إستقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في الصرح البطريركي في بكركي، الرئيس فؤاد السنيورة الذي قال بعد اللقاء: “في عيد العمال الذي نفتقد فيه الى العمل بسبب الأوضاع الصعبة التي يمر بها لبنان والمآسي التي يتعرض لها اللبنانيون بسبب تلك الممارسات التي تمتحن فيها الدولة واللبنانيون ويمرون بهذه المصاعب الكبرى. في هذا اليوم كان لي لقاء مع غبطة البطريرك ودائما كما كل اللقاءات يكون اللقاء مع البطريرك الراعي متعة من كافة النواحي ولناحية المواضيع التي نبحثها معه والقضايا التي نثيرها. وكانت مناسبة لأنقل لغبطته تحيات زملائي رؤساء الحكومة السابقين بمن فيهم الرئيس المكلف سعد الحريري الذين عبرت بإسمهم عن تأييدنا للمساعي الوطنية التي يقوم بها غبطته من أجل الحفاظ على لبنان وصيغة العيش فيه والدستور اللبناني والعودة الى احترامه واحترام الدولة اللبنانية وحرية وسيادة لبنان واستقلاله واحترام استقلالية القضاء فيه”.
وتابع: “كانت مناسبة للبحث مع غبطته، بعدما نقلت له تحيات وتأييد ودعم رؤساء الحكومة السابقين وما يمثلونه، في القضايا التي يعاني منها لبنان وتقتضي العودة الى احترام الدستور وأهمية الإلتزام بما يطالب به اللبنانيون بأكثريتهم في أن يكون لهم حكومة فعلية من الإختصاصيين المستقلين حتى تولد غير ميتة فتستعيد ثقة اللبنانيين والمجتمعين العربي والدولي ولا سيما أنه بإعتقادي الشخصي أن العقبة في عملية تأليف الحكومة هي وازنة، ولكنها ليست أصعب الخطوات اللاحقة في الإرادة الحقيقية لممارسة الحكم الصحيح والرشيد من أجل القيام بالإصلاحات التي يحتاجها لبنان والتي هي المعبر الوحيد من أجل أن يستعيد ثقة المجتمعين العربي والدولي وثقة اللبنانيين بما يؤهله أن يبدأ مسيرة الإصلاح الضرورية لكي يحظى بالدعم الذي يحتاجه”.
وأضاف: “ينبغي أن نعيد الامور الى نصابها وأن تكون البوصلة صحيحة وأن تتألف حكومة اختصاصيين مستقلين وأن لا يكون فيها سلطة لأي فريق عليها والا يكون هناك أي شيء له علاقة بما يسمى أثلاث معطلة بشكل أو بآخر لا من قريب ولا من بعيد بل أن يكونوا بالفعل مستقلين فيتمكنوا من تسهيل عملية التأليف لكي يكونواً فريقاً منسجماً قادراً على أن يتعاون مع بعضه البعض وليس أن يضع العراقيل في وجه بعضه البعض عندها تتألف الحكومة . وهنا يفترض أن تتوفر النية الحقيقية لدى فخامة الرئيس والرئيس المكلف حتى يصار الى هذا العمل.
وأنا اعتقد ان هذا الأمر من الممكن ان يحصل عندما تتوافر الإرادة العازمة والحاسمة والملتزمة بأن يكون هذا الفريق من الإختصاصيين المستقلين غير الحزبيين من دون أن يكون لديه القدرة على التعطيل إطلاقاً”.
وختم السنيورة: “سلمت غبطته نسخة عن الرسالة التي كنت قد أرسلتها بإسم لجنة متابعة بيانات الأزهر ووثيقة الأخوة الإنسانية وهو الفريق الذي زرنا معه غبطة البطريرك أكثر من مرة. كما أرسلنا هذه الرسالة الى قداسة البابا بما يتعلق بالأوضاع السارية في لبنان والدور الذي يقوم به قداسته من أجل دعم لبنان وبقائه رسالة لبنيه وفي محيطه العربي والدولي وتأكيد صيغة العيش المشترك الذي يتميز بها وأهمية الحفاظ عليها وتأكيد أهمية ما عبر عنه قداسة البابا من اهتمامه بلبنان وبكل اللبنانيين وليس بفريق منهم. إنها رسالة واضحة لجميع اللبنانيين ولكل الذين ينفخون في جمر التشظي الطائفي في لبنان”.
المصدر : وطنية