تغيير اسم “مدرسة خديجة الكبرى” إلى “ليسيه المقاصد” يثير جدلاً .. ومطالبات بالعودة عن قرار التعديل

أثار موضوع تغيير لافتة مدرسة خديجة الكبرى التابعة، لجمعية المقاصد الخيرية الإسلامية جدلاً وردوداً واستياء في الأوساط الدينية والجمعيات والفاعليات البيروتية التي اعتبرت أن ما حصل هو محاولة لتغيير شخصية المقاصد الإسلامية، وسط تساؤلات عن الأسباب والجهة المسؤولة والأهداف، مع تأكيد الجميع على التمسك بجمعية المقاصد واعتبارها صرحاً أساسياً في بيروت وترتبط بتاريخ العاصمة وتجسد القيم الإسلامية التي أرساها مؤسسو الجمعية من العلماء والرجالات الذين تعاقبوا على قيادتها.
فقد فوجئت الأوساط البيروتية بتغيير اللوحة المثبتة عند مدخل مدرسة خديجة الكبرى في منطقة عائشة بكار لتستبدل بعبارة «ليسيه المقاصد» مما أثار موجة اعتراضات مستنكرة وقام شباب منطقة عائشة بكار بإعادة كتابة اسم السيدة خديجة الكبرى رضي الله عنها على اللوحة الجديدة، ورافق ذلك جملة من الاعتراضات ضجت بها مواقع التواصل الاجتماعي مما استدعى من المعنيين في جمعية المقاصد توضيح ظروف الخطوة، ورافقت ذلك تحركات لعلماء الدين الذين طالبوا بالعودة عن الخطوة وتصحيح الخطأ الحاصل.
الكردي
وتعليقاً على الموضوع ألقى أمين الفتوى في الجمهورية اللبنانية الشيخ امين الكردي وفي اجتماع علمائي موسع في مسجد محمد الامين (ص)  كلمة جاء فيها:
« بلغنا أن مدرسة السيدة خديجة رضي الله عنها قد غُيّر اسمها في جمعية المقاصد الخيرية الاسلامية، ومن هذا المجلس وفي حضور السادة العلماء والمفتين وطلاب العلم في كل لبنان نطلب من مجلس أمناء جمعية المقاصد الخيرية الاسلامية ومن رئيسها أن يتراجعوا عن هذا الامر الخطير، لأن العلماء والشيوخ والافاضل الذين انشأوا جمعية المقاصد والمدارس والفروع جعلوا اسماءها على اسماء الكبار والعظماء مثال ثانوية خالد بن الوليد رضي الله عنها وهو ما قلته في احتفال تأسيس جمعية المقاصد الـ145 ممثلاً سماحة المفتي، فإلى جانب ثانوية خالد بن الوليد، هناك ثانوية ابو بكر الصديق رضي الله عنه وثانوية عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وثانوية عثمان بن عفان رضي الله عنه، وثانوية علي بن ابي طالب رضي الله عنه، ومدرسة السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، ومدرسة السيدة خديجة رضي الله عنها، وثانوية الحسين بن علي رضي الله عنهما.
اضاف الشيخ الكردي: نحن نتوجه من هذا المجلس ونطالب مطالبة جازمة لا نقاش فيها ان يتراجع مجلس الامناء ويتراجع رئيسها بكل محبة عن هذا القرار لأنه يتنافى مع المبادئ التي تأسست عليها الجمعية ، وأن يعيدوا هذا الاسم العظيم الى المدرسة التي تحمل اسمها.

سنو 
وتعليقاً على الاتهامات بعلمنة الجمعية والاعتراضات على تغيير اسم المدرسة أوضح رئيس الجمعية فيصل سنو:«انه لا يزال الاسم موجوداً على مدرسة خديجة الكبرى مؤكداً ان الاسم لم يتغير ولا توجد نية لتغييره، ولكن هناك نية لتعديله، نظرا لربط مناهج الدراسة بالمنهاج الفرنسي، وما كتب على اللوحة الجديدة لا يغير شيئاً من اللوحة الاساسية، ولا من المطبوعات ولا بكل ما يتعلق بالمدرسة، مؤكداً ان الاسم الاساسي للمدرسة ما زال موجوداً في كل مكان ولم يتغير، موضحاً ان العبارة التي اضيفت وهو اسم «ليسيه المقاصد» للدلالة التجارية التي حمت جمعية المقاصد من الافلاس.
بيان المقاصد
وبانتظار بيان مجلس الامناء فقد اوردت مصادر في جمعية المقاصد بياناً وزع على مواقع التواصل الاجتماعي جاء فيه: الى الاخوة والاخوات الغيارى على جمعية المقاصد الخيرية الاسلامية في بيروت وعلى قيمنا الاسلامية وديننا الحنيف، وبعد الاستفسار من رئيس الجمعية، تبين انه لم يطرأ اي تغيير على اسم المدرسة الذي كان ولا يزال «كلية خديجة الكبرى»، ومن ناحية اضافة تعبير «ليسيه» فهذا الامر منوط حصراً بترتيبات بروتوكولات التعاون الاكاديمي مع الدولة الفرنسية، مما يعطي أفقاً تعليمياً اوسع لطلاب المدرسة، وللعلم فان كلية (ليسيه) خديجة الكبرى هي المدرسة الوحيدة في لبنان التي حازت التصنيفات التعليمية الفرنسية من دون الرضوخ الى شرط الغاء التعليم الديني، فالتعليم الديني في مدارس المقاصد وعلى رأسها كلية (ليسيه) خديجة الكبرى، كان ولا يزال تعليماً الزامياً وهو مخصص بعلامة تحتسب في اساس المعدل السنوي للطالب.
أضافت المصادر: نحن مسلمون في نسيجنا وتكويننا وعقيدتنا وانتمائنا وفطرتنا ومدراس المقاصد باقية على اسمائها بفضل الله عز وجل وبفضل القيِّمين على رأس المقاصد والرجال المؤمنون الملتزمون بالحق وعلينا ان ننظر اليوم الى الصورة الاشمل وهي انجازات الجمعية في هذه الايام الصعبة وللمقاصد رب يحميها والله ولي التوفيق.
مواقع التواصل ضجت بالتصريحات والتعليقات التي دعت للتراجع عن الخطوة والتأكيد على التمسك بالمقاصد التي هي من رموز بيروت ومن المؤسسات التراثية وان المطلوب عدم تضييع هويتها الاسلامية من خلال تعديل الاسماء لان الاسم اراده المؤسسون وعلينا احترام ارادتهم، ولان الكثير من المؤسسات والمعاهد التربوية للشركاء في الوطن لديهم اسماء لها صفة طائفية ولا يخجلون بها وهي تتصدر مؤسساتهم التربوية والطبية.
الطبش
النائب السابقة رولا الطبش وفي تغريدة لها على تويتر قالت: ثانوية خديجة لكبرى اسم اكبر من ان يمحوه قرار عشوائي غير مدروس.
رئيس عمدة مؤسسات الدكتور محمد خالد عضو مجلس بلدية بيروت – الأسبق احمد مختار خالد وفي تصريح لـ«اللواء» قال: لقد حرصنا على الدوام على دعم المقاصد وفي مراحل التعثر وساهمنا من خلال اتصالات ومساع في سنوات ماضية على توفير الدعم المادي للمقاصد التي هي من المؤسسات التي نعتز بها لانها تمثل توجهنا الاسلامي، وان تغيير اسم كلية خديجة الكبرى مدار تساؤل وفي مقدمها سؤال هل هو مخطط لتغيير وجه المقاصد الاسلامي، من هنا نطالب باعادة النظر بقيادة المقاصد ونطالب دار الفتوى والعلماء الذين هم فوق الشبهات ومن غير المسموح الاساءة اليهم ونحن نضم صوتنا اليهم بضرورة العودة عن هذا القرار الخاطئ ومن غير المقبول تبريره تحت اي مسمى اكان مكاسب مادية او تربوية لان هويتنا الإسلامية اغلى عندنا في بيروت من كل هذه المكاسب بأي شكل.

المصدر – اللواء

لمشاركة الرابط: