خاص –nextlb
يبدو أن سخونة ما سيشهدها ملف النزاع على الحدود الجنوبية بدءا من الحدود البحرية في الناقورة بحرا والمهمة جدا لأنها تشمل البلوكات النفطية الحدودية المتنازع عليها، وصولا الى مزارع شبعا وجبل الشيخ شرقا ، وجديد الأمر أن الرئيس نبيه بري كشف عن عرض إسرائيلي نقله الأميركيون إلى لبنان يتضمّن التفاوض حول الحدود البريّة والبحرية، ومن ضمنها مزارع شبعا.
وقال برّي إن الوفد الأميركي الذي زار لبنان مؤخرا ، وفي عداده عضو الكونغرس الأميركي من أصل لبناني داريل عيسى، نقل إلى رئيس مجلس النواب ورئيس الجمهورية ميشال عون كلاماً إسرائيلياً حول الرغبة في حوار كامل حول الحدود مع فلسطين المحتلة، وضمناً مزارع شبعا المحتلة.
وأضاف برّي إن لبنان طلب من الوفد العودة بتأكيد رسمي أميركي حول هذا الأمر. مشيرا إلى كلام وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتز، الذي أكّد أن “طرح أفكار جديدة لإنهاء نزاع بحري بين إسرائيل ولبنان، عطل التنقيب عن الغاز والنفط” .
ورأى برّي أن هذا الأمر هو فرصة للبنان لإستعادة حقوقه، مؤكّداً أن أجزاءً من مزارع شبعا لبنانية وأخرى سورية، “فلينسحب الإسرائيلي من المزارع ونحن نتصافى بيننا وبين السوريين”.
ولعله من المفيد إلقاء الضوء على العديد من النقاط الهامة التي توضحها دراسة هامة للنائب السابق منيف الخطيب عن الخلاف الحدودي تاريخيا مع العدو الصهيوني حتى قبل نشوء الكيان الغاصب على أرض فلسطين السليبة .
الخطيب إبن منطقة العرقوب وإبن شبعا وسليل عائلة قاومت المحتل الفرنسي في السابق من جبل الشيخ الى الجولان المحتل ، ثم الإسرائيلي الذي ما زال يحتل مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والغجر ، خبر عن كثب الأطماع الصهيونية في مزارع بلدته شبعا وكذلك في خزان المياه الإستراتيجي في جبل الشيخ قد أعد دراسة بعنوان ” أطماع صهيونية من خط هوف الى جبل دوف 1 مغلفة بإشكاليات حدودية “جاء فيها:
الصراع اللبناني الاسرائيلي هو الأخطر والقابل للتفجير الدائم بسبب الأطماع الاسرائيلية بأرض لبنان وثرواته لا سيما النفط والغاز، فضلا عن المياه والمناطق السياحية والإستراتيجية.
إن الحدود اللبنانية الفلسطينية تعرضت للتغيير أكثر من مرة فضلا عن الحدود السورية اللبنانية بعد حرب 1967 واحتلال منطقة الجولان، ولمعرفة الحقائق كما هي لا بد من الإطلاع على المراحل التاريخية التي مرت بها تلك الحدود ، بدءا من مرحلة الحرب العالمية الأولى وما سبقها ونتج عنها وما هي الأحداث والقرارات والأطماع التي كان لها تأثيرها، وأهمها:
أ-مؤتمر بال 1897 في سويسرا الذي تبنى المشروع الذي أعدته أول بعثة صهيونية زارت المنطقة سنة 1861 والهادف الى إقامة دولة اسرائيل على أرض فلسطين بما فيها الضفة الغربية والجولان وجبل الشيخ وبعض مناطق جنوب لبنان.
ب – مشروع بانيرمان رئيس وزراء بريطانيا الذي وضع عام 1907 والهادف الى استغلال خيرات البلاد العربية وإبقاء العرب مشتتين وإقامة دولة عازلة في وسطه Buffer state تكون عدوة للعرب وأقوى منهم والتي تجسدت بوعد بلفور.
ج – الحرب العالمية الأولى التي غيرت وجه المنطقة اذ صدر وعد بلفور وأبرمت اتفاقية سايكس – بيكو، مارك سايكس صهيوني متطرف ووالده من أبرز اعضاء مؤتمر بال ، تلك الاتفاقية التي قسمت العرب لاسيما بلاد الشام بين النفوذين البريطاني والفرنسي وأعطت فلسطين للحركة الصهيونية تطبيقا لمخطط بانيرمان و في نهاية الحرب تنكرت بريطانيا للشريف حسين وتخلت عن وعدها له.
د – بعد الحرب و عقد مؤتمر السلام تنكر هؤلاء حتى لإتفاقية سايكس بيكو بما يتعلق بالحدود اللبنانية الفلسطينية وعملوا على نقل الحدود شمالا وفق اتفاقية بريطانية – فرنسية معروفة بإتفاقية نيو كامب – بوليه حيث خسر لبنان منطقة واسعة من ساحل البحر الابيض المتوسط حتى سهل الحولة و تضم حوالي تلاثين قرية ومزرعة وأهمها القرى السبع.
ه – اصدر الجنرال غورو القرار 318 في 31آب 1920 الذي تضمن حدود دولة لبنان الكبير والمناطق التي يتألف منها، وقد نصت بالنسبة للحدود جنوبا حدود فلسطين كما هي معينة بالإتفاقات الدولية، وشرقا حدود أقضية بعلبك البقاع وراشيا وحاصبيا “الأقضية الأربعة.
وبذلك أصبحت الحدود اللبنانية الفلسطينية خاضعة لإتفاقية نيو كامب – بوليه التي تحدد في القسم الأول الحدود اللبنانية – الفلسطينية وفي القسم الثاني الحدود السورية – الفلسطينية.
ورد في نص تلك الاتفاقية ما يلي: ” تقرير إنتهاء العمل لترسيم الحدود إبتداء من البحر المتوسط الى نقطة الحمة “وادي اليرموك السفلى تنفيذا لمنطوق المواد 1و2 من اتفاق باريس الموقع في 23 كانون الاول 1920. تبدأ الحدود انطلاقا من البحر الابيض المتوسط من منطقة تسمى رأس الناقورة وصولاً الى تل القاضي تتجه الحدود فوق الطريق المطلة الى بانياس حتى العلامة 39 ومنها تبدأ الحدود السورية الفلسطينية كما ورد في تلك الاتفاقية.
كل الحقوق الناجمة عن استعمال مياه الأردن من قبل سكان سوريا ولبنان المحافظة عليها ، لهم نفس الحقوق في الصيد والملاحة التي يتمتع بها سكان فلسطين في بحيرتي الحولة وطبرية ومياه الأردن الواقعة بين البحيرتين ، وتاريخ توقيع الاتفاقية 3 شباط 1922 وقد حرم لبنان من كل ذلك.
أما الحدود السورية اللبنانية في جبل الشيخ فقد تم ترسيمها في عام 1934 وهي تضم ثلاث عشرة نقطة بدءا من قصر عنتر في رأس الجبل على ارتفاع 2814 مترا حتى شمال بانياس حيث يلتقي بخط نيو كومب – بوليه و قد أزال الإحتلال هذه النقاط.
لكن الأطماع الاسرائيلية بأرض لبنان و خيراته واضحة يتصريحات كبار قادة العدو، فضلا عن الدراسات الإستراتيجية التي يقوم بها الخبراء في الجامعات والمراكز العلمية الإسرائيلية والدعم الدولي الدائم من كل الدول الكبرى لمخططات اسرائيل.
ويخلص الخطيب الى القول في دراسته ” إن الموقف الرسمي الموحد برئاسة العماد عون يبعث الأمل بالحفاظ على الحق اللبناني واستعادة ما سلب منه، وذلك يتطلب: إنشاء مكتب أو هيئة من الخبراء والباحثين في القانون الدولي وقضايا الحدود الجعرافية بالإضافة التى العسكريين الذين شاركوا في اجتماعات الهدنة لوضع خطط علمية وإعداد الدراسات واقتراح السبل والوسائل الكفيلة بصيانة الحقوق الوطنية واستعادة أرضنا وثرواتنا معتمدين القرارات الدولية التي أدانت اسرائيل وطالبت بالتعويض منذ قصف المطار واحتلال المزارع وحرمان أهلها من استثمارها حتى الآن التي ترتكز على المفاهيم الحقوقية والقوانين ومقارعة الحجة بالحجة في كل المحافل الدولية “.
إشارة إلى أن جبل دوف هو جبل الروس في خراج قرى العرقوب كما يسميه العدو الاسرائيلي”.
[email protected]