“ندوة اليونيسكو بالتعاون مع وزارة الإعلام “:أكثر من 1000 صحافي قتلوا خلال السنوات العشر الماضية ثلثهم في العالم العربي

خاص – nextlb

أرقام مذهلة من ضحايا الصحافة الذين سقطوا على مذبح حرية الكلمة وبخاصة في العالم الثالث ، وطبعا في العالم العربي بشكل خاص ، أعلن عنها في الندوة التي عقدت تحت عنوان ” تعزيز التعاون الإقليمي لإنهاء الإفلات من العقاب للجرائم والهجمات ضد الصحفيين في العالم العربي ” بتنظيم من مكتب اليونسكو الإقليمي في بيروت ، بالتعاون مع وزارة الإعلام اللبنانية .
وتستأثر المنطقة العربية بأكبر عدد من جرائم قتل الصحافيين ، حيث قتل 338 شخصا بين عامي 2006 و2016. مع نسبة 1.5 فقط من الجرائم ضد صحافيين في المنطقة يتم حلها ، كما أن المنطقة العربية مسؤولة أيضا عن أعلى معدل للإفلات من العقاب بين مختلف مناطق العالم .
وفي 2 نوفمبر من كل عام يتم الإحتفال باليوم العالمي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحافيين ، إلى أنه “وفقا لإحصاءات اليونسكو، فإن من بين 1010 صحافي قتلوا منذ عام 2006 حتى عام 2017 ، تم الحكم على حالة واحدة من أصل تسع حالات. حقيقة مؤلمة وصادمة تستدعي دق ناقوس الخطر لحماية أرواح الصحفيين وحماية الكلمة وحرية الوصول الى المعلومات التي تقيدها معظم الأنظمة في العالم الثالث ، والعالم العربي من ضمنها . وفي نهاية الندوة صدرت سلسلة توصيات دعت إلى “إقرار تشريعات رادعة للأعمال الجرمية ضد الصحافيين، مطالبة المنظمات الدولية بتنظيم عدد أكبر من المؤتمرات لحماية الصحافيين ومتابعة التوصيات المنبثقة عن هذه المؤتمرات ، وضع سياسات داخل المؤسسات الإعلامية لحماية الصحافيين ،وإيلاء الإهتمام بالصحافيين المستقلين الذين لا تحميهم المؤسسات الصحافية كما يجب ، وتهيئة بيئة قانونية في لبنان تسمح بوجود صحافة إستقصائية وتضمن سلامة الصحافيين ، وحض الدول الأعضاء على وضع نيابات متخصصة في التحقيق في قضايا الإعتداءات وحماية الصحافيين ، واتخاذ كل التدابير الحمائية والوقائية للصحافيين عند تغطيتهم لمناطق النزاع ، وإعادة النظر في قوانين التشهير التي يمكن أن تستخدم ضد الصحافيين ومقاضاتهم وفقها ، الأمر الذي يحد من فضاء الحرية والتعبير”.


وطالبت التوصيات “المجتمع الدولي بأن يتحرك لحماية الصحافيين الفلسطينيين لأن أي مساس بحرية الصحافي وحياته هي جريمة ، وبتفعيل خطة عمل الأمم المتحدة لسلامة الصحافيين ومسألة الإفلات من العقاب”. مع الأمل بأن تأخذ هذه التوصيات طريقها الى التنفيذ لما فيه مصلحة الصحافة والصحافيين ، وحرية الكلمة والرسالة وضنا بأرواح من نذروا أنفسهم للتفتيش عن الحقيقة وكشف الفساد والمفسدين الذين يسرحون ويمرحون في مجتمعات نامية تجاهد كي تبقى على قيد الحياة في ظل أزمات معيشية مستفحلة . ولا يأمن فيها الصحافي على حياته عندما يمارس مهنته التي نذر نفسه لها .
وعلى هامش الندوة تم افتتاح معرض معزز بالصور والمعلومات لشهداء الصحافة في لبنان والعالم العربي ، تصدرتها صور شهداء الصحافة جبران التويني وسمير قصير وشهداء من فلسطين والعراق وسوريا واليمن .
ندوة
نظم مكتب اليونسكو الإقليمي في بيروت ، بالتعاون مع وزارة الإعلام اللبنانية ، ندوة بعنوان “تعزيز التعاون الإقليمي لإنهاء الإفلات من العقاب للجرائم والإعتداءات ضد الصحافيين في العالم العربي”، وذلك لمناسبة اليوم العالمي لإنهاء الإفلات من العقاب ضد جرائم الصحافيين الذي يصادف في الثاني من تشرين الثاني ، برعاية رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ممثلا بوزير الإعلام ملحم الرياشي، في فندق كورال بيتش. وحضر الندوة النائب السابق غسان مخيبر، مدير مكتب اليونسكو الإقليمي في بيروت الدكتور حمد بن سيف الهمامي ، المدير العام المساعد لقطاع الإتصالات والمعلومات في اليونسكو معز شكشوك ، العقيد جوزف مسلم عن وزارة الداخلية والبلديات ، القاضي مارون زخور عن وزارة العدل ، علي يوسف عن نقابة المحررين ، وممثلون عن السلك القضائي والأمني ، ولفيف من الصحافيين اللبنانيين والعرب والأجانب .
الهمامي
ثم كانت كلمة للدكتورالهمامي “إن سلامة الصحافيين هي من أولويات منظمة اليونسكو، ممثلا بقطاع الإتصال والمعلومات بشكل خاص. من هنا، كان العمل على خطة عمل لسلامة الصحافيين ومسألة الإفلات من العقاب التي اعتمدت من قبل المجلس التنفيذي للأمم المتحدة في عام 2012. ومنذ ذلك الحين، والعمل جار مع كافة الشركاء لوضع هذه الخطة موضع التنفيذ، وعلى كافة الأصعدة الدولية والإقليمية والمحلية. وبدأت تظهر هذه النتائج من خلال زيادة الوعي، وبناء القدرات والعمل مع الجهات المختصة مثل الجهة القضائية والقوى الأمنية. وبالطبع أيضا، جاء الإعلان عن يوم عالمي لإنهاء الإفلات من العقاب للجرائم والهجمات ضد الصحفيين في 2013 كإحدى نتائج هذه الجهود، لخلق دعم وزخم من قبل جميع الجهات المعنية بتعزيز وحماية حرية التعبير وسلامة الصحافيين”.
شكشوك
وتحدث المدير العام المساعد في قطاع الإتصالات والمعلومات في اليونسكو، فقال “نحن مجتمعون هنا اليوم في لبنان ، وهو دولة لم تكن محصنة ضد العنف والحروب التي ضربت المنطقة ، لنشيد بالصحافيين الذين قتلوا أثناء أداء واجبهم ولنبني الزخم لتحقيق العدالة من أجلهم”.
أضاف “إن قائمة الصحفيين الذين قتلوا طويلة ، ففي السنوات ال 12 الماضية، أي بين عامي 2006 و 2017، دان المدير العام لليونسكو عمليات قتل 1010 صحافيين والأغلبية الساحقة من الضحايا كانوا صحافيين محليين يغطون قضايا محلية مثل الفساد والسياسة والنزاع”.
وتابع “إننا نتفق جميعا على أنه ينبغي أن يتسنى للصحافيين أن يقوموا بواجباتهم بأمان ومن غير ان ينتابهم أي خوف. غير أن مستوى الإفلات من العقاب للجرائم المرتكبة ضدهم لا يزال مرتفعا بشكل رهيب، بمعدل يقل عن قضية واحدة تحال الى العدالة من أصل تسع. واعترافا بالنتائج البعيدة المدى للإفلات من العقاب، خصوصا في ما يتعلق بالجرائم المرتكبة ضد الصحافيين، أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة في كانون الأول 2013 ، يوم 2 تشرين الثاني “اليوم العالمي لإنهاء الإفلات من العقاب للجرائم المرتكبة ضد الصحافيين”.
وأشار الى “أن العالم العربي لم ينج من هذه الإحصاءات المخيفة”. وقال “وفقا لتقرير المدير العام اليونسكو حول سلامة الصحافيين وخطر الإفلات من العقاب، فإن المنطقة العربية تستأثر بأكبر عدد من عمليات قتل الصحافيين ، حيث يبلغ عدد حالات قتل الصحافيين 338 حالة بين عامي 2006 و 2017 ، وذلك يعني أن أكثر من ثلث العدد الإجمالي للصحافيين الذين قتلوا في العالم خلال نفس الفترة ، قتلوا في المنطقة العربية”.
أضاف “ما يثير القلق أكثر أن المنطقة العربية تشهد أعلى نسبة من الإفلات من العقاب بين مختلف مناطق العالم حيث تم حل 1.5% فقط من حالات مقتل الصحفيين فيها.
وأكد “أن القدرة على الوصول إلى المعلومات ومشاركتها بحرية هي حجر الزاوية للديموقراطية”.
وقال “ينبغي علينا تسريع الزخم من خلال هذا المؤتمر الذي يشكل فرصة ممتازة لتعزيز قدرات الأطراف المعنية في حماية الصحافيين، وللمشاركة في الممارسات الفعالة، ولتكثيف جهودنا في مكافحة الإفلات من العقاب.
وتابع”ينبغي علينا أيضا كأولوية معالجة مسألة خطاب الكراهية الذي يؤثر بشكل كبير على المجتمع. ودعمت اليونسكو إنشاء مرصد خطاب الكراهية الذي يهدف إلى مراقبة خطاب الكراهية الذي تستخدمه وسائل الإعلام “.
وأوضح أن “اليونسكو أطلقت في العام الماضي مع الإتحاد الدولي للصحافيين وبالتعاون مع مديرية التعليم العالي في لبنان مقررا نموذجيا عن سلامة الصحافيين موجها لطلاب الصحافة ومكيفا مع المنطقة العربية. وقد تم اعتماد هذا المنهج الجديد من قبل العديد من الجامعات في لبنان وفلسطين وسورية ، وسيتم توسيعه ليشمل في المستقبل جامعات أخرى تدرس مادة الصحافة”.
الرياشي
وألقى الوزير الرياشي كلمة شكر في مستهلها الحضور ومنظمة اليونسكو “التي تعمل لإنجاح هذا المؤتمر وتعزيز الحضور الحر في العالم العربي للاعلاميين وللصحافيين”.
وقال “أريد أن أشير الى نقطة مهمة.ان هذا العالم العربي الذي يختزن في باطنه ثروات كبيرة وكثيرة وغنية جدا، كل هذا العالم العربي نسأل أنفسنا لماذا يفتقر الى التقدم.إنه يفتقر اليه لأنه يفتقد الحرية، وعندما نفتقد الحرية والكلمة الحرة، نفتقد التفاعل الحقيقي بين بعضنا البعض، وكلنا يعرف ان ثورات عدة تم دفنها في هذا العالم ولم تأخذ حقها في إثبات وجودها ووجودها الحر للمواطن العربي بشكل عام”.
أضاف “ما وصلنا إليه ليس غريبا وليس جديدا، ولكن لن أدخل في طبيعته وفي كيفية الوصول اليه نتيجة الصراعات القائمة، ولكنني أطلب بإسمي وبإسم دولة الرئيس الحريري أن نرفع مستوى المواجهة والدفاع عن الكلمة والحرية، بدفاعنا عن الإعلام وعن الصحافي في هذا العالم الى مستوى المواجهة لأي سلاح كيميائي في العالم. وعندما يضرب السلاح الكيميائي في مكان ما تتحرك كل دول العالم للدفاع ولمواجهة من يستعمله”.
ورأى أن “استعمال العنف ضد الإعلامي، هو كإستعمال السلاح الكيميائي ضد الناس ويجب التعاطي مع هذه الحقيقة ونقل قضية الإعلاميين من اليونسكو أي منظمة الأمم المتحدة ، الى مجلس الأمن في الأمم المتحدة”.
وختم “أوجه تحية كبيرة لمؤتمركم عسى أن يخرج بتوصيات مفيدة لنا جميعا وللبنان ولكل العالم العربي والعالم، ويقدم تجربة وشهادات مختلفة عن أهمية حرية الرأي وأهمية الدفاع عن هذه الحرية ، والحفاظ عليها لبناء مجتمع أفضل . ولا يسعني في الختام إلا أن أوجه تحية بإسم دولة الرئيس سعد الحريري لكم جميعا، وأن أوجه تحية لشهداء الصحافة في العالم العربي وفي لبنان خصوصا ، وعلى رأسهم جبران تويني وسمير قصير والشهيدة الحية مي شدياق.
جلسات
وبعد كلمات الإفتتاح ، عقدت جلسات حوارية شارك فيها عدد من الصحافيين، الأولى بعنوان “الصحافيون من شهود الى ضحايا في أوقات النزاع”، الثانية ناقشت “مكافحة الإفلات من العقاب في لبنان : إستعراض الإنجازات والتحديات” ، الثالثة تناولت موضوع “تحقيق العدالة في مناطق الصراع الآن وغدا”. أما الجلسة الرابعة فناقشت “مسار العمل في المستقبل بما فيه الوقاية والتوعية وتعزيز القدرات”.
[email protected]

لمشاركة الرابط: