حين تلتقيها تشعر أنك أمام شابة أنيقة مميزة المظهر والزي تلفتك تفاصيل دقيقة في اختيار”اكسسواراتها” المنتقاة بدقة ممزوجة بالفن العصري .
درست “تصميم الجرافيك” في الجامعة اللبنانية الأميركية في بيروت فبرعت الا أنها لم تجد نفسها في الوظيفة الروتينية التي تركتها دون التفكير في العودة اليها
عن الحرية تحدثك في اشارة الى سجن الوظيفة ومن الحرية استمدت الأمين فكرة تحويل الأقفاص الى أشكال فنية مشعة بالحرية والحياة .
لا تترك الشابة قفصاً تعلم أنه بإمكانها تحويله إلى قطعة فنية،الا وتقتنيه ، تملك عدداً من الأقفاص المختلفة الأحجام والأشكال والألوان و تعمل على جعلها قطعاً فنية ومضيئة نادرة.
فبعد سنوات من التعليم والعمل الإداري الجامعي، تقول الأمين ” كنت أمام خيارين إما أن أكمل في مسار الوظيفية الثابتة، التي تؤمن الاستقرار المادي والمعيشي والمهني. وإما أن أترك هذا العالم لأدخل مغامرة جديدة عنوانها الحرية. ”
“Liberty over captivity” شعارٌ تبنّته الأمين، لتنطلق به من عالم التعليم الروتيني إلى عالم الفن الصّناعي، من خلال تصنيعها قطعاً فنية بكامل الدقة والشغف، تُروّج عبرها لفكرة الحرية. هذه القطع، هي عبارة عن أقفاص حديديّة بأشكال مختلفة (دائريّة، مستطيلة، مربعّة..) تقوم الأمين بتزيينها بالخيطان الملوّنة والرّيش، ثم تحولها إلى مصابيح وقطع ديكور توضع في أرجاء المنزل.
“منذ صغري أحب الحيوانات” توضح “وأحزن لرؤيتها مسجونةً في الأقفاص. ولأن بيتنا كان فيه قطط، ازداد تعلّقي بالحيوانات الأليفة. منذ ذلك الحين، أصبح الرفق بالحيوان يستحوذ على جزء كبير من تفكيري”.
هكذا، قرّرت ربى أن تحول الأقفاص إلى مصابيح مزيّنة، آملةً أن تُسقِط بذلك معنى الأسر والسجن. لافتة الى أن “هذه الأقفاص تُمثّل الأفكار التي تأسرنا في مجتمعنا، والقوانين التعسفية التي نضطر أحياناً إلى الرضوخ لها، والوظيفة التي تتحوّل من مصدر رزق إلى سجن مؤبد.”
لم تقف الشابة عند تصميم المصابيح، بل أسّست في العام 2008 جمعية Art.Cages، ذات الطابع الخيري، بهدف مساعدة جمعيات أخرى تعنى بحقوق الإنسان والحيوانات والطبيعة، عبر التّبرع لها بجزء من عائداتها، التي تأتي من بيع القطع الفنّية. وكانت البداية مع راكال بهمن وهي الشابة المصابة بالسرطان وحالياً مع LAS.
تتابع “بدأت هذا المشروع كهواية، عندما طلبت مني صديقتي تزيين منصّتها في أحد المهرجانات بالأقفاص المزينة. ثم تطوّر لكي يشمل إعداد قطع خاصّة للأصدقاء والمعارف. إلا أنه وبحكم الوظيفة، لم أستطع أن أعطي كثيراً من وقتي لهذا الفنّ. استقلت من وظيفتي وتفرغت له، وأصبح جزء من وقتي مكرّساً لـArt.Cages”، “تقول الأمين.
وتردف” خلال العام الماضي تعرّفت عن كثب إلى السوق اللبنانية عامةً والأسواق الخاصة التي تهتم بنوع أعمالي، بما في ذلك الأجانب والسّياح. واستنتجت أنه لضمان نجاح مشروعي لا بد من تحويل فن الديكور إلى فن صناعي. أي أن تحمل القطع جمالية ووظيفة في الوقت نفسه.”
ربى الأمين التي غرقت في عالم تحويل السجن الى حرية بإسلوب فني حديث مميز لا تُفكر اليوم بالعودة مجدداً إلى الوظيفة الروتينية، الا انها لا تكتفي بتزيين الأقفاص بل تقوم بإبتكار المنتجات الحرفية المتنوعة تحت شعار نعم للحرية ولا للأسر ويعود جزء من الأرباح للجمعيات المحتاجة بالاضافة الى مشاركتها بتصميم ديكور العديد من المعارض الحرفية والفنية في لبنان و رغم تعثر الظروف في بعض الأحيان في البلاد فالوظيفة وفق رأيها “تحول إلى سجينة النظام المهني.”
تطوق الأمين الى المزيد من الإبداعات تنشغل حاليا في الشركة التي اسستها في مجال “تصميم الغرافيك” بموازاة عملها في مساعدة جمعيات أخرى تعنى بحقوق الإنسان والحيوانات والطبيعة تبدع في ابتكار التصاميم الفنية فيها وهي متنوعة عن فكرة الأقفاص وتؤكد أن الدعم الذي حصدته من الأقارب والزبائن كان كفيلاً بأن تجزم أنها اتخذت القرار السليم.
إكرام صعب
[email protected]