وقع وزير الإعلام جمال الجراح، في قاعة الاجتماعات بالوزارة، بروتوكول تعاون لإطلاق الحملة الوطنية للتوعية والحماية من الإدمان الرقمي، مع “الجمعية اللبنانية للتوعية والحماية الرقمية”، في حضور المدير العام لوزارة الإعلام الدكتور حسان فلحة، مديرة الوكالة الوطنية للاعلام لور سليمان صعب، مدير الإذاعة اللبنانية محمد غريب، مدير الدراسات خضر ماجد، مديرة البرامج في الإذاعة اللبنانية ريتا نجيم، رئيس الجمعية محمد قصب ونائبته الدكتورة ليلى شحرور.
الجراح
بداية، تحدث الوزير الجراح فقال: ” الموضوع الذي نقاربه اليوم، أصبح ذا أهمية قصوى لنتحدث عنه ونعمل لأجله بكل جدية ومسؤولية، إذ بات يشكل خطرا على مجتمعنا وسببا أساسيا لتفكك المجتمع وتعرض أبناءنا لمحتوى لا يستطيع أحد مراقبته. وبالتالي، فهو يقتحم منازلنا وحياتنا الإجتماعية من دون إذن، ويتسبب بمشاكل إجتماعية كبيرة، لا سيما منها التفكك الأسري”.
أضاف: ” أؤيد تطوير استعمالنا لخدمات الإنترنت، فعندما كنت وزيراً للإتصالات بدأت بتطبيق الألياف البصرية بهدف تأمين سرعة الإنترنت، لأن هذا الأمر أساسي في تطوير اقتصادنا وحياتنا العملية”.
وأشار إلى أن “هناك نوعاً من المسؤولية لضبط العلاقة وتنظيمها مع التطور التقني، إذ يجب ألا يكون التطور مسيطراً علينا ولا يؤدي إلى مخاطر ونتائج سلبية”، وقال: “أقرت في مجلس الوزراء اليوم الخطة الوطنية للأمن السيبراني، وهي تشكل نوعاً ما جزءا من العالم الجيد وكيفية حماية شبكة الاتصالات والمعلومات والداتا عموماً الموجودة في الدولة أو المؤسسات”.
ثم تطرق إلى “أهمية توعية الأهالي والجيل الجديد على مخاطر الاستعمال المكثف للأنترنت، التي تصل إلى حالة الإدمان والإلتصاق بالهواتف الذكية والكومبيوتر ووسائل التواصل الاجتماعي، وتؤدي إلى انفصال الأولاد عن محيطهم الضيق”، وقال: “لقد طلبت مني الجمعية التعاون لنشر هذه الحملة، ومن جهتي رحبت بهذا الأمر. واليوم، سنوقع بروتوكول تعاون معها من أجل أن تكون مساهمة فعالة في نشر التوعية عند الأهالي وجيلنا الجديد، وفي تحسين استعمال الإنترنت وغيره من الخدمات ووسائل التواصل الاجتماعي”.
وختم: “أطلقت وجامعة سيدة اللويزة الإثنين الماضي حملة في الموضوع ذاته، وأتمنى أن يكون هناك تعاون بينكم كجمعية وبينها كجامعة، فنحن شركاء في هدف واحد”.
قصب
من جهته، قال قصب: “ما أن عرضنا على الوزير الجراح فكرة الحملة، إلا وكان سباقاً بإقتراحاته ومبادراته في هذا الخصوص”.
وإذ تحدث عن “التكنولوجيا وتأثيرها الإيجابي في معظم المجالات والعديد من السلوكيات وفي تطوير مجتمعاتنا ومؤسساتنا”، عرض “تأثيراتها السلبية على الأسر والمجتمعات والأخلاق”، وقال: “فما بالكم اليوم وإنتاج التقنية الرقمية وتكنولوجيا المعلومات يجد طريقه إلينا، وهذه المرة عبر صغارنا، أطفالنا، فلذات أكبادنا، ونسائنا، وإخوتنا، وأمهاتنا، ورجالنا، فلم يعد للأسرة باب واحد مقفل يفتح بالأذن ويدخل من طرق الباب بعد الإستئذان، بل أصبحت أبوابا عدة مشرعة على شبكات سيبرانية رقمية، تقتحم حياتنا وتقض مضاجعنا وتسرق منا وحدتنا، وتبعثر جمعنا وتعبث بحياتنا، تفضح خصوصيتنا وتمعن النظر الى عوراتنا من دون إذن “.
أضاف: ” ولدت فكرة الجمعية من رحم هذه المعاناة ومن خلالها لنطلق الحملة الوطنية للتوعية والحماية من الادمان الرقمي تحت عنوان: مبادرة العافية والسعادة الرقمية، وذلك للسعي يداً بيد الى تحقيق الاهداف التالية على مستوى الوطن: وضع خطة طوارىء سريعة وإيجاد الحلول العملية لنشر التوعية والحد من المأساة التي يعاني منها الأطفال والأهل والمجتمع ككل وتحويل استخدامنا للتكنولوجيا الرقمية من آفة الى عافية، اعتماد أساليب فريدة من نوعها ومتخصصة في مشكلات التعامل المرافقة للتكنولوجيا ومنصات التواصل الاجتماعي، الاعداد لورش عمل متخصصة، التدريب على التحول السلوكي في التعامل مع المجتمع الرقمي والافتراضي والسيبراني، التثقيف الرقمي، التوعية الرقمية، محو الأمية الرقمية، تحسين الرسائل الإعلامية، الحد من الاستغلال من خلال الرسائل الإعلامية، الحد من الخسائر النفسية والعائلية والاجتماعية التي يتكبدها المواطن من جراء التلاعب بالمشاعر والابتزاز والبلطجة الرقمية والإنكار الجماعي للادمان الرقمي، كسر حاجز الخوف، كسر حاجزالتكتم المجتمعي الذي يسببه الرعب من الابتزاز الرقمي الجنسي الذي يؤدي الى الانتحار المادي او المعنوي، فتح باب التواصل مع اختصاصيين نفسيين واجتماعيين وتربويين لإيجاد حلول نوعية لكل حالة، مكافحة الخطر على الأطفال والعائلة والمجتمع الناتج من الانفلات والفوضى الرقمية، لا سيما بعد الاعتراف الرسمي لمنظمة الصحة العالمية بأن الادمان الرقمي خطر متناه ومتنام”.
شحرور
من جهتها، تحدثت شحرور فأشارت إلى أن “الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة أطلق خلال الشهر الماضي مبادرة مهمة، وحث كل الدول الأعضاء إلى المشاركة فيها، وهي تتلخص بمكافحة خطاب الكراهية، التي تؤدي إلى إبادات جماعية والتعصب وعدم الشعور بالسعادة والقلق الذي يسببه الإنترنت، وهذا كله قد ينتج حالات نفسية تقود إلى الانتحار”.
وفي الختام، تم توقيع البروتوكول بين وزارة الإعلام والجمعية.
المصدر – وطنية