عاشت جزيرة أرواد السورية (3كلم قبالة مدينة طرطوس) ساعات حزينة ليل الخميس ويوم أمس الجمعة مع ارتفاع عدد ضحايا غرق قارب لبناني كان يحمل على متنه مهاجرين (سوريين ولبنانيين وفلسطينيين) نحو إيطاليا، إلا أنه غرق قبالة جزيرة أرواد السورية.
مصادر في جزيرة أرواد قالت لـ«الشرق الأوسط» بأن مآذن الجوامع الثلاثة في الجزيرة وجهت بعد ظهر يوم الخميس نداء «فزعة» للأهالي كي يهبوا للمساعدة في إنقاذ غرقى القارب، وما أن سمع النداء حتى سارع الجميع لتحريك قواربهم بغض النظر عن حالة البحر وارتفاع الموج. ومع تقدم عمليات البحث وانتصاف الليل نفد وقود معظم القوارب فلجأ أهالي جزيرة أرواد لتزويد تلك القوارب بما لديهم من كميات قليلة من مازوت التدفئة التي يدخرونها للشتاء القادم. ويعاني السوريون من أزمة وقود حادة أدت إلى اشتداد أزمة المواصلات، وتعتبر القوارب الصغيرة وسيلة النقل الوحيدة التي تربط جزيرة أرواد بمدينة طرطوس على الساحل السوري، وتقوم على جزيرة أرواد مدينة سورية صغيرة تحمل اسمها. مساحتها 200.6 هكتار يعيش عليها نحو 11 ألف نسمة معظمهم يعملون خارجها. وكان مدير عام الموانئ البحرية السـورية العميد سامر قبرصلي، أفاد ليل الخميس بأن القارب الغارق غادر من شاطئ المنية في لبنان يوم الثلاثاء وكان على متنه 120 – 150 شخصاً. وأوضح أن «مدير ميناء أرواد أبلغ المديرية في الساعة 4:30 من بعد ظهر الخميس عن وجود حالة غرق لشاب بالقرب من إحدى السفن الراسية، فتم إرسال زورق لاستكشاف الأمر وإنقاذه، وعندها عثر على جثة طفل وبدأت جثث الضحايا بالظهور. وأضاف أن «غالبية الضحايا والناجين عثر عليهم قرب جزيرة أرواد ومنهم وجد عند عمريت، والمنطار، وغيرها من المواقع. ومع انتصاف ليل الخميس أعلنت وزارة النقل السورية تعليق عمليات الإنقاذ «نظرا لارتفاع الموج» ما يشكل خطرا على فرق الإنقاذ». وأشارت إلى أن «المخافر المنتشرة على طول الساحل تراقب الوضع وهي في حالة استنفار وترصد لأي طارئ».
واستيقظ أهالي مدينة طرطوس صباح أمس الجمعة على مشهد جثث الغرقى ومتعلقاتهم من ملابس وأمتعة، وألبومات صور، وقد قذفها البحر إلى الشاطئ، وتداول ناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي صورا لعروس شابة قيل بأنها من ألبوم صور عثر عليه بين أمتعة الغرقى، وسط تحذيرات من مغبة نشر صور تنتهك خصوصيات الضحايا وتستفز مشاعر ذويهم، ووجهت صفحة (مدينة طرطوس) على فيسبوك نداءً لأهالي المدينة بعدم نشر وتداول صور ما يعثر عليه من جثث أو متعلقاتهم في وسائل التواصل الاجتماعي «احتراما لأهل وذوي الراحلين» لأن «الكارثة كبيرة» بحسب الصفحة التي نقلت عن الناجين تأكيدهم بأن أعداد الضحايا كبيرة جداً مرجحة استمرار جنوح الجثث على الشواطئ طوال الأسابيع القادمة.
وصرح وزير الصحة السوري حسن محمد الغباش أن عدد ضحايا المركب الغارق 73 شخصاً، بينما الذين يتلقون العلاج في مشفى الباسل بطرطوس 20 شخصاً في حصيلة غير نهائية.
وفي عمليات البحث الأولى عثر أهالي أرواد على 17 غريقاً، بينهم نساء وأطفال في منطقة البصيرة على بعد 13 كلم شمال طرطوس، وأعلنت منظومة الإسعاف والطوارئ والهيئة العامة لمشفى الباسل في مدينة طرطوس حالة استنفار وسط نداءات أهالي مفقودين سوريين يشك أنهم كانوا على متن القارب.
المصدر : الشرق الأوسط