خاص –nextlb
سيستضيف لبنان غداً الأحد عند الرابعة بعد الظهر ، الجولة الخامسة من بطولة القفز في المياه (الشك) لعام 2019 عن صخرة الروشة الشهيرة في العاصمة بيروت ضمن بطولة “ريد بُل للقفز في المياه” التي تلقى النجاح الكبير عالمياً ، والحدث اللبناني يشكل الجولة الخامسة من جولات البطولة السبع . ولبنان هو الوحيد من بين الدول العربية الذي سيستضيف مرحلة من البطولة.
وترافقت التحضيرات للبطولة مع تركيز منصات القفز على مستويين من الإرتفاع للذكور والإناث ، أعلاها حوالي 27 متراً ، من الجهة الجنوبية الغربية للصخرة ، ويوازي هذا الإرتفاع مبنى مؤلفاً من عشر طبقات ، وسبق التحضيرات نشاط بيئي مميز من اللجنة المنظمة ، وهو كناية عن حملة لتنظيف شاطئ الروشة من النفايات على أربع مراحل بمشاركة رياضيي ريد بُل في المرحلة الأخيرة . وتأتي تلك المبادرة بعد قيام إثنين من رياضيي ريد بُل بإطلاق مشروع يقضي بتنظيف الشواطئ التي تستضيف الحدث. وتواكب القفزات مع أعلى مستويات الأمان وبمشاركة طواقم إنقاذ وحماية من الدولة اللبنانية والهيئات الأهلية .
وهذا النشاط الرياضي البيئي المميز ، يعيد الى الأذهان تاريخاً حافلاً بالتحدي في القفز من على صخرة الروشة التاريخية التي نالت إسماً تاريخياً سياحياً ” مغارة الحمام” grotte aux pigeons التي تشكل شعاراً أزليا لبيروت ، وللبنان ككل ، وزينت عبر تاريخ لبنان الحديث عملته وطوابعه المالية .
ومن أشهر أسماء من قفز عن صخرة الروشة ، البطل البيروتي محمد عيتاني الذي قفز في إحدى المرات عن صخرة الروشة بدلاً من بطل لبنان الدولي في كمال الأجسام ، محمد المولى الذي كان قد تدرب في نادي الصحة والقوة ، على يد أحد أبطال العالم ورواد رياضة كمال الأجسام في العالم العربي الأستاذ مليح عليوان ، وأثناء تصوير أحد مشاهد فيلم فيلم “عودة البطل” في عام 1983 للمخرج سمير الغصيني ، وحينها لم يتردد البطل محمد المولى أن يقفز بنفسه ، لكن طاقم الفيلم أصر أن يقفز محمد عيتاني لخطورة القفزة، وكون محمد عيتاني معتاد على القفز عن صخرة الروشة لعدة مرات كانت جميعها ناجحة ، دون أن تتم المخاطرة بحياة المولى .
ومن أبطال الفيلم حينها بالإضافة الى المولى، شوقي متى ، مادلين طبر، عبد الله الحمصي (أسعد)، ميشال تابت، ليلى كرم وغيرهم .
وأعاد الكرة ، صاحب القفزة الشهيرة زكريا عكنان الملقب ب ” نسر الجنوب” في عام 1994 أمام جمهور كبير إحتشد لهذه الغاية ، وكانت قفزة موفقة ، وهناك أسماء أخرى لأبطال في القفز لم تذكر جميعها ، وبعض هذه القفزات كانت خطرة وغير مدروسة ، وبعضها للأسف كانت قاتلة ، وكان اللبنانيون يتندرون في الستينيات بأن صخرة الروشة مخصصة للإنتحار .
وفي نشاط مختلف ولكن في نفس المكان ، قام المغامر الأميركي أليكس مايسن في عام 2017 بالعبور من صخرة الروشة الكبيرة إلى شقيقتها الصغرى ، ماشياً على حبل معلّق بإرتفاع 40 متراً فوق سطح البحر ، متحدّياً عوامل الطبيعة وقانون الجاذبية. وتوالت خطوات أليكس حتى وصل الى الجانب الآخر، ووطأت قدماه أحد أبرز المعالم اللبنانية، وأصبح الشخص الوحيد الذي ينتقل بين صخرتَي الروشة بهذه الطريقة الإستثنائية. برعاية ريد بل وبالتعاون مع وزارة السياحة أيضاً .