
افتتحت منشورات الحلبي الحقوقيّة ندوةً بعنوان «تفكك الدول» لمؤلِّفها د. زياد ضاهر، مساء يوم السبت في قاعة الندوات في معرض بيروت العربي والدولي للكتاب 66 فبدأت بالنشيد الوطني وأدارها الكاتب الدكتور يقظان التقي، بمشاركة كلٍّ من البروفيسور عادل خليفة والبروفيسور محمد عبدالله إلى جانب المؤلِّف.
1. مدخل – يقظان التقي
أوضح التقي أنّ الكتاب يعتمد منهجيّة علميّة لمعالجة ظاهرة تراجع الدولة وتفككها، مروراً بالمتغيرات البنيويّة وصولاً إلى دور المجتمع الدولي في هذا المسار.
2. المحور التاريخي والجيوسياسي – البروفيسور عادل خليفة
• أشار خليفة إلى أنّ صدور الكتاب يأتي في توقيتٍ حَرِج، متناولاً نشأة الدولة وشروط قيامها ومخاطر تفكّكها.
• استشهد بأمثلة تاريخيّة أبرزها انهيار الاتحاد السوفيتي وما تلاه من هيمنة أمريكيّة أحاديّة.
• حذّر من التحديات التي تهدّد الاتحاد الأوروبي، مسلِّطاً الضوء على وثائق استراتيجيّة أمريكيّة ترمي إلى إضعاف روسيا، واحتواء الصين، وتقويض الاتحاد الأوروبي، مع دعمٍ متزايد لإسرائيل في الشرق الأوسط.
3. الإطار الجدلي والاجتماعي – البروفيسور محمد عبدالله
اعتبر عبدالله العنوان مثيراً للجدل في ظل مسارَين متعاكسَين يشهدهما العالم:
1. الاتّحاد (كما في التجربة الأوروبيّة)،
2. والتفكّك (في دولٍ أخرى).
ورأى أنّ جذور التفكّك تكمن في عجز السلطة السياسيّة عن إرساء دولة قانون ومؤسسات، لاسيّما في المجتمعات المنقسمة دينيّاً أو إثنيّاً، ما يولّد شعوراً بالغبن يُفضي إلى احتجاجات أو حركات انفصاليّة.
4. شهادة المؤلِّف – د. زياد ضاهر
• شدّد ضاهر على أنّ «الزمن» هو جوهر بحثه، إذ تجاوز التطوّرُ والتقنيّةُ معايير الدولة التقليديّة في السياسة والاقتصاد، وتجلّى ذلك في لبنان.
• رأى أنّ القدرة على توجيه خيارات الناس هي مفتاح القوّة السياسيّة اليوم.
• استعرض ثلاث رؤى تُفسِّر تفكّك الدول:
1. ابن خلدون: الدولة ككائنٍ حيّ يولد وينمو ثم يضمحل.
2. صامويل هانتنغتون: ارتفاع التعليم والمعرفة يرفع سقف المشاركة السياسيّة ويؤدّي إلى مطالباتٍ قوميّة أو استقلاليّة.
3. تأثير قرار الحاكم الحاسم بين المواجهة أو التسوية مع هذه المطالب.
بهذه المداخلات المتنوّعة، سلّطت الندوة الضوء على التحوّلات البنيويّة والاقتصاديّة والفكريّة التي تعصف بالدول المعاصرة، مؤكّدةً أنّ فهم شروط نشأة الدولة ومسبّبات تراجعها بات ضرورةً ملحّة لاستشراف مستقبل الكيانات الوطنيّة في الألفيّة الثالثة
[email protected]