في ظل تداول معلومات عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي حول احتمال تلوث بعض مصادر المياه في لبنان، وبعد تعميم صدر عن وزارة الصحة في لبنان لوقف شرب هذه المياه ومنها مياه تنورين، ببكتيريا بسودوموناس أيروجينوزا (Pseudomonas aeruginosa)، تواصل موقع nextlb مع الطبيب رند زهيري، المتخصص في طب الطوارئ والكوارث في مستشفيات فرنسا، للوقوف على حقيقة هذه البكتيريا ومخاطرها الصحية وسبل الوقاية منها.
بداية حذّر الدكتور زهيري من “المخاطر الصحية الناجمة عن تلوث المياه بهذه البكتيريا، “مؤكداً أنّ “وجودها في المياه يمثل خطرًا صحيًا مرتفعًا، خصوصًا على الأشخاص الضعفاء مناعياً أو المصابين بأمراض مزمنة”
ودعا إلى “اتخاذ تدابير وقائية صارمة لتفادي انتشارها”.
كما أوضح أنّ “بكتيريا بسودوموناس أيروجينوزا هي “بكتيريا Gram-negative bacterium تنمو في بيئات مختلفة، سواء في المياه العذبة أو المالحة أو حتى على الأسطح والتربة الرطبة، وتتكاثر في درجات حرارة تتراوح بين 25 و45 درجة مئوية، وقد تعيش أيضًا في المياه الراكدة الباردة وفي انابيب وقساطل المياه حتى عند 4 درجات مئوية”.
وأشار إلى أنّ المشكلة الأساسية تظهر “عندما تتواجد هذه البكتيريا في مراكز العناية الطبية مثل المستشفيات ودور رعاية المسنين ومدارس الأطفال، حيث تشكل خطراً كبيراً على الفئات الحساسة وضعيفة المناعة”، مضيفًا أنّها “قد تسبب التهابات في الرئتين والمسالك البولية، وقد تصل إلى الدم مسببة ما يُعرف بالتسمم الدموي (Septicemia)، وهو من أخطر المضاعفات”.
الوقاية
وشدّد الطبيب زهيري على أنّ “الوقاية تبقى أهم من العلاج”، موضحًا أنّ “أفضل وسيلة للوقاية هي استخدام فلاتر عالية الفعالية مثل الفلتر الموضعي المعروفة ب filter de point على مصادر المياه الرئيسية في المستشفيات والمدارس ودور العجزة، لأنها تُثبت مباشرة على الحنفيات وتمنع مرور البكتيريا إلى المستهلك”.
واوضح ان معالجتها لا تتم عبر المضادات الحيوية العادية لان هذه البكتيريا تحمي نفسها بنفسها
وأضاف أنّه “يمكن أيضًا اللجوء إلى المطهرات الكيميائية، لكن هذه الوسيلة تحتاج إلى وقت أطول لتأخذ مفعولها الكامل”، لافتًا إلى أهمية “العناية بأنظمة توزيع المياه الداخلية عبر تجديد المياه داخل الأنابيب بشكل دوري، في عملية تُعرف بعملية Flushing، لمنع الركود الذي يشجع على تكاثر البكتيريا”.
وشدد على ان عدوى هذه البكتيريا تنتقل من مريض مصاب فيها الى غيره عبر الرذاذ وملامسة الجروح
وختم زهيري بالإشارة إلى أنّ “غلي المياه قد يكون فعالاً، لكنه يتطلب حرارة عالية جداً ووقتاً طويلاً، لأن هذه البكتيريا قادرة على تحمل درجات حرارة تصل إلى 45 درجة مئوية”، مشدداً على أنّ “التعامل العلمي المدروس مع أنظمة المياه هو السبيل الأضمن للوقاية من خطرها”.
[email protected]







