أعد كل من رئيسة مصلحة الأبحاث والدراسات في المديرية العامة للطيران المدني الدكتورة انجيل عواد والمهندس مارك نصر، دراسة مرفقة ببيانات إحصائية تتعلق بحركة الطائرات، والركاب والشحن في مطار رفيق الحريري الدولي – بيروت عن الفترة الممتدة ما بين 1/1/2008 و31/12/2017 ، وتبين الدراسة ما يلي:
حركة الركاب:
إبتدأت حركة الركاب بحوالى 750 الف مسافر في أول الستينيات وتزايدت سنويا بنسبة 10,8% لتبلغ ذروتها سنة 1974 بحوالى 2,750,000 مسافر. ولكنها تراجعت بعد نشوب الحرب الأهلية في لبنان سنة 1975، لتصل الى حوالى 230,000 مسافر سنة 1989.
وبعد انتهاء الحرب، عادت حركة الركاب في مطار رفيق الحريري الدولي- بيروت الى التزايد من 640,000 سنة 1990 الى اكثر من 8,200,000 مسافر في اواخر سنة 2017.
إن مراقبة الحركة خلال الأعوام العشر السابقة، أي منذ 2008 الى 2017 تظهر أن التزايد مستمر بمعدل سنوي يتراوح بين 1,83% و22 % وذلك حسب السنين وتطور الاوضاع السابقة المحلية والاقليمية.
وتضيف الدراسة بأن هناك أسبابا عدة ساهمت في ارتفاع نسبة المسافرين من والى لبنان عبر مطار رفيق الحريري الدولي، وابرزها:
سياسة الاجواء المفتوحة التي اقرت في مجلس الوزراء سنة 2000، والتي ساهمت في زيادة عدد شركات الطيران المشغلة الى لبنان مع عدد الرحلات والوجهات.والغاء تأشيرة الدخول الى تركيا سنة 2009 للبنانيين وامكانية الاقامة لمدة ثلاثة اشهر.والنزوح السوري الذي بدأ سنة 2011 مع اندلاع الاحداث في سوريا، حيث استخدم النازحون السوريون مطار بيروت كمخرج للوصول الى بلدان أخرىو حملات الزيارة للمقامات الدينية في العراق التي بدأت سنة 2013 عبر مطار بيروت بسبب صعوبة المواصلات عبر سوريا.
كما ساهمت الازمة الديبلوماسية مع قطر خلال سنة 2017 وقطع العلاقات الديبلوماسية من جانب بعض الدول العربية بجعل مطار بيروت نقطة عبور لهذه الدول وزاد عدد الرحلات غير النظامية أيام الصيف والاعياد ومواسم الحج أو الزيارات الدينية وإلغاء التأشيرة لبعض الدول كأرمينيا، جورجيا، إيران، الأردن، عمان، تركيا، قطر، وسهولة الحصول عليها في بلدان أخرى كمصرو ، وازدياد عدد زيارات المغتربين اللبنانيين. وعدد الطلاب الذين يتابعون دراساتهم خارج البلاد وازدياد عدد رحلات رجال الاعمال اللبنانيين والاجانب. ومن المتوقع ارتفاع عدد الركاب في المستقبل ليتجاوز عشرة ملايين مسافر أواخر سنة 2020.
توزيع الركاب حسب الوجهة
تشير الارقام الى ان حركة المسافرين من والى مطار بيروت تركزت خلال فترة 2008 – 2017 الى منطقة الخليج العربي بنسبة 41% اي شبه الجزيرة العربية، قطر، الامارات العربية والكويت، حيث يعمل فيها عدد كبير من اللبنانيين وتكثر فيها حركة الترانزيت.
وتأتي في المرتبة الثانية، دول الشرق الاوسط بنسبة 23,4% اي البلدان المجاورة للبنان، ايران، العراق، الاردن، والتي يقصدها اللبنانيون اما للعمل او للزيارات الدينية. اضف الى ذلك الرحلات غير النظامية الى تركيا، قبرص في فترات الصيف والاعياد.
وقد ساهمت مباشرة شركات جديدة تسيير رحلات من والى هذه الدول، الى خفض سعر بطاقات السفر وبالتالي زيادة حركة المسافرين.
كما تقول الدراسة أن معدل حركة المسافرين في منطقة الشرق الاوسط ارتفع بنسبة 279% ، فزاد عدد المسافرين من 581,9 الف مسافر سنة 2008 الى 2,200,000 مسافر سنة 2017، سيما وان بعض هذه الدول هي دول عبور لعدد كبير من المسافرين من لبنان.
وفي المركز الثالث، تأتي دول منطقة اوروبا الغربية، التي تشكل بوابات عبور الى جميع انحاء العالم ولجميع المسافرين من مطار بيروت.
وكان لموقع لبنان الإستراتيجي الرابط بين قارات آسيا، اوروبا وافريقيا ونظام التبادل التجاري الحر فيه، أن جعل من لبنان مركزا من المراكز الرئيسية للتجارة في حوض البحر الابيض المتوسط. وتشكل حركة الاستيراد والتصدير ركيزة مهمة للاقتصاد اللبناني.
ويمتاز لبنان بالمنتجات الزراعية التي تشكل أكثر السلع تصديرا عبر الجو الى تركيا، السعودية، الامارات العربية، مصر، الكويت، العراق والاردن، كما يمتاز لبنان بتصدير المجوهرات والمأكولات الجاهزة. ويعتبر لبنان من اكثر البلدان استيرادا للأدوية والمعدات الكهربائية. وتعتبر حركة الاستيراد والتصدير في تحسن ملحوظ مع منطقة الشرق الاوسط ومناطق افريقيا الغربية والشرقية .
وطنية