خاص – nextlb -عاطف البعلبكي
مشكلة طريق ضهر البيدر – طريق الموت الى تفاقم ، والحال المتردية لهذا الشريان الحيوي الذي يربط البقاع بالعاصمة اللبنانية بيروت ويشكل امتداداً عضوياً عبر سوريا فالأردن مع العالم العربي ملفتة للنظر .
المناظر والصور مرعبة ، وضحايا الإهمال بالعشرات .. وحال الطريق من سيء الى أسوا مع قدوم فصل الشتاء وانزلاق التربة غير الصخرية تحت ضغط الشاحنات الثقيلة الحمولة والتي لا تخضع للمراقبة الدورية للأسف.
طريق ضهر البيدر ضيقة كانت تصلح للبنان منذ الخمسينيات عندما كان عدد السيارات والشاحنات حينها لا يتجاوز عشر عددها الحالي ،
لا صيانة ولا إنارة وهي عملياً لا تستوعب العدد الكبير من السيارات التي تسير بشكل خطير بين أرتال الشاحنات .. كيف تسير شاحنة وزنها 40 طناً صعوداً ونزولاً بين سيارات صغيرة لا يتجاوز وزنها الطن الواحد ؟! ليس هناك من دولة في العالم تعتمد هذا النظام .
قبل أيام كان لقاء وحوار عند رئيس الحكومة نواف سلام مع فاعليات بقاعية ووزراء ، إنتهى اللقاء – على أهميته – الى حلول ترقيعية مؤقتة مثل فصل المسار في الأماكن العريضة من الطريق وإنارة مساره وهذه الاجراءات لا تلبي المطلوب منها ولا تحل المشكلة بشكل جذري
الأوتوستراد العربي
مشروع الأوتوستراد العربي يقبع حاليا ومنذ سنوات في الثلاجة ويحتاج حسب تصريح وزير الأشغال في الإجتماع الأخير مع رئيس الحكومة الى رصد ميزانية كبيرة غير متوفرة حالياً ، وموضوع نفق حمانا – شتورا ينام في الأدراج نومة أهل الكهف . سئمنا مناظر الضحايا على مواقع التواصل الإجتماعي وكان آخرها في الأسابيع الماضية بين عدة سيارات وشاحنة ، وبين سيارات في حوادث متعددة في ظل إنارة معدومة ليلاً وطريق ضيقة وجدران دعم متهالكة وخسفات عند معظم المنعطفات تبرز بصورة كارثية ، وحمولة زائدة للشاحنات غير المراقبة التي لم تخضع منذ سنوات لصيانة المكابح والتجهيزات الميكانيكية .
المسؤولية على من ؟
لحسن الحظ فإن موضوع طريق ضهر البيدر عابر للطوائف والمذاهب ، هو سني وشيعي ومسيحي ودرزي وأرمني ، والمسؤولية تقع على عاتق أعضاء مجلس النواب والوزراء في كل البقاع : الأوسط والغربي والشمالي ، والكتل النيابية كلها معنية بالأمر ولا نستثني أحداً من المسؤولية ، يجب وقف هدر الأرواح مجاناً والسعي بجدية الى إكمال وصلات الأوتوستراد العربي غير المنجزة عبر تأمين التمويل اللازم مهما كان الرقم كبيراً ، وإكمال الإستملاكات في حال وجودها من عاريا غرباً الى مجدل عنجر شرقاً ، وفي موازاة ذلك يجب إعادة فتح مشروع النفق بشكل جدي وحتى تلزيمه بطريق ال “بي أو تي” واستيفاء رسوم مرور كما في معظم دول العالم المتحضر ، إذ ما الذي يمنعنا من ذلك فالعالم يتطور بشكل سريع ولا مكان للتسويف والمماطلة والنكايات بين المسؤولين والسياسيين .
لقد تم حفر نفق تحت بحر المانش يربط بين البرالأوروبي في فرنسا وبين بريطانيا بين عامي 1988 و1994 بلغ طوله أكثرمن 50 كلم ، منها 38 كيلومتراً تحت قعر البحر بعمق 40 متراً ، يجوبه قطار سريع ينقل البضائع والمسافرين بسياراتهم ، بينما نعجز نحن عن إكمال طريق أو حفر نفق بطول 25 كلم تحت الجبل لربط العاصمة بيروت بالداخل البقاعي وصولاً الى الربط التجاري مع العالم العربي منذ عشرات السنين .!
كيف نراهن على العلاقات التجارية مع العمق العربي ونحن لم نقم بما علينا بإنهاء بعض الوصلات في الأوتوستراد العربي ؟ ليبقى ما نفذ محدود الفائدة ومسرحاً لسباق السيارات والدراجات النارية والتوك توك عكس السير ، وارتكاب المخالفات المرورية في وصلة سهل البقاع من الأوتوستراد.
نحن حالياً نمر في فترة مهمة تسبق الإنتخابات النيابية ، وكل من يحاول أن يركب الموجة من السياسيين الحاليين والمتطلعين الى العمل في الشأن السياسي عليه أن يعمل بجدية على إتمام المشروع الذي يخدم البقاع وكل لبنان ، لا أن يثار الموضوع قبل الإنتخابات ليعود فينام في أدراج الإهمال بينما يستمر مسلسل الموت المجاني على طريق ضهر البيدر ليصير اسمه : طريق الموت .







