رحلت ، الصحيفة التي جمعتني بالكاتب والمحلل والمفكر والصحافي والزميل الكبير سليمان الرياشي .. قبل أشهر عدة عرفت أن المرض الخبيث نال من رأس المفكر الذي كان أشبه بموسوعة ثقافية علمية ، فما من تاريخ تطلبه أو حادثة إلا وجدتها في ذاكرته التي كانت حاضرة دائماً .
كان سليمان يخشى أن يخذله قلبه ، فيستمع الى نصيحة الأطباء بالإمتناع عن تدخين السيجارة التي غالباً ما كان ” يشكلها” خلف أذنه دون أن يدخنها ، أو يضعها بين شفتيه دون أن يشعلها ويقول لمن يسأله عن السبب : ” هذا وعد أعطيته لزوجتي ولأولادي بأن أتوقف عن التدخين”.
موجعة هذه الذكريات ، يرحل زميلنا سليمان الرياشي كما زميلتنا سحر طه دون وداع ، فقد غادرنا مكاتبنا في جريدة “المستقبل” قبل سنوات على عجل ، لم نحسب حساب المرض الخبيث الذي يلاحقنا ويخطف منا أجمل ذكرياتنا .
اليوم نرثي أستاذاً ومعلماً في الصحافة لطالما أطلقنا عليه لقب “موسوعة الصحيفة” أما عن صفحته “رأي وفكر” فكانت ميداناً فكرياً لكبار كتاب لبنان والعالم العربي ، يزينها برقي في التعامل مع الزملاء ، ومهنية فكرية صقلها في مؤسسات متعددة عمل فيها ، من الصحف اللبنانية ، الى مركز الدراسات الفلسطينية الذي عمل فيه لسنوات قبل أن ينتقل الى جريدة “المستقبل” .
وداعاً سليمان الرياشي ، الزميل الذي كنا نستشيره في كل صغيرة وكبيرة ، وداعاً للأب وللزوج المخلص لعائلته التي كانت دوماً محور إهتمامه وحديثه بين الزملاء ، بفقدانه تخسر الصحافة اللبنانية والعربية مفكراً وكاتباً من رعيلها الأول … وداعاً لزميل من ” المستقبل” رحل بعد رحيل الجريدة على عجل ومن دون وداع ….!
إكرام صعب
أسرة nextlb تتقدم من عائلة الفقيد ومن الزملاء الكرام بأحر التعازي
[email protected]
عندما “يموت اللبنانيون على قيد الحياة “!
عشنا الحرب الأهلية اللبنانية بكل تفاصيلها وقسوتها وإختبرنا مع أهلنا الحياة في الملاجئ تحت الأرض وعلى أدراج المباني احتماء من القصف والموت نشأت كغيري من أبناء جيلي في عز الحرب الأهلية وتركت آثارها في النفس من أثر المعارك والقصف ندوباً نفسية قاسية يصعب أن تندمل . منذ أن اخترت الصحافة مهنة ، بتّ أعرف أكثر
Read More