ثمة رجال لا يتسع لهم المكان . نفوذهم أوسع من مواقعهم . أدوارهم أكبر من ألقابهم. جاذبيتهم غير قابلة للتطويق أو الإستنزاف. وأحلامهم بحجم وطن أو زلزال.
ما أبعد اليوم عن البارحة ! أين كان لبنان قبل 14 شباط 2005، وأين أصبح بعد أربعة عشرة سنة بلا رفيق الحريري ؟
ماذا بقي من الطموحات والمؤسسات والآمال والأحلام التي زرعها الشهيد الكبير في لبنان وفي نفوس وعقول الأجيال الصاعدة ، ليُعزّزْ إيمانهم ببلدهم وطناً يستحق البقاء ؟
كيف تحوّلت ورش الإعمار والإنماء إلى منصّات لتبادل الإتهامات واثارة الفتن وعقد الصفقات والحملات بين أطراف طبقة سياسية غارقة في غياهب الفساد؟!
أين وكيف ولماذا ؟
أربعة عشر عاماً وصرخات الألم وعلامات الإستفهام لا تستطيع أن تصيغ مبرراً واحداً ومقنعاً حول التردّي الذي يتخبط فيه البلد ، منذ اليوم الأول لإغتيال الرئيس رفيق الحريري.
أين رفيق الحريري ليعلم ماذا حل بالبلاد وبالعباد ؟
مع غياب الحريري غابت الإنجازات وغاب التقدم وغابت ذكراه التي اكتملت في مؤسسات أشياء كثيرة تغيرت الى الأسوأ.. هو لبنان الذي كان جسر العبور إلى العالم. لبنان الذي كان حلقة حوار تواصل وبلد النخب والثقافة ، أصبح بلد النفايات والأزمات فغاب الإعمار وتفاقمت مستويات البطالة والرغبة بالهجرة ، وزاد انهيار الدولة .. وأي دولة!
للأسف لم تفهم الطبقة السياسية القضية التي دفع رفيق الحريري دمه ثمنها فأمعنت في لعبة المحاصصة والصراعات المذهبية وإلغاء الآخر..!
كان رفيق الحريري شخصية نادرة. رجل تتكئ عليه مدينة. رجل يتكئ عليه جبل. رجل تتكئ عليه بلاد..
في ذكرى اغتياله، يتملكني الحزن الشديد لأن الحقيقة لا زالت مُغفلة.
الغضب ! أن العديد ممن عايشوك وعاهدوك قد فرطوا بذكراك ، وبأشياء مما أحببت .
باكراً حجز رفيق الحريري مقعده في السماء . ينام الآن في عليائه ويراقبنا من البعيد . صمته العميق أشد دوياً من صوتنا. أخطأ قاتلوه حين شطبوه من يوميات البلد ، فقد بقي وساماً على صدره.
مسكين لبنان عندما تتجدد محاولات إغتياله ، وتجتاحه الأمراض والنفايات ، ويصيبه التلوث هذه المرة لن يجد الوطن رجلاً يتكئ عليه.
رفيق لبنان…
سلام لروحك الطاهرة في عليائك، ستبقى حياً في وجداننا لأن ذكراك ماثلة في أثرك الطيب في كل ركن ومكان .
إكرام صعب
[email protected]
شو بخبرك عن بيت من لبنان !
يقول الفنان وديع الصافي في رائعة من أجمل أغانيه ” بيتي ما برضى يسيب بيتي أنا سلاحو .. ما بتركو للديب ولا بعير مفتاحو” من المؤسف القول أن بيوت العديد من اللبنانيين اليوم “تركت للديب” وضاعت مفاتيحها … وما أدراك ماذا فعل بها ” الديب” ؟ يعرف البيت اللبناني الأصيل ليس من حجارته المقصوبة فحسب
Read More