وحده اللبناني يتنفس الهواء ليختنق ويأكل على مائدة شهر رمضان وعلى مدار ثلاثين يوماً “جاط” من الخضراوات الغنية بفيتامينات المواد المسرطنة والزئبق المميت ويقول ” أتركها على الله “….
وحده اللبناني يشتاق للبحر ويحرم من النزول اليه ويكتفي بإحتساء فنجان القهوة على شاطئه المهجور .
ووحده اللبناني يقود سيارته بحثا عن الحياة ولقمة العيش ليعود الى منزله جثة هامدة بسبب حفرة أو تسرب مياه للصرف الصحي المهمل وغير المرئي من قبل المعنيين ، أو عدم انارة الطريق أو حتى غياب الرقيب والمحاسب .
حكاية لبنان يا سادة يا كرام أنه تخطى حافة الخطر وتجاوز الخط الأحمر، وقد يصل إلى نقطة اللاعودة مما دعا الى إعلان “حالة طوارئ مائية وبيئية وصحية وغذائية ” أوردتها بالأمس القريب مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية في لبنان مشكورة على جهودها في وجه التلوّث الذي “يهدّد حياة اللبنانيين ومستقبلهم ليس هناك مكان واحد على الشاطئ خال كليا من التلوث، من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، إنما هناك أماكن أقل تلوثا من غيرها”.
المصلحة قامت بمسح لنوعية المياه في كل المناطق اللبنانية، “وجاءت النتائج كارثية بحيث قد يصل التلوث إلى حدود 100% “. وشدّدت على أن مياه لبنان بمعظمها ملوثة بنسب متفاوتة، تلوثا جرثوميا وكيميائيا وبالمعادن الثقيلة (خصوصا الزئبق)، ” وليس هناك نهر أو نبع أو منطقة بمنأى عن هذا التلوث. وكل قطرة مياه في أي مكان في لبنان يجب فحصها لأنها قد تكون ملوثة. ولا ينفع تنظيف مجاري الأنهر الملوثة قبل رفع التلوث عنها، أي محطات تكرير المياه المبتذلة، ومنع رمي النفايات الصلبة والسائلة والزراعية والصناعية ”
ووفق المصلحة أيضا وأيضا أنه نتيجة استعمال مياه المجارير والمياه الملوثة، والإكثار من استعمال الأسمدة والأدوية الزراعية، تراكمت المواد الكيميائية والمعادن الثقيلة في التربة التي تحتفظ بالملوثات لفترة طويلة، وكذلك في الخضار وغيرها، وتبين بعد التحليل المخبري، مثلاً، وجود 34 ضعفاً من الكروم والكاديوم في البقدونس والنعنع المرويين من مياه الأنهر الملوثة “.
كل هذا والى جانب المعلومات المرعبة عن التلوث وفي غياب تعليقات المعنيين عليها يبقى الموت رفيق الطريق أينما حل اللبناني ، في ظل إهمال فاضح للمنعطفات الخطيرة وعدم تصليح الطرق لتحمل أسماء الأشخاص الذين يموتون عليها!!
كلوا واطعموا أولادكم من تلوث أرضكم ، ومما اقترفت أيدي مزارعيكم و”تطنيش” الرقيب المعني والمسؤول ، وسيروا على الطريق الخطير وعين الله ترعاكم .
تتعدد أسباب الموت في لبنان ويبقى المسؤول غير معني الا بزيارات التعزية والاعلامي صار في خبر كان ، إما باحثا عن فرصة عمل ولقمة عيش أو مشغولا بالتصفيق لأخبار أهل البلاط”
الى متى هذا السكوت المطبق ؟
أعيدوا لنا زرقة البحر الصافي غير الملوث بنفاياتكم إن لم تستطيعوا إعادة الصحة والعمر والشباب الضائع . أعيدوا لنا زراعتنا السليمة الصحية أو حولوا أرضنا الى مساحات جرداء ، عبدوا طرقنا واردموا حفرها القاتلة لشبابنا ، وإذا فشلتم في أداء مهمتكم إذهبوا الى بيوتكم .
بقلم رئيسة التحرير _إكرام صعب
[email protected]
شو بخبرك عن بيت من لبنان !
يقول الفنان وديع الصافي في رائعة من أجمل أغانيه ” بيتي ما برضى يسيب بيتي أنا سلاحو .. ما بتركو للديب ولا بعير مفتاحو” من المؤسف القول أن بيوت العديد من اللبنانيين اليوم “تركت للديب” وضاعت مفاتيحها … وما أدراك ماذا فعل بها ” الديب” ؟ يعرف البيت اللبناني الأصيل ليس من حجارته المقصوبة فحسب
Read More