خاص – nextlb
ضحية أخرى للإهمال المخزي على طريق زحلة مفترق الجامعة اللبنانية – الفرع الرابع في البقاع الأوسط ، دفعت ثمنه اليوم إسراء إبراهيم أيوب طالبة الجامعة اللبنانية من بلدة المنارة البقاعية التي قضت وبيدها أوراق التسجيل في الجامعة في عامها الأول ، كم من الضحايا يجب أن تسقط ؟ وكم يجب على المواطن اللبناني أن يعاني من الوجع والألم ، وأن يدفع الثمن من دمه كي تستيقظ ضمائر المسؤولين التي تغط في سبات عميق ؟
من المفارقات المؤلمة أيضاً أن يحمل أحد مشاريع وزارة الأشغال بإنشاء مجموعة من جسور المشاة في البقاع وأتوستراد زحلة تحديداً ، تاريخ 2003 وهو نفس العام التي ولدت فيه الطالبة الراحلة إسراء ، أي منذ نحو 17 عاماً بالتمام والكمال .
ضحايا الإهمال بالعشرات !
منذ سنوات عديدة تتكرر نفس الجريمة ويسقط ضحايا الإهمال بالعشرات التي نحصي منها خلال الأعوام الماضية في إحصائية سريعة حوالي 10 منذ عام 2007 ، وتبقى مشكلة الإهمال وانعدام المسؤولية لدى المسؤولين السمة الغالبة ، ومنذ فترة ليست ببعيدة ، وفي نفس المكان تقريباً تعرضت فتاة أخرى للصدم وأصيبت مع قريبتها بكسور على أوتوستراد زحلة مقابل الجامعة اللبنانية اذ يجب على الطلاب أن يعبروا الأوتوستراد للوصول الى مواقف السيارات وحافلات النقل الصغيرة ، وإذا عدنا للأرشيف نجد العديد من أسماء الضحايا في القائمة ، ونجد أيضا أن طلاب الجامعة اللبنانية – فرع زحلة في كلية الأداب والعلوم الإنسانية قاموا بعدد كبير من التظاهرات والإعتصامات للتنديد بالوضع المزري وبتكرار حوادث الصدم ، وقاموا مرة بإقفال الطريق بأجسادهم بعد حادث صدم مروع لإحدى زميلاتهم ، كما التقوا حينها رئيس بلدية زحلة – المعلقة ، أسعد زغيب (جريدة النهار11-12- 2007) الذي أحال المسؤولية على وزارة الأشغال التي أحالتها بدورها الى مشروع (واعد حينها) يتضمن جسوراً للمشاة ستقام على كل الأراضي اللبنانية ، تم توقيعه في عام 2003 ومنها مجموعة جسور في البقاع ، بدءًا من المريجات وتعلبايا وسعدنايل ، وخصصت زحلة ب 5 منها عند نقطة كلية الحقوق ، نقطة كلية الآداب ، الصندوق الوطني للضمان الإجتماعي ، نقطة حي السيدة – المدينة الصناعية ، نقطة مفرق الرحاب – كنيسة مار شربل ، ونقطة الكرك جامعة AUST ، وأضاف زغيب حينها أن هذه الجسور تندرج في إطار مشروع الوزارة لإنشاء 105 جسور مشاة في لبنان على طريقة الـ BOT، على أن يقوم متعهد بتنفيذها واستثمارها للإعلان، الا أنه وبعدما تبين أن مردود الإعلان في البقاع منخفض جداً أحجم المتعهد عن التزام الجسور ، وبقي الوضع على حاله المزرية الى الآن ، وبقي المواطن البقاعي يدفع من دمه ثمن هذا الإهمال والفساد المتمادي حتى حينه ، ولا يبدو أن هذا الإهمال والفساد سيزولان في المستقبل القريب لسوء الحظ .
وهذا الكلام قيل منذ عام 2007 عندما كانت الراحلة إسراء رحمها الله تعالى بعمر 4 سنوات ، وها هي الآن تقضي ضحية الإهمال والفساد وهي بعمر الورود وفي عامها ال 17 ، إسراء لم تكن الضحية الأولى لإنعدام المسؤولية ولن تكون الأخيرة على طريق الموت طالما بقيت نفس الوجوه المقيتة تتحكم بمصير هذا الشعب المقهور .
عاطف البعلبكي
[email protected]