أحلام مهاجرة !

أهدي هذه القصيدة إلى كلٓ معلم يدرك مدى قدسيٓة رسالته وسموٓها :
أنت في الكون مرشدٌ ورسولُ
أيُٓ نسرٍ ذرى علاك يطولُ
كلٓ فرخٍ من السّحائبٍ أضحى
لك فلكا على الزٓمانٍ يصولُ
تاجك النًجمُ والسٓماءُ دثارٌ
ولعينيك وثبةّ وشمولُ
جودُكَ الطٓلقُ إن تهامى بٍقفرٍ
أنبتٓ الماءَ واستفاقت سهولُ
ونما النبتُ في المسارحٍ زهواً
ينشر الفضل وردهُ إذ يميلُ
يا كريمَ اليراعٍ بذلُكَ حبٌٓ
وودادٌ وعطرهُ سلسبيلُ
ليس حبرا على سطورك يسري
إنٓهُ القلبُ في السٓطورِ يسيلُ
يسكبُ الصَحو في النٓفوسٍ بروقا
تّشعل اللٓيلَ فالطٓلامُ قتيلُ
يا سليل النبيٓين لولاك عمٓت
ظلماتٓ وما أضاءت عقولُ
وكنوزّ من المعارف غابت
عن نفوسٍ وغُيٍٓبٓ المجهولُ
فلا توانَ إذا القيامة قامت
وترامت حجارةٌ وسيولُ
وأطلٓت من الكهوف ذئابٌ
وتلظٓت غواشمٌ ومغولُ
فعلى الدٓهر كان “سيزيف” صلباً
يحمل الصخر صابراً لا يحولُ
ماردً انت لن تكونَ ذليلاً
خسئ الدٓهرُ و الزٓمانُ البخيلُ
ويدُ الجهلٍ إن تمادت ومُدٓت
لنداك فغيمةٌ و تزولُ
فسلاماً معلٓماً من بلادي
رحتَ تبني وما العطاءُ قليلُ
تسبقُ الفجر بالضياء، منيرا
وجهُك الطٍلقُ والبيانُ الجليلُ
أنت أمّٓ بغمر عطفٍ تربٓي
والأبُ الكفءُ بابنهٍ مشغولُ
ملءُ دنياكَ ليس في البال إلٓا
الزنبق الغرٓ والغصين البليلُ
وغدٌ مشرقُ الوعودٍ عليٌٓ
طيٓبُ البَوحٍ للفؤادٍ خليلُ
عيدُك الضٓخمُ وقفةٌ تتراءى
في مداها مواسمٌ وفصولُ
في مزاياهُ حاضرٌ كلُٓ عيدٍ
جلٓلتهُ فضائلٌ و أصول
فهنيئاً للمحتفينَ بعيدٍ
زيٓنتهُ فضائلّ وعقولُ
وهنيئًا لٍكلْٓ طالب علمٍ
لهُ في العيدْ مقصدٌ ودليلُ

يوسف نخلة، أحلام مهاجرة ..ص 136

لمشاركة الرابط: