..نعم لستم بمخطئين
إن كنتم تتساءلون عما يصدر من بيانات رسمية في بلاد الأرزعلى شاشات التلفزة أو من خلال مواقع الأنترنت حول ظاهرة منع المفرقعات واطلاق الرصاص إبتهاجاً بنيل الشهادة الرسمية المتوسطة “بروفيه” أو شهادة القسم الثانوي الرسمية “البكالوريا اللبنانية “فلستم بمخطئين .
كل ما في الأمر ، هي مناسبة تتحوّل في كل عام في مثل هذا الوقت إلى مهرجان إحتفالي بدايته فرحة النجاح لكن من المؤسف أنها باتت، وفي معظم المناطق اللبنانية ، ولدى غالبية الطلاب ظاهرة يعبر عنها بإطلاق المفرقعات النارية بصوتها وحجمها وتلوثها السمعي والبيئي لتتحول فيما بعد الى إطلاق الرصاص لمن بحوزته سلاحاً حربياً ، حتى ولو كان ملك أبيه أو عمه أو شقيقه الأكبر، لا يهم المهم “يقوص” هو أو من ينوب عنه ، غير آبه لما يخلفه هذا التعبير العشوائي بالرصاص من إصابات وقتل للأبرياء ولمفهوم العلم ولتسهيل استخدام السلاح .
الأمر الذي استدعى الجهوزية التامة قبل صدور النتائج الرسمية خصوصاً في هذا العام ،وما شهده من حوادث قتل ، ومسارعة الأجهزة الأمنية المعنية بحفظ الأمن مشكورة الى تعميم بيان منع إطلاق النار تزامناً مع المناسبة والتي من المقرر أن تمتد فرحتها والإبتهاج بها طيلة شهر تموز الجاري تباعاً .
أي بلد هذا الذي يتحول فيه الفرح إلى أذيّة؟ والأذية إلى جريمة ؟وتتحول فيه مناسبة صدور نتائج الشهادات الى استنفار وجهوزية للقوى الأمنية؟ واي جيل هذا الذي يعبر عن فرحه بإطلاق النار ؟ أسئلة تتبادر إلى الأذهان علها تصل إلى أهل الإختصاص في علوم التربية المجتمعية والنفسية والسلوكية ليشرحوا لنا أسبابها المباشرة وغير المباشرة .
وإلى متى سيبقى بعض المواطنين لا يعون مدى أهمية الفرحة والمحافظة عليها والتعبير عنها بالطرق السلمية ؟ ولماذا كُتب على أجيال الصفوف المتوسطة أن تغمس فرحتها بصوت المفرقعات وأزيز الرصاص ؟
لاداعي لطرح الجدلية العميقة والتساؤل هنا عن دور الأهل الجدير بالإهتمام ومسؤوليتهم في هذا المشهد المنفر والمؤذي !
لعله كان من الأجدى إدخال مادة في المنهج التعليمي لتذكير الطلاب وتوعيتهم بضرورة الحفاظ على السلم والأمن كمسؤولية مجتمعية وكقيمة أخلاقية ، تتوج حصولهم على الشهادات الرسمية التي تحصن مستقبلهم .
أي زمن هذا الذي يعيشه لبنان ؟ لبنان الذي نشر العلم والثقافة شهادات ومعرفة منذ عهد الإستقلال !لكم النجاح ..توجوه برقيكم أنتم وفلذات أكبادكم ، ولنا لبنان حتى لو جار عليه هذا الزمان .
الناجح يرفع …إيدو
إكرام صعب
رئيس تحرير موقع nextlb
[email protected]