الأزمة تعيد اللبنانيين الى تدخين التبغ العربي ..”نفخ عليها تنجلي “

خاص – nextlb
دفعت الأزمة الإقتصادية التي يعيشها لبنان الكثير من المواطنين للعودة الى لف “التبغ العربي” أو ما كان يعرف قديماً باللفظة التركية ال”تُتُن ”
ظاهرة لف السيجارة العربية عادت الى الواجهة مجدداً عند عدد من اللبنانيين بعد أن تخطى سعر علبة التبغ الوطنية مبلغ 20 الف ليرة لبنانية ووصلت المستوردة منها الى 50 الف ليرة وما فوق الأمر الذي دفع الكثيرين الى لف السيجارة بالطريقة اليدوية واستخدام التبغ المحلي الذي يزرع ويصنع يدوياً في لبنان ويلقى إقبالاً كبيراً لدى متوسطي ومحدودي الدخل .
يقول وليد ( 60 عاماً) “لا شك بأن الأزمات فتحت شهيتنا أكثر فأكثر على السيجارة بعد أن كثرت الهموم وباتت المؤنس الوحيد لمشاكلنا وهمومنا ”
وتقول سامية (55 عاماً )” حتى علبة التبغ من الإنتاج الوطني لم يعد بمقدوري الحصول عليها وأنا من الذين ” ينفخون عليها ربما تنجلي”حسب المثل الشعبي !”
ويصف جهاد السيجارة العربية (اللف اليدوي) بأنها الحل الوحيد حالياً ويقول “نقصد محافظة الشمال من بيروت خصيصاً للحصول عليها فعلبة التبغ المستوردة صار لها حساباتها الخاصة بعد أن أصبح سعر صندوق التبغ المستورد يوازي نصف راتب اللبناني ، ونلجأ الى هذا الخيار لمواجهة الغلاء المستشري في كلفة التبغ الأجنبي المنشأ “.
بلدة إيزال الشمالية المصدر
في قلب قضاء الضنية شمالي لبنان تقع بلدة إيزال أحد أهم مناطق زراعة التبغ اللبناني الى جانب بلدة دير نبوح المجاورة ، وترتفع عن سطح البحر حوالي 900 متر ، وهي منطقة واسعة تضم حوالي 500 أسرة ومعظم سكان المنطقة هم من بلدة بقاعصفرين القريبة ، وتعتبر بلدة إيزال من أهم البلدات التي تشتهر بزراعة التبغ المحلي ، وتحصل على تراخيص بيعه وتسليمه منذ عقود الى إدارة حصر التبغ والتنباك الرسمية في لبنان التي تقوم حصرياً بشراء الإنتاج من شمالي وجنوب لبنان وتصنيعه وبيعه للخارج .
زراعة وفق ترخيص
وفي حديث خاص مع مختار بلدة بقاعصفرين – إيزال عمار صبرة ل nextlb قال ” تشتهر بلدة إيزال منذ أيام الأجداد بزراعة التبغ العربي وأرضها غير مروية بالماء ، وهي مناسبة تماماً لزراعة التبغ وتعد هذه الزراعة مصدر عيش لأهالي البلدة والمنطقة المجاورة “.
أضاف صبرة ” نقوم بزراعة التبغ المحلي وفق ترخيض مسبق ونسلم إنتاجنا والمحصول وفق العادة لمصلحة إدارة التبغ في لبنان ، ولكن بسبب الأزمة الإقتصادية تبدلت الأحوال وصار الإقبال على لف التبغ العربي بعد الأزمة كبيراً بعد أن وصل كيلو التبغ المفروم الجاهز الى 200 الف ليرة “.
وتابع صبرة ” تشتهر منطقة عكار شمالي لبنان بزراعة التنبك المستخدم في النرجيلة (الشيشة) بينما يزرع التبغ الذي يصنع في الآلات ويجهز للتصدير وبشكل كبير في الجنوب اللبناني وفي الداخل في سهل البقاع ، ولكن تقتصر زراعة التبغ العربي الذي يصلح للف اليدوي في محيط بلدة إيزال وجوارها فقط “.
وقال “اجتمعنا مؤخراً مع إدارة حصر التبغ ، ولم نتمكن من تعديل السعر ورفعه وبقي على سعر الدولار المنخفض ( 1500 ليرة ) قبل الثورة ، فبدلا أن نسلم مقابل كل رخصة نمتلكها 120 كلغ من التبغ للدولة سلمنا هذا العام كمية 30 كلغ فقط والباقي قمنا ببيعه للزبائن مباشرة “.
وأضاف ” على الأقل تبغنا من الإنتاج المحلي لا تدخل عليه المواد الحافظة ولا النكهات “.
وختم صبرة بالقول ” إن غلة الموسم الماضي نفذت بالكامل وموعد زرع الموسم الجديد يكون في شهر نيسان إبريل المقبل في بلدة إيزال والأراضي المجاورة لها ، وننتظر موسماً أكبر في العام الحالي يكون مجزياً لأن كلفة إنتاج نبتة التبغ معقولة ونقوم بجني المحصول كل عشرة أيام مرة “.

[email protected]

لمشاركة الرابط: