يبدو أنّ عدوى التغيير تتفشّى في الانتخابات النقابية، متنقلة من نقابة إلى أخرى، وفيما لا تزال أجواء الانتخابات النيابية ضبابية، تحضر معركة نقابة محرّري الصحافة اللبنانية المزمع إجراء انتخابات مجلسها الجديد في الأوّل من كانون الأول المقبل، في مقر الاتحاد العمّالي العام.
وعلى عكس التوقعات التي كانت تشير إلى فوز بالتزكية، برز وجود عدد من المرشّحين المستقلين ليشكلوا لائحة منافسة للائحة «الوحدة النقابية»، ما يؤشّر إلى معركة «محتدمة» بين الطرفين.
إغلاق الباب
وأمس، أعلنت صدر عن نقابة المحررين في بيان عن «إقفال باب الترشيح لانتخابات مجلس نقابة المحررين التي ستُجرى في 1/12/2021. وبلغ عدد المرشّحين 28 مرشحا، وهم بحسب ورود ترشيحاتهم الزملاء: محمد نافذ قواص، داود رضا رمال، حبيب نبيه الشلوق، جورج طانيوس البكاسيني، وليد نديم عبود، واصف سليم عواضة، هنادي سليمان عاطف السمرة، غسان أحمد سعدي ريفي، يمنى الياس الشكر، صلاح وسيم تقي الدين، مارك جهاد بخعازي، قاسم علي متيرك، سكارلت شديد الحداد، خليل يوسف فليحان، صفاء قره محمد، نهاد كاورك طوباليان، ريما هاني خداج، مارلين أنطوان خليفة، أنطوني فريد العبد، محمد حسن الضيقه، إليسار حسن قبيسي، مي عبود أبي عقل، يوسف مارون القصيفي، علي إبراهيم يوسف، يقظان حسين التقي، ريميال جميل نعمه، جورج توم شاهين، جان دارك جرجس ابي ياغي».
القصيفي يرحّب
وفي تصريح له، رحّب نقيب المحررين جوزيف القصيفي «بالتنافس الديموقراطي انطلاقاً من حق الجميع، خوض هذا المعترك ترشيحاً وتصويتاً وإن بالورقة البيضاء»، داعياً «الزملاء المسجلين على الجدول الانتخابي للنقابة الى التوجه إلى صناديق الاقتراع، والتصويت لمن يروون أنه أهل لثقتهم في مقر الاتحاد العمالي العام، الذي تم اختياره كمكان للعملية الإنتخابية لسهولة الوصول إليه ولضرورات الإجراءات الوقائية الصحية والتباعد الإجتماعي في ظل جائحة كورونا التي لم تنتهي تداعياتها بعد».
وإذ أكد القصيفي أن «اللائحة التي شكلها مع الرفاق، تضم وجوهاً لها تاريخ في المهنة ويجمعهم التلاقي على تغليب مصلحة النقابة والصحافيين على كل الاعتبارات الأخرى»، شدّد على أن «النقابة كانت حاضرة على الرغم من الصعوبات والمعوقات، وواكبت مع وزارة الصحة إدراج الصحافيين والاعلاميين على لائحة الأولويات لتلقي اللقاح، كما ساعدت الزملاء الذين تضرروا من انفجار مرفأ بيروت ضمن امكاناتها، وعملت على إيجاد حلول مع بعض المحطات لتزويد الصحافيين والاعلاميين بالوقود».
المستقلّون
وعلى الضفة الأخرى، اختارت مجموعة من الإعلاميين المستقلين خوض المنافسة انطلاقاً من قاعدة أن التغيير وحمل لواء حقوق الإعلاميين ومطالبهم أولوية، وخصوصاً أولئك غير المنتسبين إلى جدول النقابة. بحيث قرّرت الإعلامية نهاد طوباليان خوض الانتخابات، انطلاقاً من إيمانها بأنها معركة ديموقراطية ستُعبّد الطريق للوصول إلى نقابة، تأخذ على عاتقها الحفاظ على الحرية الإعلامية في لبنان وتحصيل حقوق الإعلاميين المهنية والشخصية، و خصوصاً أولئك الذين لم يتمكنوا من الإنتساب إلى النقابة، وأكدت أن «ترشّحها ليس موجهاً ضد أحد وبالتحديد المنضوين في لائحة السلطة الذين هم من الأصدقاء».
وشدّدت في تصريح لها على أنّ «قرار الترشح ينبع من حق بعد مسيرة 33 عاماً من العمل المستمر والنضال في سبيل حرية الرأي، ومبادئ تلاقت مع عدد من زملاء مستقلين وغير محسوبين على أحزاب، قرروا خوض غمار معركة الحريات للحفاظ على ريادة لبنان في هذا المجال ، خصوصاً بعد أن كان التوجة إلى إعلان مجلس نقابي بالتزكية»، مشيرة إلى أن «الدافع الاساسي للتلاقي هو إضفاء أجواء تنافسية على الإستحقاق وفتح الطريق أمام الراغبين بالترشح، فلبنان يمر بمخاض عسير والديموقراطية والحريات الإعلامية مهددة».
اللواء