لا يزال جنون نظام كيتو الغذائي يجتاح عدة دول. فالحمية التي تحظر تناول الكربوهيدرات لجعل جسمك يحرق الدهون من أجل الطاقة، حصلت على تأييد المشاهير مثل كورتني كارداشيان وهالي بيري، واجتاحت الوصفات الخاصة بها الإنترنت. كما ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بالحديث عن الوزن الذي يُفقد جراء اتباع هذه الحمية.
وجاء نظام “كيتو” الغذائي في المرتبة ما قبل الأخيرة بين 35 نظاماً غذائياً، مباشرة قبل نظام Dukan الغذائي، الذي احتل المرتبة الأخيرة في التقرير الإخباري العالمي بالولايات المتحدة الأمريكية لأفضل الأنظمة الغذائية في عام 2020.
مع مثل هذه المراجعات السلبية، كيف استطاع “كيتو” أن يكسب تأييد الكثير من الأشخاص؟ يقول الخبراء إن السبب في ذلك هو أن جحافل المعجبين به تركز على الفوائد قصيرة الأجل لفقدان الوزن بسرعة، دون الأخذ في الاعتبار المخاطر المحتملة على المدى الطويل.
ما هو نظام “كيتو”؟
كيتو اختصار للكيتوزية، وهي حالة أيضية تحدث عندما يبدأ الكبد في استخدام الدهون المخزنة لإنتاج الكيتونات للحصول على الطاقة. فالكبد مبرمج للقيام بذلك عندما لا يمكن للجسم الوصول إلى وقوده المفضل أي الكربوهيدرات، بحيث يعتقد أنه يتضور جوعاً.
وجد ذلك النظام منذ عشرينيات القرن الماضي، عندما عثر عليه طبيب كوسيلة للسيطرة على نوبات الصرع عند الأطفال الذين لم يستجيبوا لأساليب العلاج الأخرى.
وقال الدكتور ديفيد كاتز، المدير المؤسس لمركز أبحاث الوقاية بجامعة ييل: “كان من المعترف به منذ فترة طويلة أن حرمان الدماغ من الوصول إلى الجلوكوز، والتحول إلى التمثيل الغذائي المستند إلى الكيتون، يتسبب بتباطؤ النشاط الكهربائي للدماغ”.
وخلق الكيتوزيه ليس بسيطاً كما يبدو. يتم إجبار الكبد على إنتاج الكيتونات فقط عندما يتم تقليل تناول الكربوهيدرات بشكل كبير. ويجب الحد من تناول الكربوهيدرات من 20 إلى 50 وحدة فقط في اليوم عند اتباع “كيتو”، وكلما كان أقل كان أفضل.
وقد يستغرق الأمر بين عدة أيام إلى أسابيع قبل أن ينتقل الجسم بالكامل إلى حرق الدهون. وفي هذه الأثناء، سوف يبدأ الجسم “بالصراخ” من أجل الكربوهيدرات.
أما الشعور بالإرهاق والضيق فهو أمر سيء للغاية لدرجة أن عشاق “كيتو” قد أطلقوا عليه “إنفلونزا كيتو”.
وسيحتاج الشخص لشرب الكثير من الماء لمحاولة مكافحة الإمساك والمشاكل الأخرى المرتبطة بنقص الألياف لعدم تناول الفاكهة والخضار النشوية.
وبمجرد مرور ذلك، سيحافظ عشاق “كيتو” على المزيد من الطاقة، وعقل أكثر تركيزاً، وأفضل من ذلك كله، جوع قليل جداً.
ولكن هذه الآثار تستمر فقط في حال الاستمرار بالكيتوزية. وفي حالة قيام الشخص بالقليل من الغش، فسيعود الجسم بسرعة إلى ما يجب أن يكون عليه في حالته الطبيعة.
لذلك، تعتمد الأنظمة الغذائية منخفضة الكربوهيدرات مثل “كيتو” بشدة على الدهون للشعور بالشبع. ويتكون ما لا يقل عن 70٪ من نظام “كيتو” من الدهون، والتي يمكنك الحصول عليها من الدهون الصحية غير المشبعة مثل الأفوكادو، والتوفو، واللوز، والجوز، والبذور وزيت الزيتون.
وفي حالة عدم قدرتك على تناول عدد كبير من الأفوكادو، يسمح النظام الغذائي بالدهون المشبعة غير الجيدة للشرايين مثل الزبدة، وزيت النخيل، وجوز الهند وكذلك الحليب كامل الدسم، والجبنة، والمايونيز.
ماذا تقول الدراسات؟
هناك مطالبات صحية متفاوتة لـ “كيتو” وغيره من الحميات الغذائية منخفضة الكربوهيدرات.
وقال جوش آكس، المتحدث باسم “فيتامين شوب” في بيان: “تم تصميم النظام الغذائي الكيتوني ليكون نظاماً غذائياً قصير الأجل، وهناك عدد من الدراسات والتجارب التي تثبت فعاليته”.
وأضاف آكس، مؤلف “نظام كيتو الغذائي: خطتك لمدة 30 يوماً لفقدان الوزن، توازن الهرمونات وعكس اتجاه الأمراض” أن “كيتو” يمكن أن يكون أداة رائعة تستخدم لعلاج العديد من الأمراض المزمنة والوقاية منها عند القيام به بشكل صحيح”.
وأشار متحدث باسم “Atkins” إلى دراسة أجرتها مجموعة صحية لمدة عامين تروج لحمية “كيتو”، مشيراً إلى أن “العلم الحديث يُظهر أنه بإمكان الناس تحسين العلامات الصحية المتعلقة بفقدان الوزن، وأمراض القلب، والأوعية الدموية، ومتلازمة التمثيل الغذائي عندما يسيطرون على الكربوهيدرات”.
وهذا ليس دقيقاً تماماً وفقا لكاتز، الذي قال إن “هناك القليل من الأبحاث، وعلى حد علمي، كل ذلك مرتبط بشركة تقوم بتسويق نظام كيتو الغذائي”.
وقال البروفيسور كريستوفر جاردنر، الذي يجري أبحاثاً حول النظم الغذائية منخفضة الكربوهيدرات في مركز أبحاث الوقاية بجامعة ستانفورد، إن ما أظهرته الدراسات المبكرة هو أن هناك فوائد مبكرة فيما يتعلق بفقدان الوزن والسيطرة على الجلوكوز. وأضاف: “لكن في الدراسات القليلة التي استمرت لمدة 12 شهراً، تقل الفائدة مقارنةً بالنُظم الغذائية الأخرى كثيراً وتصبح من دون دلالة إحصائية”.
وهذا هو السبب في فشل أخصائيي التغذية في رؤية فائدة تعريض الجسم لضغوط اتباع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات لمجرد فقدان بعض الوزن، واستعادته فيما بعد، ثم البدء من جديد.
شو بخبرك عن بيت من لبنان !
يقول الفنان وديع الصافي في رائعة من أجمل أغانيه ” بيتي ما برضى يسيب بيتي أنا سلاحو .. ما بتركو للديب ولا بعير مفتاحو” من المؤسف القول أن بيوت العديد من اللبنانيين اليوم “تركت للديب” وضاعت مفاتيحها … وما أدراك ماذا فعل بها ” الديب” ؟ يعرف البيت اللبناني الأصيل ليس من حجارته المقصوبة فحسب
Read More