هيل: لن نقبل بوعود فارغة بعد اليوم ومستعدون لدعم حكومة تقوم بتغيير حقيقي وتستجيب لحاجات الشعب

أكد مساعد وزيرة الخارجية الأميركية ديفيد هيل أنه لا يمكننا أن نقبل بوعود فارغة بعد اليوم، مشدداً على أن الولايات المتحدة مستعدة لدعم حكومة تقوم بتغيير حقيقي وتستجيب لحاجات الشعب اللبناني.
زار مساعد وزير الخارجية الأميركية للشؤون السياسية السفير ديفيد هيل ترافقه السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا بكركي حيث التقيا البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي.
هيل الذي لم يصرح في المقرات الرسمية بعد اللقاءات التي عقدها، أعلن من بكركي أنه ناقش مع البطريرك الراعي المساعدات الإنسانية والاوضاع الراهنة في لبنان، مشيراً الى أنه ناقش مع المسؤولين اللبنانيين اليوم مرحلة ما بعد الإنفجار.
وأكد أنه لا يمكننا أن نقبل بوعود فارغة بعد اليوم، مشدداً على ان الولايات المتحدة مستعدة لدعم حكومة تقوم بتغيير حقيقي وتستجيب لحاجات الشعب اللبناني.
وأكد أن لبنان بحاجة إلى عمل كثير من أجل تحقيق الأهداف التي يطمح لها الشعب: وهي: وقف الفساد، تنفيذ الإصلاحات المالية والإقتصادية، مراقبة الحدود والمرافىء، إعادة تشغيل الطاقة الكهربائية، وهذا كله بيد اللبنانيين.
وأشار الى أن الولايات المتحدة الأميركية والأمم المتحدة ستؤمنان المساندة اللازمة لهذه المطالب الطارئة، لأنه لا يمكن على المستوى البعيد الإستمرار في الوعود الفارغة وفي ظل حكومة غير منتجة.
وأضاف: “لبنان بحاجة إلى إصلاحات جدية بشفافية، مؤكداً أن بلاده جاهزة لمساعدة الدولة اذا سمعت الأخيرة لمطالب شعبها من خلال العمل لتحقيق التغيير اللازم”.
هيل كان قد جال على المسؤولين داعياً إلى تنفيذ الإصلاحات ومكافحة الفساد والإسراع بتشكيل حكومة لإعادة الإعمار.
في بعبدا:
إستقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا مساعد وزير الخارجية الأميركية للشؤون السياسية السفير ديفيد هيل ترافقه السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا وعدد من الديبلوماسيين الأميركيين.
ونقل السفير هيل الى الرئيس عون تعازي الرئيس الأميركي دونالد ترامب ووزير الخارجية مايك بومبيو بضحايا التفجير في مرفأ بيروت، مؤكدا وقوف الولايات المتحدة الأميركية الى جانب لبنان واللبنانيين في المحنة التي يواجهونها، لافتاً الى أن توجيهات الرئيس الأميركي أن تكون الولايات المتحدة حاضرة للمساعدة.
وشكر هيل الرئيس عون على موافقة لبنان على استقبال فريق من مكتب التحقيق الفيديرالي الـــ FBI للمشاركة في التحقيقات التي يجريها القضاء اللبناني، عارضاً لمشاهداته خلال زيارته مرفأ بيروت ومنطقة الجميزة، مؤكداً أن بلاده لن تتدخل في الشأن اللبناني الداخلي بل ستتعاون مع السلطات اللبنانية ومع الأصدقاء والحلفاء في المنطقة لمساعدة لبنان وشعبه الذي يجب الإصغاء اليه والسهر على تحقيق تطلعاته.
وشدد السفير هيل على أهمية تحقيق الإصلاحات في البلاد والمضي في مكافحة الفساد، معتبراُ ان ذلك يفتح الباب أمام تحرير أموال مؤتمر “سيدر” والتعاون مع صندوق النقد الدولي لأن ذلك ما يحتاجه لبنان حاليا.
ورد الرئيس عون شاكراً السفير هيل على زيارته وتعازيه ومشاعره، طالباً نقل تحياته الى الرئيس ترامب وشكره على المواساة والمشاركة في مؤتمر باريس لدعم بيروت والشعب اللبناني.
وأكد الرئيس عون أن التحقيق مستمر لمعرفة ملابسات حادثة التفجير في المرفأ وأن المطلوب المساعدة في معرفة ظروف وصول الباخرة التي كانت محملة نيترات الأمونيوم الى مرفأ بيروت وتفريغها فيه، مرحّباً بفريق مكتب التحقيق الفيدرالي الأميركي لمساعدة الجانب اللبناني في تحقيقاته. ولفت الرئيس عون الى أن عدداً من المسؤولين في مرفأ بيروت الحاليين والسابقين هم قيد التحقيق. وأشار الى أن الحكومة الجديدة التي سوف تشكل ستكون من مهامها الأولى تحقيق الإصلاحات والمضي في مكافحة الفساد ومتابعة التدقيق الجنائي الذي قرره مجلس الوزراء.
وعدّد الرئيس عون الصعوبات التي واجهت عملية مكافحة الفساد التي أطلقها منذ تسمله سدّة الرئاسة ما سبب خلافات بينه وبين العديد من السياسيين الذين شعروا أنهم معنيون بالفساد.
وحضر عن الجانب اللبناني وزير الخارجية والمغتربين شربل وهبة والوزير السابق سليم جريصاتي والمدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير والمستشارون العميد بولس مطر ورفيق شلالا واسامة خشاب.
مصادر:
إلى ذلك، أفادت مصادر مطلعة على لقاء رئيس الجمهورية ميشال عون ومساعد وزير الخارجية الاميركي ديفيد هيل، أن الأخير “وعد بمساعدات عينية إضافية ستصل الى لبنان”. بحسب ما افادت الـ أل. بي. سي.
وقال هيل: “مهتمون جداً بالإصلاحات المالية والإقتصادية ومكافحة الفساد هي التي ستؤدي الى تسييل أموال سيدر وتعاون صندوق النقد الدولي”.
بدوره، أكد الرئيس عون “تصميمه على إجراء الإصلاحات ومكافحة الفساد وأنه لن يتوقف عند هذين الأمرين وطلب المساعدة الأميركية بتحقيق إنفجار المرفأ خصوصاً لناحية معرفة الجهة التي أوصلت الباخرة الى لبنان ومن هي الجهة التي ساهمت بوصولها”، وذلك بحسب المصادر.
دياب
ولاحقاً، استقبل رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب هيل، والسفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا، المساعد الخاص جيسي جاين، المساعد الخاص بنجامين أومبري والمستشار السياسي في السفارة نيل غوندافدا، بحضور مدير مكتب الرئيس دياب القاضي خالد عكاري والمستشارين السفير جبران صوفان، جورج شلهوب وبترا خوري. وقدّم هيل تعازيه للرئيس دياب وأعرب عن دعم بلاده للبنان. وجرى استعراض حجم الخسائر الناتجة عن الانفجار.
عين التينة
ومن السراي، انتقل هيل الى عين التينة للقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري. وقد أكد تضامن الشعب الأميركي مع لبنان في هذه الكارثه التي حلت بلبنان مقدماً التعازي بالضحايا الذين سقطوا.
كما جرى عرض للاوضاع بشكل عام وكيفية النهوض مجددا واعادة الاعمار.
وقد شرح الرئيس بري لضيفه رؤيته للإصلاح المنشود وما سبق أن عرضه المجلس النيابي بجلسة 13-8-2020
كما اكد على ضرورة الإسراع بتشكيل حكومة تضطلع بمسؤولية الإعمار والإصلاح وأن تتقدم بنهج مختلف عن سابقاتها لتكتسب ثقة الشعب اللبناني.
كما أكد هيل للرئيس بري على التقدم الحاصل على مسار ترسيم الحدود البحريه وأنه فرصة يحتاجها لبنان كما المنطقة.
بيت الوسط
وتوجه هيل بعدها الى بيت الوسط حيث استقبله الرئيس سعد الحريري في حضور الوزير السابق غطاس خوري ومستشار الرئيس الحريري للشؤون الديبلوماسية باسم الشاب.
وتناول اللقاء، الذي تخللته مأدبة غداء، آخر المستجدات والأوضاع العامة وتداعيات التفجير الكارثي الذي استهدف مرفأ بيروت الأسبوع الماضي.
أوساط بيت الوسط قالت أن التركيز في الإجتماع بين الرئيس سعد الحريري وديفيد هيل كان على الحاجة الى إعادة إعمار ما دمره الإنفجار في بيروت بسرعة قصوى وبرنامج طوارىء لمواجهة آثاره والإصلاحات المطلوبة لوقف الإنهيار تمهيداً لإخراج لبنان من الأزمة الإقتصادية، وفي المقابل مدى استعداد الولايات المتحدة الأميركية والمجتمع الدولي بالمساعدة والمساهمة مالياً واقتصادياً في هذين المجهودين الضروريين.
وأضافت المصادر أن الإجتماع كان إيجابيا واتفق على مواصلة المشاورات حول هذين الموضوعين لتأمين فرص النجاح للمساعي الدولية الجارية حالياً.

لمشاركة الرابط: