أبيات وجدانية بعنوان :” يرجو العفوَ لبنانُ ” جادت بها قريحة الشاعر صالح الدسوقي في وصف حال لبنان وهو يقاوم باللحم الحي وباء كورونا
قالوا تسلَّى .. فأنتَ الآنَ حيرانُ
كيف التسلّي وفي لبنانَ نيرانُ
عمَّ الوباءُ، وأضحى الناسُ كلُّهُمُ
كأنَّهم في زوايا البيتِ فئرانُ
حتّى الطُغاةُ.. ومن كانوا فراعنةً
هُمْ في الجحورِ.. أذلاّءٌ وعبدانُ
الحُكمُ للهِ.. تُرجى منه رحمتهُ
وما لغير جلال الله سلطانُ
فيروسُ .. فوق حدود العقل ما انكشفتْ
أسرارُهُ .. وله في الكونِ طوفانُ
أسماءُ شتّى وكورونا به ذُهلَتْ
أعتى الشعوب، وضجَّتْ منه أوطانُ
تجثو البرايا برغم العلم عاجزةً
ما للجواري بهذا البحرِ رُبّانُ
كأنَّما ساعةُ الرحمن قد أزِفَتْ
فالناسُ سكرى ، ووجه الأرضِ سكرانُ
وعادَ كلُّ شقيٍّ من ضلالته
وتابَ كلُّ وضيع القدرِ تعبانُ
يرجون ربَّهمُ عفواً ومغفرةً
وعندَ ربِّكَ إنعامٌ وغفرانُ
وأصبحَ الناسُ لا تنفكُّ وحدتُهُم
وكلُّهمْ في ضمان العيشِ إخوانُ
يا ربُّ.. هذي بلادي اليومَ في حرَجٍ
وليسَ يُنقذها إنسٌ ولا جانُ
وأنتَ وحدَكَ يا رحمنُ مُنقذَها
أنتَ الرحيمُ بنا يا ربُّ رحمانُ
فاصرف بفضلِكَ عنّا كلَّ جائحةٍ
إليكَ يا ربُّ يرجو العفوَ لُبنانُ
صالح الدسوقي
جب جنين في 2-4-2020