إفتتاح مؤتمر النساء في الأخبار… المرأة قادرة على إحداث الفرق

فتتح وزير الاعلام ملحم الرياشي ممثلا بمديرة “الوكالة الوطنية للاعلام” لور سليمان وفي حضور وزيرة الدولة لشؤون الاعلام في الاردن جمانة غنيمات، المؤتمر الاقليمي الاول لبرنامج “النساء في الاخبار” التابع للمنظمة العالمية للصحف وناشري الانباء “وانيفرا” في قاعة “انتوارك” الحمرا.
والمؤتمر الذي هو برعاية وزير الاعلام يشارك فيه نحو 160 صحافيا واعلاميا من مصر، لبنان، الاردن، فلسطين ومن القارتين الاوروبية والاميركية.
قدمت المؤتمر الاعلامية صبحية النجار، ومما قالت: “على مدى السنوات التسع الماضية، اي منذ تأسيس منظمة وانيفرا، شهد العالم اجمع ان تمكين المجتمعات لا يكمن الا في التحصل العلمي، وبهدف تمكين الصحافيين والصحافيات معا، كان لا بد من إكمال المسيرة بتحفيز وتعزيز دور المرأة القيادية والاصوات النسائية في مجال الاخبار. هي فرصة مثالية للتفكير في الماضي والتأمل في التقدم المحرز في تمكين المجتمعات والنظر في مسألة المساواة بين الرجل والمرأة”.
سليمان
وألقت سليمان ممثلة الرياشي كلمة قالت فيها: “كلفني معالي وزير الاعلام الاستاذ ملحم الرياشي فشرفني تمثيله في هذه القمة الاقليمية بعنوان “النساء في الاخبار”، وكلفني أن انقل تحياته الى المؤتمرين والى معالي الوزير جمانة غنيمات.
هذه القمة التي تجمع نخبة من الاعلاميين من الشرق الاوسط وشمال أفريقيا ليناقشوا معا شؤونا تتعلق بالمرأة الاعلامية، التي تتعرض في خلال عملها للكثير من المضايقات والتمييز في تبوؤ المراكز.
فنحن ويا للاسف، نرى ان بعض وسائل الاعلام فقد الكثير من ثوابته وصدقيته وأخلاقه وتحول إلى تجارة رابحة ومهنة للكثيرين في هذا الفضاء الافتراضي وسط غياب عميق للرسالة الإنسانية المثلى. فالمرأة تعاني إبرازها بصورة نمطية سلبية تسيء إليها، حيث يعرضها الإعلام كسلعة ورمز وأداة للإثارة، فيكون التركيز الأكبر على شكلها وجمالها من خلال الاهتمام بالموضة والتجميل والأزياء وغيرها، على حساب المواضيع والبرامج التي تخاطب عقلها وفكرها، باستثناء عدد محدود جدا من البرامج التي تتعرض لقضايا المرأة الاجتماعية والسياسية”.
أضافت: “غالبا ما نشاهد على الشاشات إعلانات تروج لأسماء تجارية ويكون العنصر الأساسي فيها المرأة، كذلك يتم الترويج لمواد إعلامية أخرى عبر نشر صور مبتذلة للمرأة لا تتناسب مع قيمتها ومكانتها في المجتمع.
لذلك، دورنا نحن معشر الاعلاميين إظهار الصورة الإيجابية للمرأة التي تملك من الخبرة والعلم والكفاية، ما يمكنها من تحدي الواقع والانطلاق بجرأة إلى مواقع القيادة والقرار، للامساك بناصية الإبداع، متجاوزة كل العقد والأوهام الموروثة من عصور الانحطاط، ومثبتة أن معيار النجاح هو للموهبة والعلم والإرادة وليس للجنس ذكرا او انثى.
من هنا، أقول إن علينا أن نوفر للاعلاميات كل الفرص الممكنة ليحققن ذواتهن، بما يحفظ سلامتهن وأمنهن ويحمي قيمهن ويوفر لهن العيش الكريم ليتمكن من الاضطلاع بدورهن كأعضاء فاعلات في بناء المجتمع والوطن.
ودورنا يجب ان يتمحور حول إبراز الصورة الحقيقية للمرأة الاعلامية والتي تعكس قيمتها وعظمة دورها في المجتمع، وعلينا الا ننسى ان غالبية السيدات الاعلاميات هن امهات تقع على عاتقهن أنبل مهمّة في الأسرة وهي تربية الأبناء وتنشئتهم على الخلق القويم، وعلى عاتقها ايضا مسؤولية مشاركة الرجل في معظم مجالات الحياة، وخوض غمار الحياة العامة بكل مسؤولية واقتدار، وهي التي تتولى الكثير من المناصب المهمة في المؤسسات الاعلامية”.
وأكدت أن “علينا ان نحمي المرأة من الاستغلال الذي تتعرض له، إذ إن البعض يلجأ ويا للاسف يلجأ الى ابتزازها مقابل ان تحصل على وظيفة في مؤسسته الإعلامية”.
وختمت: “إن الاهتمام بالمرأة الاعلامية وتعزيز دورها وحماية حقوقها مسؤوليتنا جميعا، ونحن مدعوون الى ايجاد الحلول للمشاكل التي تعانيها وبخاصة في هذه الظروف الصعبة التي يعيشها مجتمعنا وتعانيها مؤسساتنا الاعلامية.
واخيرا وليس آخرا، أشكر مؤسسة وانيفرا التي قررت عقد قمتها لهذا العام في لبنان واتمنى لاعمالكم كل النجاح وان تتمكنوا من تحقيق الهدف الذي من أجله تعقد هذه القمة، واشكر معالي وزير الاعلام الاستاذ ملحم الرياشي الذي اولاني شرف تمثيله وطلب مني نقل تحياته اليكم مكررا اعتذاره عن عدم الحضور شخصيا لاسباب طارئة وخارجة عن إرادته”.
غنيمات
ثم ألقت الوزيرة غنيمات كلمة قالت فيها: “أجريت بالامس مقابلة مع وكالة الانباء اللبنانية، وسألوني فيها عن شعوري، فأجبتهم بأن لدي مشاعر مختلطة تحديدا تجاه مشروع تمكين المرأة في الاعلام، لان هذا المشروع بدأ منذ اربع سنوات وكنت فيه منذ البدايات، وكانت فكرته نبيلة ومهمة واستمررنا على مدى سنوات طويلة بالعمل حتى استطعنا اليوم الاجتماع في بيروت بهذا العدد المهم من السيدات الاعلاميات المميزات المذهلات، القادرات على الوقوف على الجبهة، وان يكن على قدر المسؤولية والمهمة التي اوكلت لهن، لانهن مسؤولات عن اسرة،ن والاهم انهن مسؤولات عن قضايا وعن مجتمع واصلاح وتطور وعن خطوة نمضي بها لمستقبلنا بسلام وثبات، بقيادة المرأة الاعلامية وبوجود الاعلاميين، هذا هو الجزء الاول. اما الجزء الآخر فإني اصبحت على الضفة الاخرى من النهر، واصبحت في موقع المسؤولية كوزيرة مسؤولة عن مؤسسات اعلامية واديرها، ولي علاقة بالتشريعات التي تنظم العمل الاعلامي في بلدي، وبالتالي هذا يحملني مسؤولية أفضل لأستطيع ان ارتقي بمستوى التشريعات التي تخلق جوا من الحريات صحيا ومسؤولا وموضوعيا، يقدر المرأة ودورها في الاعلام، ويعطي مساحة من الحرية للزميل الرجل كما للزميلة المرأة، وهذا يحملني مسؤولية أكبر”.
وتقدمت بالشكر ل”وانيفرا” لانها “مؤسسة مؤمنة بدور المرأة في الاعلام ودور تمكينها وتأهيلها حتى تكون في مواقع قيادية وتتسلح بالادوات التي تمكنها من القيام بمهمتها وعملها”. وشكرت ايضا “لبنان على استضافته المؤتمر، ومعالي الوزير والسيدة لور سليمان التي تنوب عنه”.
وقالت: “سأتحدث عن الاردن والدور الذي بلغته المرأة فيه، بشكل عام المرأة الاردنية مقارنة بدول اخرى، بما فيها بلدنا المضيف لبنان. ففي البرلمان لدينا 15 نائبة وفي الحكومة الحالية لدينا خمس وزيرات، وفي مجلس الاعيان لدينا عدد كبير من النساء وكلهن سيدات مؤهلات قادرات على اداء الدور المطلوب منهم، ولكن هذا لا يكفي، فالطموح لتطوير المرأة سياسيا لا يتوقف، هناك الكثير من الافكار المطروحة التي يجري العمل عليها لناحية تمكين المرأة سياسيا ايضا، والاهم تمكينها اقتصاديا”.
وأضافت: “بصفتي صحافية كانت دائما خلفيتي اقتصادية، وكنت اسعى دوما لتمكين النساء في اي قطاع واي مجال في السياسة والاقتصاد والاجتماع وتربية الاسرة. وإن مكنا المرأة اقتصاديا حتى في الاعلام، فانها تستطيع ان تحدث فرقا في المهنة التي تؤديها او في الدور الذي تؤديه، وهنا التحدي الاكبر، وهو هم عربي مشترك، فالاردن في الموضوع الاقتصادي لا يختلف كثيرا عن الاحوال الاقتصادية التي تعانيها النساء بشكل عام والمجتمع بشكل موسع، من احوال صعبة ومداخيل محدودة ونسب بطالة مرتفعة، لذلك يكون تمكين المرأة اداة حقيقية في التغيير والاصلاح”.
ورأت غنيمات ان “التحديات التي تصيب المرأة تصيب الرجل ايضا في مجال الاعلام في ما يتعلق بالحصول على المعلومة والتدريب والتأهيل، ولكن هذا لا يمنع أن الدور المطلوب او الجهد المطلوب من النساء في مجتمعاتنا الشرقية يكون اكثر بكثير مقارنة بالرجل، وهنا التحدي لنا كسيدات اعلاميات، انه اذا عرفنا ان المطلوب منا مقارنة بالرجل اكثر، فعلينا ان نبذل جهدا اكبر. فالاختبار الاهم للمرأة الاعلامية هو اثبات الذات الى حين، فالسيدة الاعلامية مضطرة ان تجتهد وتعمل اكثر من زميلها الرجل حتى تقنع الآخر بأنها كفؤ للدور الذي تتولاه وتقوم به. فالفكرة هي كسر هذه النمطية عن النساء في الاعلام، وكما قالت السيدة لور، هناك انطباع أن المرأة هي صورة، ولكن المرأة ليست صورة بل هي عقل وفكر، والاهم انها قضية بحد ذاتها، وهي تحمي قضيتها التي تعمل عليها في الاعلام وتؤمن بها. فالمرأة الاعلامية تبين قضيتها التي تكتب عنها وكأنها موضوع شخصي”.
وتطرقت الى مشروع “النساء في الاخبار”، قالت: “هذا المشروع بدأ منذ اربع سنوات، ونحن نحتاج الى عشرات من هذه المشاريع لنستطيع ان نحقق سيدات اعلاميات مؤهلات قادرات، يحملنا الامكانات التي تؤهلهن للعب هذا الدور والقيام بهذه المهة في بلداننا في العالم الثالث، حيث تبقى حرية الاعلام مسألة طويلة، وسنبقى نحن على الجبهة، انا معكم من الطرف الحكومي، ودوري ان احسن البيئة التشريعية التي تنظم هذه المهنة في الاردن على مدى الاشهر الماضية، بسحب تشريعين يتعلقان بالحريات الاعلامية، التشريع الاول موضوع قانون الجرائم الالكترونية والمشروع الثاني هو حق الحصول على المعلومة لناحية توسيع المساحة التي تمكن الصحافي والمواطن ومن يقيم على الارض الاردنية من الحصول على معلومات أكثر، كل هذا يصب في اتجاه تحسين البيئة التشريعية التي تنظم العمل الاعلامي ندرك كحكومة، وأدرك كوزيرة اعلام ان الاعلام المهني الموضوعي المتوازن بسقف حريات يحترم او يدرك الحد الفاصل بين حرية التعبير او انتهاك خصوصية الاخر او انتحال شخصيته او اتهامه شيء صحي. علينا ان نؤمن بأن كم الافواه مسألة لم تعد تجدي، وقمع الحريات ايضا لا يساعد في بناء المجتمعات، ولذلك نؤمن كحكومة بأن علينا دورا كبيرا في تحسين البيئة التشريعية وتوفير اجواء صحية لحرية الاعلام وترك مساحة للصحافي او للمؤسسة الصحافية ليكون لديها هذه المساحة من حرية التعبير، شريطة ان يكون اعلاما موضوعيا مهنيا دوره الحقيقي خدمة المواطن والمصلحة العامة”.
مداخلات
وكان لمديرة برامج التنمية العالمية التابعة للمنظمة العالمية للصحف وناشري الأنباء ميلاني والكر، كلمة أعربت فيها عن سرورها “لأننا نتشاطر أفضل السياسات من أجل تعزيز المساواة بين الجنسين في غرف الاخبار وفي المهمات الاعلامية”.
وأعلنت ان “وانيفرا” منظمة عالمية “لديها 3 الاف شركة اخبارية و80 اتحادا للناشرين و18 الف منشور في 120 دولة، وهي تعمل لحرية الاعلام وتطوره وتسعى لممارسات فضلى لتعزيز حرية الصحافة والمطالبة بحقوق الجمعيات الصحافية”.
وأشارت الى “أن النساء يشكلن اقل من 20% من المناصب الريادية في الاعلام عبر العالم، وأن التغيير الحقيقي في هذا القطاع يكمن في التطرق الى العقبات ومواجهتها”.
فرح
أما المديرة الاقليمية لبرنامج النساء في الاخبار في الشرق الاوسط فاطمة فرح فقالت: “نفذنا منذ أربع سنوات مشروع نساء في الاخبار في منطقة الشرق الاوسط، وهو المشروع الوحيد من نوعه في منطقة الشرق الاوسط، اذ لدينا شراكات مع اهم المؤسسات الصحافية في البلاد التي نعمل بها، وهذه بداية جيدة، ويهمنا ان تشكل مزيدا لتطوير البرنامج والمؤسسات والاعلام العربي”.
وقالت: “إن وجودنا في “انتوارك” اليوم له دلالة، فهو ساحة للتطوير وللشباب والابتكار، ونحن نعتقد ان هذه المفاتيح الاهم لتطوير صناعة الاعلام ليس في المنطقة انما في العالم. لقد اعتمدنا في برنامج “نساء في الاخبار” فكرا جديدا هو العلاقة الوثيقة بين المرأة وغرفة الاخبار، فكلما طورنا صناعتنا كانت هناك أوضاع تسمح بالتوازن الجندري وعلاقات العمل الايجابية داخل المؤسسات الصحافية”.
اعلاميون
أما الاعلامي فينست بيراني، فتحدث عن “توجهات الصحافة العالمية للعام 2018″، وتطرق الى وضع الاستراتيجيات الاعلامية والموازنات.
ورأى انه “لا بد من تعزيز الثقة بالقطاع الاعلامي، علما أن هناك علاقة وثيقة بين الاداء والثقة”.
وختم بأن “عام 2018 كان عام صحافة الهاتف النقال”.
أما كبيرة المحررين التنفيذيين في شركة “بلومبورغ” لورا زالينكو، فتحدثت عن “كيف جعلت شركة بلومبورغ التنوع الجندري في صلب استراتيجية الاعمال الخاصة بها”.
وتطرق الاعلامي في مؤسسة شركة “كوين” الاستشارية ستيفن راي للاستراتيجيات المالية الرقمية. أما مدير شركة “غلوب لالز” غوردن ايدال فعرض لكيفية رفع قيمة المؤسسة في مجال الاعلام. وتحدثت الاعلامية كارن اندرسون عن التحرش الجنسي وادارة غرف الاخبار. وتناولت منى مجدي موضوع التنوع والتوازن الجندري والاعمال المزدهرة.
وتخللت المؤتمر جلسة حوار عن القيادة، وادارة التغيير والتحولات قدمتها فرانسيس موريل.

لمشاركة الرابط: