شيع الآلاف من الفلسطينيين واللبنانيين جثمان القيادي في حركة” حماس” صالح العاروري ورفيقيه عزام الأقرع ومحمد الريس الذين قضوا في استهداف مكتب تابع للحركة في الضاحية الجنوبية أول من أمس الثلاثاء.
صلي على جثامين الشهداء ، عصر اليوم ، في مسجد الإمام علي في الطريق الجديدة في بيروت وأم المصلين ممثل مفتي الجمهورية أمين عام الفتوى الشيخ أمين الكردي الذي ألقى كلمة للمناسبة، في حضور ممثلين عن الفصائل الفلسطينية والاحزاب والتيارات اللبنانية، في وقت إحتشدت الجموع التي توافدت من مختلف المخيمات الفلسطينية في لبنان خارج المسجد رافعة الاعلام الفلسطينية ورايات الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حركتي حماس والجهاد وفتح بالاضافة الى صور الشهداء.
وبعد انتهاء الصلاة، نقلت سيارات تابعة للهلال الأحمر الفلسطيني نعوش الشهداء وسط صيحات الغضب واطلاق مكبرات الصوت للأناشيد الثورية، ترافق ذلك مع إطلاق نار كثيف في الهواء غطى سماء المنطقة.
واتجهت مسيرة التشييع صوب مدافن الشهداء في مستديرة شاتيلا حيث ووريت الجثامين في الثرى بحضور شخصيات قيادية فلسطينية ولبنانية .
الكردي
وبارك أمين عام الفتوى في كلمة ألقاها قبيل أدائه صلاة الجنازة، “للمسلمين في كل بقاع الارض، هذه الشهادة العظيمة التي يختلط فيها دم فلسطين مع دم لبنان، حيث المواجهة ضد العدو الاسرائيلي على ارض غزة ولبنان”، مثنيا على “انجازات المقاومة على أرض غزة”، مؤكدا أن “هذه الامة هي أمة جهاد ومواجهة، وان الصراع هو بين الحق والباطل في سبيل الله”.
وأشار الى ان “الشهيد العاروري واخوانه سقطوا كي تبقى هذه المواجهة مفتوحة مع العدو الصهيوني”.
طقوش
وقال الأمين العام “للجماعة الإسلامية” محمد طقوش من أمام المقبرة: “سنكمل المسيرة نحو القدس والأقصى، وسنحافظ على مكتسبات طوفان الأقصى وردنا سيكون بالمستوى اللائق بمكانة الشيخ صالح”.
كلمة هنية
من جهته، قال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” اسماعيل هنية في كلمة بثت عبر مكبرات الصوت: “فلسطين ولبنان يودعان اليوم مع أبناء الأمة، رجالاً أشداء خاضوا غمار المعارك في كل الميادين والاتجاهات”.
أضاف: “الشهيد العاروري حمل الأمانة ورفع الراية قائدا في حركتنا المجاهدة وعلى رأس قيادة الضفة حيث رسم مسارات استراتيجية”.
واعتبر أن “عملية اغتيال الشهيد في قلب العاصمة بيروت، دليل على العقلية الدموية للاحتلال ونهجه منذ عقود”، لافتاً الى أن “سياسة الاغتيال ممتدة منذ أن طالت أيضا، قيادة المقاومة الإسلامية في لبنان كما حصل مع السيد عباس الموسوي”.
وأكد أن “هذه المجزرة ستبقى شاهدة على دموية الاحتلال كمجزرة صبرا وشاتيلا”.
ولفت الى أن “الضفة تواجه تحديات متعددة من العدو ومن القريب والبعيد ونجحت في استئناف المقاومة فيها”.
وقال: “العدو فشل في ضرب روح المقاومة وفرض شروطه على طاولة المفاوضات، وهو لن ينجح في جعل الحركة تتخلى عن استراتيجيتها”.
اضاف: “سنمضي على الطريق ذاته، أوفياء لدماء الشهداء في غزة والضفة ولبنان وفي كل جبهات المقاومة التي تساند شعبنا وغزتنا”.
حب الله
أما مسؤول العلاقات الفلسطينية في “حزب الله” حسن حب الله فأكد أن “الشهيد القائد صالح العاروري انتصر على إسرائيل، وسياسة الاحتلال بالاغتيال زادت قوة المقاومة وشراستها وعزيمتها حتى باتت إسرائيل تخاف على وجودها”.
وأشار الى أن “الجريمة التي ارتكبها الاحتلال مركبة من خلال استهداف قيادي في المقاومة ولبنان والمناطق المدنية الآمنة”، مشدداً على “وجوب محاسبة الإحتلال على جرائمه الثلاث”، مؤكدا أن “الرد آت وهذا الأمر لن يمر من دون حساب وعلى العدو أن يتوقع الكثير”.
وأوضح أن “المقاومة اليوم ليست محصورة في منطقة ضيقة بل هي ممتدة إلى البحر الأحمر”.
عبد الهادي
وقال القيادي في “حماس” أحمد عبد الهادي: “إذا ظن العدو أنه بغدره يمكن أن يفتّ عضد المقاومة فهو واهم لأن دماء الشهداء لطالما أضاءت طريق المقاومة والتحرير”.
المصدر : وطنية