وقع الكاتب والروائي اللبناني الزميل زياد كاج روايته الجديدة التي حملت عنوان ” أمر فظيع يحصل” في بيروت مؤخراً.
وتحكي الرواية التي تقع في 195 صفحة تجربة الكاتب الشخصيّة ومشاهداته عن قرب ، خلال عمله كمتطوّع في الدفاع المدني اللبناني لأحداث مجزرة صبرا وشاتيلا ، التي ارتكبها العدو الصهيوني عبر مجموعات مسلحة من عملائه في عام 1982 وصدرت مؤخراً عن دار نلسن للنشر.
ويؤرخ الكاتب كاج مجزرة صبرا وشاتيلا من خلال رواية تاريخية عبر شخصيتين رئيسيتين الأولى وهي للكاتب المتطّوع في الدفاع المدني آنذاك، والثانية للقائد غسّان المسؤول عنه ، وتحكي أحداثاً حصلت معهما خلال عملهما الإنساني، والتجربة الكبيرة والصعبة حين دخولهما إلى مخيمي صبرا وشاتيلا بعد المجزرة المروعة التي نفذها العدو الصهيوني ومجموعات من العملاء في عام 1982 .
وعن الرواية يقول الكاتب كاج :” تبدأ الرواية من الزمن الحالي لشخص يعمل موظّفاً في مكتبة الجامعة الأميركية في بيروت ، وهو الروائي نفسه ، ويعاني من الروتين، ويزوره فجأة القائد المسؤول عنه في فريق الدفاع المدني خلال فترة الإجتياح الإسرائيلي في عام 1982 ، ويعود به إلى ذكريات الماضي قبل أكثر من ثلاثة عقود على ارتكاب المجزرة ، وخلال الحديث يقول الكاتب لمسؤوله السابق ” أريد أن أكتب رواية عن مجزرة صبرا وشاتيلا”.
وعن أسباب كتابته للرواية – المأساة ، يوضح الزميل كاج أنّ مسألة مهمة تُضاف إلى السبب المباشر المتمثل بزيارة الكابتن غسان له ورجوعهما إلى تلك الذكريات المؤلمة في مخيمي صبرا وشاتيلا للاجئين الفلسطينيين الملتصقين بمنطقة الطريق الجديدة في بيروت ، وهي زيارة قام بها لمدافن شهداء المجزرة قبل سنوات ، حيث بدت بحالة مزرية وسيئة ، وهو ما أزعجه على المستوى الشخصي، ورأى فيه إساءة لأكثر من 800 شهيد من الأطفال والنساء والعجزة الذين دفنهم فريق من المتطوعين الذي كان من ضمنه راوي القصة كاج، بأيديهم.
ويضيف كاج :” لم تكن المقبرة ظاهرة للعيان على الطريق العام، ولا يدرك المارّون أنّ في هذا المكان يرقد شهداء المجزرة ، حيث تم ذُبح المدنيين العزل بالسلاح الأبيض ، ويتابع قائلاً : “يأتي اليوم من يطلب منا أن ننسى ونبرىء القاتل سواء العدو الصهيوني المسؤول المباشر عن المجزرة ، ومن نفّذها وهم اليوم أحياء ويتنكرون لما قاموا به ، الأمر الذي استفزني لأكتب عن الموضوع ، فقد كنت شاهداً عن قرب لجثث الضحايا من النساء والأطفال ، المنتفخة من حرارة الصيف الحارقة ، لذلك لا يمكن تقبّل فكرة أنّ هناك من ينكر هذه الوحشية لذلك أسميت روايتي “أمر فظيع يحصل”.
والكاتب اللبناني كاج من مواليد بيروت في عام 1964، ودرس الإعلام في كلية الإعلام والتوثيق التابعة للجامعة اللبنانية وتخرج منها في عام 1987، وروايته “أمر فظيع يحصل” تاسع عمل أدبي ضمن سلسلة من الأعمال الروائية والشعرية .