
صغيرتي غَيم
أقف أمامكِ بعينين دامعتين ، هي دموع مختلفة هذه المرة … دموع استبدلت الألم بالفرح والإمتنان.
أنتِ في حياتي لستِ مجرد حفيدة، بل أنتِ النور الذي أضاء ظلاماً كنتُ أراه في كل زاوية من زوايا حياتي في السنوات التي خلت، وأنتِ الفرح الذي كان غائباً، وأتيتِ لتنشريه بيننا .
اليوم، وفي ذكرى ميلادكِ الأول، وبعد وجع فقدانٍ مرير لأخي الحبيب، ولوالدي العزيزين ، وغيابهم الذي أوجع قلبي، جئت أنت بصيص أمل يعيد الي بعض ما فقدت.!
أتيتِ أنتِ ، كديمة غنية بمطر الخير، بإبتسامتكِ الرقيقة وعينيكِ البريئتين، وعقلكِ الذي ينمو بهدوء أمام ناظري، ليكتشف العالم من حوله.
عندما تداعبي شعري بأناملكِ الصغيرة، فكأنكِ تنبهينني بأنني لا زلت أملك روحاً متوثبة ، فملامح وجهكِ البريء تُنير قلبي وتبعث السعادة في نفسي .
لطالما فخرتُ بأن أكون الجدة المثالية، الصديقة، الطفلة، والرفيقة التي لا تكترث للعمر ولا تهتم لتجاعيد الزمن ، فالعمر بالنسبة لها مجرد حكايات فرح ترتسم على وجوه الأطفال.
أريد أن أكون تلك الجدة التي تشارككِ لحظاتكِ السعيدة، تواسيكِ وقت غضبكِ، تُصغين إليها عندما تحتاجين إلى مشورتها ، تضحك معكِ وتلعب معك في عالمكِ الصغير.
ومع مرور هذا العام، اكتشفتُ أنني أتعلم منكِ أكثر مما تتعلمين مني … لقد علّمتني يا غَيم معنى الحب النقي البعيد عن التعقيد، والفرح الذي لا يحتاج إلى سبب!
يا لسحر ما أشعر به في اللحظات التي أمضيها بالقرب منك، تلامسين شعري لأعيد ترتيبه مجدداً ، تبحثين عن عقدي الذهبي الصغير المختبئ حول عنقي ليخفي أحزاني عنكِ، كأنكِ بذلك تعيدينني إلى الزمن الجميل، إلى لحظات كانت السعادة فيها ترتسم بهدوء على ملامحي وفي أعماقي، يوم كانت أمي تلاعب أولادي وترويهم بحنانها.
ربما يكون الشعور مرتبطاً بالذكريات، أو ربما هو مجرد تذكير لطيف منكِ بأني أستحق الحياة كخطوة نحو استعادة السعادة.
غَيم، أنتِ الحلم الذي تحقق بعد سنوات من الألم ، أريدكِ أن تعرفي يا صغيرتي بأن وجودكِ في حياتي كان أعظم هدية من ربي ، وأن حبكِ في قلبي غير قابل للتفسير والشرح ، هو حبٌ يفوق كل الكلمات ، وهو البلسم لقلبي الموجوع.
بعد عامكِ الأول اكتشفت يا أميرتي بأنكِ تستطيعين أن تنسيني مرارة فقد الأحبة ، فقد جعلت لحظاتي تنبض بالنور وبالفرح ، أنتِ قبس الضياء الذي أعاد لي الأمل بالحياة .
غَيم، أنتِ أكثر من مجرد حفيدة .. أنتِ سببٌ جديد للعيش، وللسعادة.
في الخامس من شباط 2025 عيد ميلادكِ الأول ، أعدكِ بأن أكون الجدة المفعمة بالحياة التي تحبكِ بكل ما أوتيت من قلب. سأظل أراقبكِ تكبرين يوماً بعد يوم بين أحضان أبويكِ الحبيبين .
أتمنى لكِ عاماً عامراً بالحب وبالفرح والأمل والسلام الداخلي. معكِ يا غَيم ، عرفتُ أن الحياة ستستمر، وأن الحب يتجدد مع كل لحظة. يا أجمل هدية قدمها لي من وهبك الحياة.
أحبكِ إلى الأبد.!!
[email protected]
#خرب_شات