تتابعت الأعوام الثقيلة على الجدران العتيقة فلفها الحزن والصمت ، ونبت العشب على العتبات حتى لفها بردائه ، وعلى الدرج القديم المهجور ، ساد السكون وخرست الأصوات وتجمدت الخطى وتوقف الزمن ، وأقفلت النافذة على العتمة الأزلية ، وعششت العناكب في الزوايا كأنها العدم .
ووسط السكون المطبق ، عند مدخل الدار ، نبتت شجرة تين فنمت وكبرت حتى سدت المدخل ، حتى ليخيل لك أنها تحرس البيت في غياب أصحابه ، ربما هاجر أهل الدار الى بلاد الغربة بحثا عن الرزق ، عندما سدت سبل العيش بوجههم في ديارهم، من يدري علهم يعودون يوما فتضحك لهم الأبواب ، وتفتح النوافذ للشمس وللنور .
عاطف البعلبكي
[email protected]