أعلن رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة أنّ “الامتحان الأول للرئيس المكلف هو في أن ينجح بجمع فريق من الأشخاص يكون منسجماً وتعاوناً فيما بين أعضائه المستقلين عن تدخلات ونفوذ الأحزاب السياسية وبشكل كامل عن جميع الاحزاب المختلفة”.
ورأى انه “كانت تجري خلاله عملية التأليف قبل التكليف، وبالتالي، فقد كان فخامة الرئيس يتعدى على الدستور من خلال التعدي على صلاحيات النواب اللذين يجب ان يستشاروا وعلى صلاحية الرئيس المكلف الذي تقع عليه مسؤولية إجراء مشاورات التأليف”.
واعتبر السنيورة أن “الطبيعي هو ان تكون هذه الحكومة بأعضائها جميعهم مستقلين وضليعين في الحقول والاختصاصات التي تعود للحقائب التي سيتولونها. خلال الأيام القادمة، سيتبين للبنانيين فيما إذا كان هؤلاء الوزراء بالفعل مستقلين وغير منتمين إلى فرقاء بعينهم”.
وقال: “المشكلات السياسية والاقتصادية والمالية والإدارية كانت بالفعل نتيجة التقاعس وعلى مدى أكثر من عشرين عاماً لجهة عدم القيام بتلك الإصلاحات. كما وعدم معالجة الخلل الذي حصل من نتيجة عدم احترام الدستور واتفاق الطائف”.
كلام السنيورة جاء في حديث لقناة DMC المصرية في ما يلي نصه:
س: بداية هذا الترشيح والمهام الذي سوف يكون سيناط بالدكتور حسان دياب المرشح لتولي الحكومة اللبنانية؟
ج : دعني أبدأ بالقول أنّ الذي حصل اليوم كان عقب الملابسات الكثيرة التي حصلت خلال فترة الخمسين يوماً والتي حصلت بانتهاكات للدستور. علماً أنه يفترض بفخامة رئيس الجمهورية، الذي يسهر على احترام الدستور، أن يبادر فور استقالة الحكومة إلى إجراء الاستشارات النيابية الملزمة، بإجرائها، وكذلك بنتائجها. الذي جرى أنه قد تمّ تضييع الوقت من خلال القيام بالمشاورات وكأن الرئيس كان يقوم بتأليف الحكومة قبل ان يصار الى اجراء الاستشارات النيابية الملزمة. وأن عليه أن يعمد بالتالي إلى تكليف الشخص الذي ينال أكثر الأصوات. ولقد كان لذلك الوقت الضائع ملابسات سلبية كثيرة لأنه كانت تجري خلاله عملية التأليف قبل التكليف. وبالتالي، فقد كان فخامة الرئيس يتعدى على الدستور من خلال التعدي على صلاحيات النواب اللذين يجب ان يستشاروا وعلى صلاحية الرئيس المكلف الذي تقع عليه مسؤولية إجراء مشاورات التأليف. وهذا الامر بمجمله تسبب بهذه الالتباسات وما سينجم عنها من تداعيات.
س: ألا ترى في هذه الاجراءات بشكل او بآخر الغرض الرئيسي منها امتصاص غضب الشارع اللبناني خوفاً من ترشيح اسم رئيس حكومة يبدأ بتأليف الحكومة ويصبح هناك المزيد من المظاهرات في الشارع اللبناني؟
ج: لا أريد ان ادخل في نوايا الرئيس ولا أستطيع أن اتكهَّن بها، ولكن ما قام به الرئيس أدى الى تفاعلات وانتهى إلى إثارة غضب الشارع وكثير من اللبنانيين. فبدلاً من أن يصار الى القيام بإجراء الاستشارات في وقتها، كانت تجري المشاورات الجانبية مما أثار ردَّات الفعل، ومنها ما تبين اليوم من نتائج للاستشارات، إذ أنّ عدداً كبيراً من النواب عبّروا عن استيائهم لتأخير العملية على مدى الخمسين يوماً الماضية، والتي فيها استهانة بموقع رئاسة الحكومة. وها قد أتت العملية الاستشارية وبنتائجها وكأنها عملية معلبة في هذا الشأن.
س: ما تشيرون اليه ولو كان تكليف الدكتور حسان دياب بتشكيل الحكومة بشكل او آخر تم الاتفاق على بعض الاشخاص اللذين سيتولون حقائب وزارية؟
ج: هذا الأمر سيصار إلى التحقق منه خلال الأيام القادمة. ما أريد أن أوضحه هو أن الملابسات التي حصلت سوف يتبينها اللبنانيون بعد الاستشارات وما ستنجم عنه عملية التأليف. لقد كُلّفَ الدكتور حسان دياب بمهمة تأليف الحكومة. وهذه المسؤولية مسؤولية كبرى، وتتطلب برأيي أشخاصاً ممن كان لهم خبرة عملية في الحكم وكان لهم أيضاً أداء متميز وخبرات متعددة يتمكنون، واستناداً إلى ذلك أن يقوموا بهذا العمل بشكل كفوء وفعال.
س: كما اشرتم ان هذه مهمة صعبة للدكتور حسان دياب ولكن ما الذي تراه هي أولوياته؟
ج: الطبيعي هو ان تكون هذه الحكومة بأعضائها جميعهم مستقلين وضليعين في الحقول والاختصاصات التي تعود للحقائب التي سيتولونها. خلال الأيام القادمة، سيتبين للبنانيين فيما إذا كان هؤلاء الوزراء بالفعل مستقلين وغير منتمين إلى فرقاء بعينهم. فإذا لم يكونوا بالفعل مستقلين وعلى قدر عال من الكفاءة والمسؤولية تكون غير مقبولة ولا تسهم بالتالي في معالجة المشكلات التي يواجهها لبنان. إذ ينبغي وفي المبدأ أن يكون هؤلاء الوزراء كما أراد أولئك الشباب اللذين يتظاهرون منذ ستين يوماً وهم مازالوا في الشوارع يطالبون بحكومة نظيفة من اشخاص مستقلين وعلى قدر عال من الكفاءة والجدارة والمسؤولية. لماذا؟ لأن التجربة التي عانى منها لبنان على مدى السنوات الماضية كانت مؤلمة ومكلفة. المشكلة التي عانى منها لبنان وما يزال تتركز في ذلك التقاسم للدولة بين الاحزاب السياسية للاستفادة من مغانمها وذلك على حساب الوطن والمواطنين.
س: كان لكم تصريح منذ أيام ان الشخص الاصلح لتولي تشكيل الحكومة هو رئيس الوزراء المستقيل الرئيس سعد الحريري، ما هي وجهة نظركم حول اسم المرشح الآن؟
ج: هذا التصريح ليس من ايام قليلة بل أكثر من اسبوعين ولكن الآن امامنا هذا الوضع، الامتحان الأول للرئيس المكلف هو في أن ينجح بجمع فريق من الأشخاص يكون منسجماً وتعاوناً فيما بين أعضائه المستقلين عن تدخلات ونفوذ الأحزاب السياسية وبشكل كامل عن جميع الاحزاب المختلفة. عندها تستطيع تلك المجموعة المتضامنة فعلياً ان تعالج المشكلات، ونأمل عندها أن يكون ذلك بقدر كبير من التبصر. لأن هذه المشكلات السياسية والاقتصادية والمالية والإدارية كانت بالفعل نتيجة التقاعس وعلى مدى أكثر من عشرين عاماً لجهة عدم القيام بتلك الإصلاحات. كما وعدم معالجة الخلل الذي حصل من نتيجة عدم احترام الدستور واتفاق الطائف، والمشكلات التي حصلت نتيجة الخلل في التوازن الداخلي وكذلك الخلل الكبير في السياسة الخارجية، ولاسيما في علاقة لبنان بالدول العربية الشقيقة ومع أصدقاء لبنان في المجتمع الدولي وكلّها انعكست على الاوضاع الاقتصادية والمالية النقدية المتردية.
س: على الدكتور حسان ان يختار الاشخاص حسب كفاءتهم من دون ان يكون لهم اي انتماءات حزبية؟
ج: التحديات الكبرى الناتجة عن عدم القيام بالإصلاحات على مدى العقدين الماضيين. ولطالما كنت أقول وأنبّه أنّ الإصلاح امر تقوم به الامم عندما تكون قادرة عليه وليس عندما تصبح مجبرة عليه لأنها عندما تصبح مجبرة عليه يكون الاصلاح شديد الكلفة وشديد الاوجاع والآلام.
الآن الأمر يتطلب تعاوناً واضحاً وصريحاً ودائماً من جميع الكتل النيابية ومن جميع اللبنانيين لمساعدة الحكومة وتسهيل قيامها بالإصلاحات المطلوبة لأنّ الوضع أصبح شديد الدقة والخطورة.
المصدر: mtv