“عم ابكي” وغصت وذهب صوتها المخنوق فرحا … لأول مرة تأخذ حقها وتحصد نتيجة تفانيها في إنسانيتها … منذ ولادتها وسنا حمزة أمنا جميعا, أختنا جميعا, صديقتنا جميعا .. لا يمكن ان تكون في أزمة الا وان تجدها خلفك تستند عليها وترمي بأثقالك على كتفيها …
ربحت الجائزة تقول وصوتها يرقص فرحا قبل ان يعود ويختنق ” اقرأي الايميل الذي ارسلته لك”..
The Hopi Fondation
تعلن فوز
المعالجة النفسية المتخصصة في اعادة تأهيل ضحايا التعذيب الدكتور سنا حمزة تحصل على جائزة
Barbara Chester Award
انها الجائزة الاهم في العالم لهذا الاختصاص وسنا حمزة ابنة طرابلس تحصدها لهذا العام.
لا شهادتي ليست مجروحة بها … فهي بلسم الجروح .. كل الجروح وكل الآهات … ٢٠
الف شخص سنا حمزة اعادت الحياة لأجسادهم المعذبة .. نفخت بها الروح بعدما حاول الجلاد ان يقضي عليها بخبث ودهاء … الله وحده يعرف ما تقوم به سنا حمزة .. والله وحده وقف الى جانبها وكأنه يقول انها هديتي لكم أيها البشر .. انها الخير الذي أحارب به شركم …
عرفت سنا حمزة منذ ولادتي, عمتي, اختي ,قائدتي في الكشاف, صديقتي, سندي, ملجأي كل شيء في إنسان واحد … سنا حمزة آخر عنقود عائلة محمد حمزة وسنية مقدم …العنقود الصغير الذي حمل حبات العنقود وبذوره على ظهره … سنا الطفلة التي دفنت شقيقتها الكبرى بصمت .. سنا الطفلة التي قهرها وفاة والدتها حتى النخاع الشوكي .. سنا المراهقة التي حملت هم العائلة ومشاكلها بصمت .. سنا الشابة التي ضحت من اجل الجميع , نعم الجميع, العائلة والأصدقاء والمدينة والوطن وكل إنسان جاءها مناشدا او فقط علمت بحاجته لها …
حتى يوم تخرجها من الجامعة وفتحها مع الصديقة سوزان جبور مركز التاهيل.. حتى ذاك اليوم والدمعة لا تفارق وجه سنا الجميل وان جاهدت بإخفائها .. ولَم يكن هناك من يمسح هذه الدمعة … كانت تمسح دموعنا ولا نقوى على مسح دمعها …
وحده العمل استطاع ان يقضي على حزن سنا ودمعها المكبوت .. نجاح مهمتها في اعادة زرع الأمل في مريض تعالجه هو دواءها الوحيد … هكذا انتصرت على كم الحزن الذي في داخلها فغاب بكاءها المر مع نجاحها المهني … لم اعد أراها تبكي لم اعد ارى دموعها … ارى فقط سنا حمزة صانعة الامل في نفوس بشر كسرتهم الحياة وظلم البشر واذا بها تعيد لملمة كيانهم بحرفية تبتعد فيها عن العواطف التي لا يمكن ان تبتعد عنها…. وهنا جدارة سنا حمزة وهنا أهميتها, تجردها وحرفيتها في ممارسة مهنتها بعيدا كل البعد عن اهم ما يميز سنا حمزة وأعني عاطفتها ….أرجوها ان اكتب عنها أرجوها ان تظهر في الاعلام وتتحدث عن ما تقوم به.. ترفض انا اعمل بصمت.. .. هي هكذا تبكي بصمت تعمل بصمت تفرح بصمت تضحي بصمت … يعود صوتها المخنوق فرحا على الهاتف .. تقول استحق هذه الجائزة لأول مرة تعترف بحقها اختنق وانا اعلم ان اي منا العائلة والاصدقاء والمدينة والوطن لم يفها حقها …
أتمتم انت جائزتنا أنت جائزة الانسانية في هذا الزمن الأسود .. مبروك جائزة تستحقك .. … مبروك لنا ……. لا مبروك لك انت وحدك من يستحق الجائزة ..
الفرح يليق بك ودموع الفرح جميلة على وجهك ..افرحي يا سنا تستحقين الفرح
لك وحدك حق اعتراف العالم بك ملكة على عرش الانسانية .
هناء حمزة*
إعلامية لبنانية مقيمة في دبي