وضع حجر الأساس لأكبر حديقة عامة في العاصمة…وإسم رفيق الحريري يزهر مجددًا عند بحر بيروت

إكرام صعب _بيروت
مرة جديدة يلمع اسم الرئيس الشهيد رفيق الحريري في قلب بيروت، ليعود ويُشكّل رمزًا للنهوض والأمل، وينبض عند واجهتها البحرية الحالمة بمدينة بيئية عصرية تليق بتاريخ العاصمة ومستقبلها.
فعلى مساحة ضخمة تمتدّ إلى 80 ألف متر مربع داخل الموقع، و40 ألف متر مربع على الكورنيش البحري، وُضع صباح اليوم الثلاثاء حجر الأساس لأكبر حديقة عامة في بيروت، ستحمل اسم الرئيس الشهيد رفيق الحريري، في مكان أراده اللبنانيون محطة خالدة لذكراه بين مختلف الأجيال.
حفل رسمي وحضور وطني واسع
الدعوة إلى الحفل كانت من شركة سوليدير، وبرعاية رئيس مجلس الوزراء نواف سلام، الذي حضر إلى جانب حشد كبير من الشخصيات السياسية، والبلدية، والإعلامية، والاقتصادية، والثقافية.
والى جانب الحضور الرسمي كان الحضور العائلي إذ مثّل السيدة نازك رفيق الحريري وعائلة الرئيس الشهيد في المناسبة مدير مكتب السيدة الحريري، أحمد حجازي، كما حضرت النائبة بهية الحريري ممثلة الرئيس سعد الحريري.
وشارك أيضًا رئيس مجلس الإنماء والإعمار محمد قباني، ورئيس مجلس بلدية بيروت إبراهيم زيدان وأعضاء المجلس البلدي، إلى جانب نواب العاصمة، ورئيس هيئة أعضاء شركة سوليدير، وشخصيات تمثّل المجتمع البيروتي بمختلف وجوهه.
استهل الحفل بالنشيد الوطني اللبناني، قبل أن تُلقي ميشلين أبي سمرا المسؤولة عن العلاقات العامة في شركة سوليدير كلمة قالت فيها إن “وضع حجر الأساس لهذا المشروع يشكّل لحظة تاريخية لولادة أكبر الحدائق العامة في العاصمة بيروت، حديقة تحمل اسم الرئيس الشهيد رفيق الحريري “الذي لم يصبح يومًا ذكرى”. وأكدت أن المشروع، إلى جانب أبعاده البيئية والاجتماعية، يشكّل فسحة لمستقبل أكثر ازدهارًا وتنفسًا ملحًا للمدينة التي تحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى المساحات الخضراء”.
للإطلاع على تفاصيل الحفل بالفيديو اضغط على الرابط الأزرق 👇

https://www.facebook.com/share/v/1EttyptTAk/?mibextid=wwXIfr

كلمة رئيس مجلس إدارة سوليدير ناصر الشماع
بدوره، ألقى رئيس مجلس إدارة شركة سوليدير ناصر الشماع كلمة توجّه فيها بالشكر لرئيس الحكومة الدكتور نواف سلام على رعايته لهذا الحدث، معتبرًا أن حضوره يؤكد إيمان الحكومة «بأهمية المشاريع ذات البعد الإنساني، الثقافي، والبيئي»، وبكل ما يسهم في تحسين حياة اللبنانيين وتعزيز مدينتهم.


وقال الشماع إن وجود رئيس الحكومة في هذه المناسبة يُجسّد رسالة وطنية بأن بيروت ستبقى مركزًا جامعًا للبنانيين، وركيزة في إعادة بث الطمأنينة وتثبيت الاستقرار ودفع عجلة الاقتصاد عبر المشاريع الكبرى. وأضاف أن الاستثمار في العاصمة هو استثمار في مستقبل لبنان وأبنائه.
وتوقف الشماع عند الرمزية الوطنية للمناسبة، مشيرًا إلى أن وضع حجر الأساس لحديقة الرئيس الشهيد في واجهة بيروت البحرية يعبّر عن رؤية الحريري الواسعة للمدينة، تلك الرؤية التي أراد عبرها أن تكون الواجهة نافذة مفتوحة على العالم، ومتنفسًا نابضًا بالحياة يعكس جمال بيروت وروحها التوّاقة إلى النهوض والانفتاح.
وأوضح الشماع أن الحديقة صُمّمت على يد المهندس العالمي فيلاديمير جوروفيتش، أحد أبرز المتخصصين في هندسة المشهد الطبيعي، وأن المشروع يتكوّن من جزأين متكاملين:
• الحديقة بمساحة 80 ألف متر مربع
• الممشى البحري (البروميناد) بمساحة 44 ألف متر مربع
وكلاهما يشكّلان القلب الجديد للواجهة البحرية للمدينة.


وأشار إلى أن الحديقة ستضم أكثر من 2500 شجرة، وعشرات آلاف الشجيرات والنباتات المحلية التي ستشكّل واحة خضراء لأهالي العاصمة وزوّارها. واعتمد التصميم على نظام استدامة مائية يقوم على تجميع مياه الأمطار واستخدامها للري، ما يجعل الحديقة مكتفية ذاتيًا.
كما ستحتضن الحديقة شبكة مسارات للتنزّه والرياضة والنشاطات المتعددة، وتنتهي عند مسرح مفتوح يطل مباشرة على البحر، ليشكّل ذلك منظومة بيئية وثقافية متكاملة في قلب العاصمة.
وأكّد الشماع أن تنفيذ هذه الحديقة يأتي ثمرة للاتفاق الموقع عام 1994 بين الدولة اللبنانية ممثلة بمجلس الإنماء والإعمار وشركة سوليدير، والتي التزمت منذ تأسيسها بالمساحات العامة، والساحات، والحدائق، وممرات المشاة، وفق أعلى المعايير العالمية. وختم بتوجيه الشكر لرئيس الحكومة ونواب بيروت ومجلس الإنماء والإعمار والبلدية وكل من ساهم في تحقيق المشروع.
عرض تفصيلي للتصميم: كلمة المهندس فيلاديمير جوروفيتش


بعد ذلك، قُدّم عرض مباشر على شاشة عملاقة من قبل
المهندس فيلاديمير جوروفيتش، مصمم الحديقة والمشرف على تنفيذها، شرح فيه مكونات المشروع. وقال إن الحديقة لن تعتمد فقط على الصنوبر، بل على أربعة أنواع من النباتات المحلية التي تعيش على الساحل اللبناني وتتحمل ظروفه الطبيعية، ومنها النباتات القريبة من المياه كما في الناقورة، والنباتات التي تتحمل الملوحة كالسنديان والخروب.
وأوضح أنه يتم إعادة زراعة الطبيعة نفسها داخل الحديقة من خلال الأشجار الكبيرة والصغيرة والشجيرات والأعشاب البرية، بما يشبه البيئة الطبيعية تمامًا. كما شدد على أن الحديقة ستكون مفتوحة للناس ليشاهدوا نباتاتها تنمو عامًا بعد عام، مع نظام متكامل لالتقاط مياه الأمطار واستخدامها في الري.
وأكد أن المشروع يتوزع على جزأين:
• منطقة الحديقة
• ومنطقة الكورنيش البحري (البروميناد) التي تتضمن مسارات للمشاة والدراجات ومساحات عامة تمتد 12 مترًا للمارة.
كلمة رئيس مجلس الوزراء نواف سلام
ثم ألقى راعي الحفل رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام كلمة مؤثرة قال فيها:
“هنا، على الواجهة البحرية، نضع حجر الأساس لحديقة عامة تحمل اسم رجل أحبّ بيروت وأحبّته: الرئيس الشهيد رفيق الحريري.”
وأشار سلام إلى أن بيروت، رغم تاريخها العريق وجمالها، تعاني نقصًا كبيرًا في المساحات الخضراء والمرافق التي تمنح أهلها وأطفالها راحة وفسحة تنفس. وأوضح أن الحديقة تمثّل خطوة لاستعادة التوازن البيئي والصحي الذي افتقدته المدينة لسنوات، كما هي خطوة لترميم العلاقة بين المواطن والمجال العام.
واستذكر سلام زيارته المتكررة للواجهة البحرية قبل توليه المسؤولية، وكيف كانت فسحة حياة للناس من مختلف المناطق: شباب يركضون، أطفال يلعبون، عائلات تتمشى… وقال إن المشروع اليوم يأتي ليحمي هذا التحول ويعطيه هوية خضراء دائمة.
كما شدد على أن مخطط الحديقة يلتزم بالكامل بمناخ لبنان وطبيعته، دون استيراد نباتات غريبة عن بيئتنا، بل بالاعتماد على نباتات ساحل البحر اللبناني كالصنوبر والسنديان، لتكون الحديقة مرآةً للطبيعة اللبنانية الأصيلة.
وختم سلام مؤكّدًا أن التعاون بين الحكومة والبلدية وسوليدير ومجلس الإنماء والإعمار سيستمر لإعادة تنظيم المجال العام في العاصمة، وأن وضع حجر الأساس اليوم سيكون خطوة تليها خطوات أخرى في ساحات وشوارع بيروت للحفاظ على روحها ونبضها وجمالها.
إزاحة الستارة عن اسم الحديقة
وفي ختام الاحتفال، أزاح الرئيس نواف سلام والحضور الستارة عن اللوحة التذكارية التي تشير إلى اسم الحديقة، وسط تصفيق الحضور وتأكيد على أن المشروع يشكّل محطة أساسية في مسار إعادة بيروت مدينةً خضراء، نابضة بالحياة، وحاضنة لاسم الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي ترك بصمة لا تُمحى في قلب العاصمة
[email protected]

لمشاركة الرابط: