إطلاق منصة خبيرات دليل الخبيرات في لبنان برعاية الرياشي قصاص: نحو مستقبل يدخل المرأة اللبنانية في معترك الحياة

إكرام صعب

في خطوة فريدة من نوعها ولأول مرة في لبنان وبدعم من الإتحاد الأوروبي وبالشراكة مع نقابة محرري الصحافة اللبنانية وتجمع
الباحثات اللبنانيات ،أطلقت “خبيرات لبنان” ولمناسبة اليوم العالمي للمرأة “منصة خبيرات – دليل الخبيرات في لبنان”، برعاية وزير الاعلام ملحم الرياشي ممثلا بمستشاره أندريه قصاص، في وزارة الاعلام.
لقاء مميز جمع الاعلام المتخصص بشؤون المرأة والإعلام المحلي بنخبة من الباحثات اللبنانيات اللواتي تركن بصمة في عالم البحث العلمي والمعرفي وشتى انواع الأبحاث ذات المضمون الجيد والهادف .

حضر اللقاء نائب رئيسة الاتحاد الاوروبي في لبنان جوليا كوش دي بيوللي، ممثلا نقابة محرري الصحافة امين السر جوزف القصيفي وامين الصندوق علي يوسف، مديرة “الوكالة الوطنية للاعلام” لور سليمان، مديرة البرامج في “اذاعة لبنان” ريتا نجيم الرومي، وعدد من الخبيرات.

قصاص
بداية، ألقى قصاص كلمة وزير الإعلام، وقال: “أنقل إليكم تحيات معالي وزير الاعلام الاستاذ ملحم الرياشي الذي كان بوده ان يشارك في اطلاق هذه المنصة اليوم، لكن انعقاد جلسة استثنائية لمجلس الوزراء لإقرار الموازنة العامة حال دون تمكنه من ان يكون بيننا، وهو انتدبني مشكورا لتمثيله في اطلاق هذه المنصة من وزارة الاعلام – وزارة التواصل والحوار، التي تفتح أبوابها وقلبها لجميع الذين يودون ان يوصلوا أصواتهم الى حيث يجب أن تصل، وإلى جميع المنظمات والجمعيات والمؤسسات التي تحاول مد جسور تواصل وحوار مع الآخرين، وتريد أن تعرف عن أهدافها ونشاطاتها”.
أضاف: “إن منصة خبيرات تعرف عن نفسها من خلال اسمها، لأنها تضم سيدات خبيرات في كل المجالات العلمية والبحثية، وينحصر نشاطها بقضايا تهم شريحة واسعة من الأشخاص يسعون الى توثيق معلوماتهم البحثية، وخصوصا الإعلاميين الذين يعملون في مجال الاعلام الاستقصائي، فهم حتما سيجدون في هذه المنصة سيدات متخصصات في أكثر من مجال، لكي يستفيدوا من علمهن وتجاربهن وأبحاثهن بطريقة علمية”.
وختم: “إن منصة خبيرات تفتح الأفق واسعا نحو مستقبل مشرق يدخل المرأة اللبنانية في معترك الحياة، بعيدا عن النمطية السابقة، حيث كانت صورة المرأة تقتصر على مجالات محددة تشوه دورها وتقزم طموحاتها”.


دي بيوللي
وتلته دي بيوللي، وقالت: “احتفلنا الأسبوع الماضي باليوم العالمي للمرأة، لكن الكفاح من أجل المساواة بين الجنسين وحقوق المرأة لا يقتصر على الثامن من آذار. بدلا من ذلك علينا استخدام الاحتفال للتفكير في ما يمكن أن يفعله كل واحد منا للضغط من أجل التقدم، لأننا في حاجة إلى التقدم في السياسة وفي مكان العمل وفي وسائل الإعلام”.
أضافت: “هذا ينطبق على لبنان، كما هو الحال في العديد من الدول الأخرى في العالم، بما في ذلك أوروبا. وأنا مسرور جدا لوجودي هنا اليوم لإطلاق النظام الأساسي المهم والمطلوب “خبيرات”، بتمويل من الاتحاد الأوروبي. فليس الهدف من هذا النظام فقط تعزيز عمق محتوى وسائل الإعلام وجودتها، ولكن أيضا التأثير على صورة المرأة كخبراء وناجحين والممثلين للتغيير”.
وتابعت: “المساواة بين الجنسين في قلب الاتحاد الأوروبي. نحن نعتقد اعتقادا راسخا أن تمثيل المرأة ومشاركتها في جميع قطاعات المجتمع هو في المقام الأول حق في ذاته، ومن الحقوق الأساسية للفتيات والنساء أن يحصلن على نفس احتمالات الحياة لدى الرجال”.
وقالت: “تواجه النساء في لبنان تحديات مختلفة مثل الممارسات التمييزية المتعلقة بقانون الأحوال الشخصية، حماية غير كافية وعدم المساواة في الوصول إلى الخدمات والموارد والتمثيل السياسي المنخفض. وتعود هذه التحديات إلى معايير اجتماعية وثقافية مختلفة حول ما ينبغي أن تكون عليه المرأة أو لا ينبغي أن تكون. وسائل الإعلام لديها موقع فريد من القدرة على التأثير على هذه التصورات العامة، ومع ذلك فالاعلام قوة تأتي بمسؤولية كبيرة”.
وختمت: “من خلال عملي في وفد الاتحاد الأوروبي، أحصل على فرصة للالتقاء والعمل مع نساء لبنانيات موهوبات ومشرقات، مثل الكثير من الخبيرات الحاضرات هنا اليوم”.


القصيفي
من جهته اعتبر القصيفي “اننا نلتقي اليوم لإطلاق منصة خبيرات لبنان بالشراكة بين الاتحاد الدولي للصحافيين نيابة عن برنامج “ميدان”، ووزارة الاعلام، ووزارة شؤون المرأة ونقابة محرري الصحافة اللبنانية، بغرض إنشاء دليل النساء الخبيرات عبر الانترنت لمصلحة الاعلاميين وفرق التحرير في لبنان”.
اضاف: “إن هذا البرنامج الممول من الاتحاد الأوروبي، يدعم تطوير الاعلام في منطقة جنوب المتوسط، ويبرز دور المرأة في هذا القطاع على اختلاف اختصاصاته كخبيرة، ومصدر للرأي في آن، لا بل صانعة له، تؤكد حضورها في عملية استقاء المعلومات واعداد التقارير الإخبارية، والبرامج الحوارية، بالتزام جاد وكفاية عالية، وجرأة صادمة أحيانا. وهي صفات ومزايا تفتح الباب واسعا أمام المساواة بين الجنسين”.
وتابع: “إن نقابة محرري الصحافة اللبنانية تضم في صفوفها نسبة عالية من الصحافيات والاعلاميات المتحصنات بشهادات جامعية، وخبرات واسعة، والمميزات بعطاءاتهن التي لا تخلو من لمسات ابداعية، وتحتل ثلاث منهن عضوية مجلس النقابة. إن وضع الاعلامية في لبنان، قياسا بما كانت عليه في العقود السابقة، مرض على وجه الإجمال، ويجب الإفادة من هذا البرنامج من أجل تأكيد حضورها وتجذيره تحقيقا للمساواة مع زميلها في العمل. وإن التطبيق الفاعل والمستدام لهذه المبادرة يجعل من النساء الاعلاميات مصدرا للرأي على المستويات الوطنية، الاقليمية والدولية”.
وأكد أن “ما يعطي هذا اللقاء قيمة مضافة، ونكهة مختلفة، هو المشاركة البارزة لوزارتي الاعلام وشؤون المرأة في إطلاق هذه المبادرة وتوقيع العقد، وان هذه الاحتفالية لدلالة على الاهتمام الرسمي بدور الاعلام والمرأة العاملة في هذا القطاع الذي يواجه تحديات وصعوبات لا مجال للتطرق إليها بإسهاب في هذه المناسبة”.
وختم: “إن إنشاء دليل الخبيرات، يعيد إلى أذهاننا صورة رائدات انطلقن من وطن الأرز منذ الربع الأخير للقرن التاسع عشر، فأثرين بأقلامهن، الصحافة اللبنانية والعربية بالنتاج المميز نثرا وشعرا، ومباحث اجتماعية، وكن نصيرات للمرأة، وذائدات عن حقوقها. زينب فواز، لبيبة هاشم، مي زيادة، وردة اليازجي، مريانا دعبول، فاطمة اليوسف المعروفة بـ”روز اليوسف” مؤسسة المجلة الذائعة الصيت التي تحمل اسمها، بدور لبنانية سطعت في وطنها الام، وأرض الكنانة، وفلسطين، فعمت انوارها العالم العربي، وكن الخميرة لمن تعاقبن على المهنة، لا بل القبس الهادي، والمورد العذب الذي نهلت منه زميلاتنا اللواتي نفخر بقدراتهن وخبراتهن، وبما يقدمنه للمهنة لتبقى مستمرة بإيمان ابنائها وثقة الناس بها”.


عزة سليمان
وقالت الامينة العامة لتجمع “باحثات” الدكتورة عزة سليمان في كلمتها: “لا يختلف اثنان على دور الاعلام وأثره على الحياة اليومية، ولكن ايضا على المصلحة العامة والثقافة العامة او حتى السياسة العامة، فأزمة الوطن الطائفية والاجتماعية مرتبطة بشكل وثيق بأزمة الاعلام في انحدار اخلاقي ملموس، وأزمة الوطن الامنية مرتبطة بإعلام غير مسؤول، وأزمة الوطن الاقتصادية متطابقة مع ازمات في علاقة المؤسسات الاعلامية مع العاملين فيها، وازمة الوطن الثقافية والتشريعية متشابهة مع ممارسات للمؤسسات الاعلامية بعيدة عن القوانين المرعية، وممارسات قضائية أحيانا تبتعد عن مبدأ دستوري يكرس حرية التعبير، وإعلام حديث الشكل والاسلوب تتجاهل المؤسسات التشريعية أمر تنظيمه. فالإعلام بأشكاله المختلفة، التقليدية والحديثة، يشكل احد مكونات المجتمع المدني، هذا المجتمع الذي يسعى الى ضبط ايقاع عمل المؤسسات في مراقبتها سعيا للمشاركة في تصويبها عند فشل المؤسسات المعنية في المراقبة والمحاسبة، والذي ينزلق أحيانا في منحدرات المؤسسات ويتأثر بثقافة نهجها، كيف لا وهو المرآة التي تعكس واقع المجتمع في هذا الاعلام، الذي أصبح إحدى المساحات النادرة للقاء العام والمكان الافتراضي العام”.
أضافت: “علاقة المواطن بمؤسسات دولته الدستورية والادارية، والأمنية للاسف، تفتقد التوازن والانتماء والتمثيل الصحيح ولا ترتقي الى مصاف الرقي الانساني الذي وجد ركيزة له في تعاليم الديانات منذ الفي سنة واكثر، هذه الديانات التي تحولت بقوة الواقع وتقاسم المصالح، الى طوائف ومذاهب متشرذمة ومتقاتلة في صراعات وقودها ذاك المواطن المفترض”.
وتابعت: “أصبح الاعلام مسؤولا عن اظهار هذه الصورة الحقيقية، فكان برنامج خبيرات وكان تجمع الباحثات اللبنانيات داعما لهذه المبادرة ومن غير الباحثات، الرائدات في تقديم نموذج يحتذى لحرية الفكر وحرية التعبير وحرية البحث العلمي، والرائدات في دراسة الاعلام والصورة والفنون والتهميش والجامعات والمجتمع والثورات والزمن وغيرها من المواضيع، منذ ما يزيد على 25 عاما، فكل باحثة في التجمع بدأت من دراسات معمقة وراكمت عليها الأبحاث والنقاشات لتنقلها الى الطلاب والورق، متفاعلة مع الراسخ ومتوسلة النابض ومتطلعة الى بناء مستقبل واع وقوي الدعائم”.
مجدلاني
من جهتها اعتبرت رئيسة لجنة المهندسات اللبنانيات الدكتورة زينة مجدلاني “ان اللجنة تساهم في انشطة لجنة المهندسات العربيات التابعة لاتحاد المهندسين العرب”.
وقالت: “يهم اللجنة ان تشارك في برنامج مد مديا المدعوم من الاتحاد الاوروبي وشركائه في لبنان، والذي سينشئ قاعدة بيانات تضم الخبيرات اللبنانيات في كل السجالات والقطاعات للعودة اليهن والاسترشاد بآرائهن حول مختلف المواضيع والقضايا التي يتم طرحها لمصلحة الصحافيين والاعلاميين وغرف الأخبار، بما سيساهم في تقديم أكبر عدد ممكن من الكفاءات النسائية اللبنانية في مختلف المجالات من اجل دعم حضور المرأة وخصوصا المهندسة في منصات الاعلام في لبنان والعالم العربي، بهدف اتخاذ قرار التساوي مع الرجال”.
وطالبت بأن “يكون هناك تناول إعلامي مهني للمواضيع المتصلة بالمرأة، لأن هذا الموقع يساعد الصحافيين اولا في التعرف الى الخبيرات اللبنانيات ودعم حاجة الخبيرات الى التدريب على التعامل مع وسائل الاعلام لتعزيز قدراتهن في ايصال الرسالة الفكرية الحقيقية وفي اقناع الرأي العام”.
قادري
وأشارت استاذة العلوم والاعلام والتواصل في الجامعة اللبنانية الدكتورة نهوند قادري في كلمتها الى “اهمية المنصة التي سيتم اطلاقها اليوم”، وتحدثت عن اهمية موقع الخبيرات الباحثات في “عملية تشكل القضايا العمومية الخاصة بالمرأة، وسأنطلق بالمقاربة التي يعمل عليها حاليا والتي هي المقاربة البنائية للموضوع”.
وقالت: “نتمنى ان تصل الكلمة الى صناع القرار، فنحن مررنا في تجارب العنف الاسري ولمسنا انه طبق الموضوع بعناية وباهتمام عندما كان الدرس جديا، ولذلك احب ان اعلق القضية البحثية التي تهمني، والمتعلقة بالمرأة والاعلام، فمنذ البداية احب ان اقول انه من الضروري ان يبتعد الباحث عن الافكار النمطية عن المرأة”.
ثم أطلقت المنسقة الاعلامية لبرنامج “خبيرات لبنان” الاعلامية ايمان شمص شقير “منصة خبيرات لبنان”، واطلقت ساندرا زوايدة “منصة خبيرات الاردن”، ويمكن الاطلاع على المنصة على الموقع الالكتروني: www.lebanonkhabirat.org
[email protected]

لمشاركة الرابط: